دعته المثاني وادعته المثالث

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعته المثاني وادعته المثالث لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة دعته المثاني وادعته المثالث لـ ابن قلاقس

دَعَتْهُ المثانِي وادَّعَتْهُ المَثَالِثُ

فها هو للنَّدْمَانِ والكأْسِ ثالِثُ

وقارَفَ قَبْلَ الموتِ والبَعْثِ قَرْقَفاً

يعاجلُه منها مُميتٌ وباعِثُ

وكانَ الهوى أَبْقَى عليه صُبَابَةً

من اللُّبِّ وافاها من الكأْسِ وارثُ

فقال إِلي أُمِّ الخبائثِ إِنها

بها أَبداً تصفو النفوسُ الخَبائثُ

وأَحيي بِرُوحِ الرّاحِ جِسْمَ زُجَاجةٍ

على يدِهِ منها قديمٌ وحادثُ

وكم قالَ للصَّهْبَاءِ إِنِّيَ حالِفٌ

فقالَتْ له الصهباءُ إِنَّكَ حانِثُ

وما العيشُ إِلاَّ للذي هو ماكِثٌ

على غَيِّهِ أَو للذي هُوَ ناكثُ

فيا راحِلاً بَلِّغْ أَخِلاَّيَ باللِّوَى

وإِنْ رَجَعُوا أَنِّي على العهدِ لابثُ

هناكَ ولا نَعْمَانَ قُضْبٌ موائسٌ

وثَمَّ ولا يَبْرِينَ كُثْبٌ عَثَاعِثُ

لِمَنْ كِلَلٌ مُدَّتْ حَوامِ حوامِلٌ

قمادَتْ بها الدَّأْمَاءُ أَوْ فَالدَّمائِثُ

رَبيعَةُ فَتْكٍ لمْ تَلِدْنِي مُكَدَّمٌ

عُتَيْبَةُ حَرْبِ لم يَلِدْنِيَ حارِثُ

لِيَ النَّافِثاتُ السِّحْرَ في عُقَد النُّهي

فما هِيَ إِلاَّ العاقِداتُ النَّوَافِثُ

قَوَافِيَّ إِنْ جَدَّتْ بِهِنًّ مَزَلَّةٌ

فقد جُدِّدِتْ أَيضاً بِهِنَّ رَثَائثُ

فمنها أَحاديثُ عن الفاضِلِ اعتَلَتْ

ومنها عَلَى مَنْ شَكَّ فيه حوادثُ

حسامٌ يَفُلُّ الخَطْبَ والخطبُ مُعْضِلٌ

وطَوْدٌ يُقِلُّ العِبْءَ والعِبْءُ كارِثُ

يُرِمُّ له في القولِ لاغٍ ولاغِطٌ

ويَرْمِي لَهُ في الصَّوْلِ فارٍ وفارثُ

مضاءُ وإِمضاءٌ وتلك سَجِيَّةٌ

فلا العِطْفُ معطوفٌ ولا الرَّأْيُ رَائثُ

فديناهُ من سامٍ وحامٍ وقلَّ ذا

ولو أَننا سامٍ وحامٍ ويافِثُ

ثَبُوتٌ على طُرْقِ المكارِمِ وَطْؤُهُ

على أَنَّ طُرْقَ المكرُماتِ أَوَاعثُ

جَرَى ساكِنَ الأَنفاسِ والنِّكْسُ قاعدٌ

يَمُدُّ إِليه لَحْظَهُ وَهْوَ لاهِثُ

وكَفَّ اختيالُ الجَهْلِ والجهلُ رافِلٌ

على لاحِبِ الإِذعان قَسْراً ورافِثُ

منَ القومِ تَنْمِيهِمْ أَصولٌ ثوابتٌ

عليها فروعٌ باسِقاتٌ أَثائِثُ

يجالِدُ فيهِمْ أَو يجادِلُ مِنْهُمُ

فَتًى باحِثٌ عن حَتْفِهِ أَو مُبَاحِثُ

على الدَّهْرِ جاروا فالخطوبُ عوائِذٌ

ومنه أَجارُوا والخطوبُ عَوَائثُ

فما لَهُمُ إِنْ فاخَروا العَارُ عارِضٌ

ولا بِهِمُ إِنْ طاوَلُوا العابُ عابِثُ

عصائِبُ لم يَفْرَقْ لها الخَطْبَ لائِذٌ

مَفَارِقُ لم يَعْصِبْ بها الذَّمَّ لائثُ

إِماءُ القُدورِ الرَّاسياتِ لَدَيْهِمُ

بنارِ القِرى في كُلِّ يوم طَوَامِثُ

وَأَنْتَ وَرِثْتَ الأَكرمينَ عُلاهُمُ

وعالَتْ على قومٍ سِواكَ المَوَارثُ

وَلِي فيكَ ما اسْتَنْبَطْتُهُ بقَرَائِحِي

ورُبَّ نَبَاتٍ ضُمِّنَتْهُ نبائثُ

قوافِيَّ لَوْ أَنَّ البَعِيثَ أَتَى بها

لَجَرَّ جريراً للَبعيثِ البَوَاعِثُ

وكم جَمَل أَعْيَي المُزَارِعَ طِبُّهُ

يُبَلِّطُ بالرِّجْلَيْنِ ما هُوَ حارِثُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعته المثاني وادعته المثالث

قصيدة دعته المثاني وادعته المثالث لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي