در لها خلف الغمام فسقى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة در لها خلف الغمام فسقى لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة در لها خلف الغمام فسقى لـ مهيار الديلمي

دَرَّ لها خِلفُ الغمام فسقَى

ومدَّ من ظلٍّ عليها ما وقَى

ورابها ليلُ جُمادى أن تَرى

من لهب الجوزاء يوماً محرِقا

فنهضَتْ بسُوقها ودرَجتْ

كَهلاً أثيثاً ومَعيناً غَدَقا

حتّى تخيلت رباها حُوِّلتْ

بالخصب غُدْراً وحَصاها وَرَقا

لو جاء يُعطي خبراً عن جنةٍ

رائدُها راعيَها لصدَقا

خضنا بألحاظِ العيون طُرُقا

منها وأخفافِ المطيّ طُرُقا

ملجَمَةٌ تركب من دهمائها

على مَتاعٍ من ضحاها غَسَقا

تحبِسنا صدورُها والحبُّ في

أعجازها يجذُب مَن تعلَّقا

كلّ فتىً يَخلُفُ وجهَ شمسِها

غاربُه حتى يعودَ المَشرِقا

إذا المطايا لجأتْ ببوعها

إلى الوريد دعدعوها العَنقا

تعسّفاً حتى يُنَقِّي سوقَها

طلابُها أيّامَها على النَّقا

تغنَّ بالجرعاء يا سائقَها

فإن ونت شيئاً فزدها الأبرقا

واغنَ عن السياطِ في أرجوزة

بحاجرٍ ترى السهامَ المُرَّقا

واستقبل الريح الصَّبا بخُطمِها

تجدْ سُرىً ما وجدتْ منطلَقا

إنّ لها عند الحمى وأهلهِ

إنْ حَمَلتْ لَعَلَقاً وَعُلَقا

والجانب الممنوع من وادي الغضا

هنَّأَ ما نقَّبَ أو ما عرَقا

كم بالغضا يا زفرتي على الغضا

من شافع رُدَّ وعهدٍ سرِقا

ونظرةٍ للّه منها حكمُهُ

يومَ تخاصِمُ القلوبُ الحدَقا

وطارحٍ للنَّكثِ يَثني حبلَه

حتى يكونَ الرُّمَّةَ الممزَّقا

قد حبسوا ظبيةَ هلّا حبسوا

دمعاً إلى ذكرتها مستبِقا

وبردَ الليلُ على ما لفّقوا

لكنهم لا يُبرِدون الحُرَقا

أما وكان قسماً أَبَرُّه

والظَّلمِ ما أشمَّ أو ما ذوّقا

والبانِ يحنو هذه لهذه

بالجيدِ حتى دَنَيا فاعتنقا

وما سرى بين الغرار والكرى

طيفٌ لها ردَّ الظلامَ فَلَقا

خطْفَ القلوب ثمّ طارت شُعَباً

أضغاثُه عنّي وطاحت شُقَقا

فقمت أجلو لَبسَ طرفي ويدي

أنفض رحلي وأقصُّ الطّرُقا

ثم وهمت أن بدراً زارني

فبتّ لا أسألُ إلا الأفقا

لقد مشى الواشي على سمعي بها

في ضيّق الفجّ زليقِ المرتقَى

شأنَك لا يُبري الجوى إلا الذي

أدوَى ولا يفرِي سوى من خلَقا

قد عوّذوا وعقدوا تمائمي

وأنقع السلوةَ راقٍ وسقى

وما يعود الحولُ إلا عادني

منها مسيسٌ لا يُحَلُّ بالرُّقى

وليلةٍ والحيّ بعدُ لم يخف

أعينهم ولا الغيورَ المشفِقا

واللامزُ المرتابُ سلْمٌ صدرُه

وجارةُ البيت التي لا تتَّقى

قِسمتُها شكلان من وصالها

وعتبها بين النعيم والشقا

ثم افترقنا ومعي وثيقةٌ

تُقرِب ما بين الفراق واللقا

يا صاحبي وقولةٍ مصميَةٍ

لا تفتح الألسنُ منها مُغلَقا

يغنى اللهاةَ رفعُها وخفضُها

حتى يقال غَلِطا أو سرِقا

ترى البليغ حولها مجمجِماً

يومَ تراه الأشدقَ المنطَّقا

من أمّهات الفضل إما نُثرت

أو نُظمت كانت لجوجاً عنقا

ركبتُها أقتحم النادي بها

جامحةً تفوت بي أن أُلحَقا

تضحك بالمُجرَى معي يريدها

ضِحْك الصَّنَاع بيمين أخرقا

من اللواتي تستصبُّ نحوها

نفسُ الوقور أو يكونَ الأنزقا

لو راودت أشمطَ وفَّى مِئَةً

يشتو بقدس ويصيف الأبلقا

يعتجر الشَّملةَ حيطاناً إذا

قَرَّ ويحتشُّ إذا ما استرزقا

أهوى لها يأخذ من عاجلها

أوبقه آجلها ما أوبقا

حملتُ عنها حرّةً كريمةً

لو أُلصق العارُ بها ما لصِقا

وصاحبٍ كالغُلّ بات منكبي

من رِبقة الودّ به مطوَّقا

يكرع مني في نميرٍ سلسلٍ

وأستقيه مملِحاً مرنَّقا

أرمُّ من أخلاقه ملوّناً

يصبغ لي في كلّ يومٍ خُلُقا

تكثَّرتْ بعددٍ من أُسرتي

نفسي فأصبحتُ المقلَّ المملِقا

وطوّفَتْ تسأل في قبائلٍ

غريبةٍ أين تكون الأصدِقا

فما رأت إلا النِّفاق مُسدَلاً

على المودّات وإلا الملَقا

شمتُ الأنام خلَّباً إلا فتَىً

من قيصرٍ أمطرَ لما برقا

أفرَقَ رأسُ الدهر من جنونِه

به وصحّ رأيُهُ وحُقِّقا

غنِيتُ منه بأخٍ فدؤاه

كلُّ أخٍ أصبحتُ منه مخفقا

وملئتْ كفّي به وأفضلت

جوهرةً أمَّ شُفوفٍ ونقا

باع بها الغوّاصُ ذاتَ نفسهِ

مغامراً لحبّها معمِّقا

يهوِي به الفقر ومن شعارِهِ

إما الغنى رَبَّ وإما الغرَقا

ومجَّه البحرُ فلو أبصرتهُ

بها مُضيّاً ولها معتنقا

ترى الحصى والرملَ في يمينه

كيف انتحى عيناً بها وورِقا

كرهتُ في المختار كلَّ حاسد

يحسَب في اجتماعنا التفرُّقا

وبعتُ خُلاني به بيعَ فتىً

يعلم أنّ الربح حيث صُفِقا

عرّفنيه خُبرتي بغيره

من جرّب الناسَ درى وحذَقا

وصحّ لي بعدَ رجالٍ مرِضوا

وكثرةُ التيه تريك الطُرُقا

ظنَّ غُلُوّي فيك قومٌ سَرَفاً

وفرطَ مدحي زُخرفاً مختلَقا

وزاد حتى لن يقولوا حاضرٌ

ودّ فقالوا بدويٌّ عشِقا

ولو رآك مَن رأى بنظري

وخُبرتي قال بليغٌ صدَقا

جاء بك الدهرُ على شرائطي

تحفةَ عمدٍ لا على ما اتفقا

رأيا له القرطاسُ والسهمُ سوا

وراحةً في المحل تجري دفَقا

وسامراً والنار قد أخمدها

ربُّ المئين وجفاناً فُهَّقا

وخلقاً إذا غضبتَ واسعاً

وعُذُراً إذا وهبت ضيقا

وجانباً في الودّ ظلَّاً بارداً

ردَّ إلى الودّ فؤاداً معتَقا

رشتَ جَناحي والتحمت معرِقاً

زَورِيَ حتى طرتَ بي محلِّقا

فتحتَ عيناً في العلا بصيرةً

حتى رأيتَ غايتي مدقِّقا

ودلَّك المجدُ على فضيلتي

دلالةً كنتَ لها موفَّقا

لم تك في الإيمان لي مقلِّداً

ولم يكن يُسرُك بي تخلُّقا

أنت إذا الدهر رمى شاكلتي

دِرعي وأنت مُنذِري إن فوَّقا

ما غمَّضت عنّيَ عينُ حاجةٍ

فارتادها طرفك إلا رمقا

وقمتَ في آثارها مجلِّياً

بعثَ القنيصِ المضرحيَّ الأزرقا

فلا تُصبْني فيك عينُ حاسدٍ

له القذَى محدِّقاً ومطرِقا

ولا تَنَلْك الحادثاتُ بيدٍ

حتى تشلَّ ساعداً ومِرفَقا

ونهضَتْ عنّي بما أوليته

رواحلُ الشعر تجوب الأفقا

ثقائلاً يسوقها خفائفاً

على الوجى لا تطمئن قلقا

رافعةً واضعةً أعناقَها

يوماً ويوماً مغرِباً ومشرِقا

إن ظمئت فالشمسُ ولعابها

أو سغبت جرت تداري الرمَقا

تحملُ كلَّ مستعادٍ ذكرها

عمَّ البلادَ صيتُها وطبَّقا

هي العذارى البيض لم تلق لها

مبتكراً غيري ولا مستطرِقا

إذا أقامت رُشفتْ أو ظعنت

تفُتْ على الأفواه نشراً عبِقا

إذا الكلام نُسبت أصولُه

كانت أصولاً والكلامُ أسؤقا

أو طُرحَ الشعر فماتَ فجأةً

بقين ما طال وما طاب البقا

يَنُصُّ شيطانُ القريضِ سمعَه

مرتقياً في جوّها مسترِقا

لطائم سوائرٌ إذا غدا

ذكرُك في أعجازِها معلَّقا

تعلَّقت باسمك حتّى خرقتْ

بك السماءَ طَبقاً فطَبقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة در لها خلف الغمام فسقى

قصيدة در لها خلف الغمام فسقى لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها ثلاثة و تسعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي