دعني أميل إلى ما في الأباريق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعني أميل إلى ما في الأباريق لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة دعني أميل إلى ما في الأباريق لـ الحبسي

دَعْني أميلُ إلى ما في الأباريقِ

وعُلَّنِي بعد تنْبيهٍ وتأريقِ

بذاتِ لونَيْن موصوفيْن عَتَّقَها الْ

خمارُ مِنْ زَرَجُونٍ سِيقَ مِنْ سِيقِ

أَرَقُّ من عَبْرةِ المقلاتِ صافيةً

قد رُوِّقَتْ بعد عصْرٍ أَيَّ ترويقِ

لعَّابةً كسهام الشمس جمرتها

أو كنجيع من الأَوداجِ مَهرْوقِ

فهاتِها إنْ سمعتَ العُتْرفانَ له

صوتٌ يردِّدُه في زِيِّ مِنْطِيقِ

وهَيِّأَنْ لي رُقاقاً جيداً معه

لحمٌ يفوق على لحم الخرانيق

واشربْ فمهما ترى الصهباءَ قد بلَغتْ

سوداءَ قلبك قلْ يا مهجتي توقى

إلى الأغاني وضربِ الطبلِ معْ نغَم العِب

دان والرقص مَعْ ترجيعة البوق

إذا استمالَ الشرابُ الشَّرْبَ نَبَّههُم

لحنُ الربابِ وأصوات الهنابيق

ورُبَّ لائمةٍ في الراحِ قلتُ لها

كُفِّي الملام فإنْ كذَّبْتني ذوقي

فإنما الراحُ راحٌ والنفوسُ بها

تحيا فما لك عُذْرٌ غيرُ تصْديقي

تَزيدُ قوة أجسامِ الكرامِ قوىً

وقد تضُرُّ بألبابِ الصعافيق

تفيد ذا الحلم حلماً معْ رزانته

نعم وتُفْشِى حُصاصَ الأحمقِ القيق

وأننا إنْ شربناها يها انشرحتْ

صدورُنا وخَلَتْ م الهم والضيقِ

مهما شربنا ثلاثا صار واحدنا

كأنه وارثٌ ملك العماليق

أو أنه من ملوكِ الرومِ مُتكِىءٌ

على الأَريكةِ ما بين البطاريق

وغادةٍ طفْلةِ غيداءَ نهْكنَة

غضِيضَةِ الطرف حَوْرا عذبة الريق

الليل طُرتُها والصبحُ غرتُها

على قوامٍ رطيبِ العودِ ممشوق

حسناءُ حجَّبَها عن كل حاسدةِ

صونٌ وقد نُزِّهَت عن كل فِسِّيق

تُصْبِى الحليمَ وتُغْويه فتتْركه

في زِيِّ صَبٍّ بسهم العشقِ مرشوق

لو نادت الأعصمَ الوعرى لأن لها

وانحطَّ طوعاً إليها مِنْ ذُرا النِّيق

منيعةٌ دونها طعنُ العواسلِ مَعْ

ضربِ القواضبِ معْ ضرب البناديق

وأهل ديْرٍ يزورُ الحَبْرُ ساحتهم

كما يزور النصارى أرضَ أُبْروق

طرقتُهمْ وكلابُ الحيِّ غافلةٌ

عن طارقٍ جاءهم يسعْىَ ومطروق

وقد تنبَّه ربُّ الدير من سِنَةِ الك

رَى فجاء بخْمرٍ ذاتِ راووق

وجاءنا بقَديرٍ من وظيفتِه

وجاء وهْوَ سخِيٌّ غيرُ زِنْديق

فأَطعَمتْنيهِ عند الشَّرب غانيةٌ

فاقتْ على كل محبوبٍ ومَوْمُوقِ

مَزَجْتُ من ريقها الكاساتِ فانقلَبتْ

كأنها ضَرَبٌ بالمسك مفتوقِ

أو أنها مُزِجَتْ مِنْ بعد ما سُكِبَتْ

بسُكَّرٍ فُتَّ في ماء الأفاويقِ

وقدْ قضيْتً لُباناتي وفزتَ بتقْ

بيل ولمسٍ وتَرشافٍ وتنشيقِ

يا بنت من تذكر الأضيافُ دعوته

على الجرائد ربات الهوى فوقى

لا تودعي السرَّ نماماً فيُظهرَه

بين الأنامِ بوجهٍ منه مرهوقِ

مَنْ أودَعَ السرَّ أصحابَ النميم غدا

أضحوكةً بين عُضْروطٍ وصُعْفُوقِ

رَعْياً لصحبٍ كرامٍ ليس همُّهمُ

نقضَ العهودِ ولا نقضَ المواثيق

صحبٍ كرامٍ يُرَجِّيهمْ مُصَاحبُهم

يومَ الحوادث عند الوُسْع والضيق

هُمُ صناديقُ سِرِّى لا يُباح به

منهمْ ولو فُتشَتْ جمعُ الصناديق

خيرُ البلادِ مكانٌ يُلفِى قاصدُه الْ

إكرام والحرُّ فيه رَائِجُ السوق

وأعجزُ الناسِ ذو أهلٍ أَبنَّ بهمِ

في بِيْتِه وهْوَ ذو فَقرٍ وتضْييق

وحوله صبيةٌ يرجون رزقهُمُ

مِنْ عنده وهْوَ معدومُ الأصاديق

وهُمْ أولو فاقةٍ غبراءَ تُوسعُهم

ذُلاَّ وتمسحُ بالأعناقِ والسوقِ

أقبلْ إلىَّ هداكَ اللَّهُ طاعتَه

إلى الرشادِ وعُجْ عَنْ منهج البُوقِ

وامدَحْ إماماً كريماً عادلاً حكماً

مدْحاً بأبياتِ شعْرٍ غيرِ مَسْروقِ

واذكرْ مساعيَه مَعْ حُسْنِ سيرته

بالشكرِ بين أُولِى العلم المناطيق

سيف بن سلطان ذو تعنو الوفود له

بالخيل والرجل والأجمالِ والنوق

هو الكريم الذي تُغْنيك رؤيتهُ

عن الكنوزِ وإكسيرِ الأنابيق

الموسعُ الناسِ أمناً بعد خوفهم

والجامعُ الشملَ جمعاً بعد تفريق

والتاركُ الخصْمَ والعاصيينَ في وَهَقِ

مُعَوَّقين بقْهرٍ أيِّ تعْويقِ

ملْك له فتيات المجد خاضعةٌ

خضوعُ مُكتئبٍ صبٍّ لمعشوق

ذَمْرٌ جميعُ ليالينا بطلعته

عُرْسٌ وأيامنا أيامُ تَشْرِيقِ

أَشَمُّ أشجعُ مِنْ فهد ومِنْ أسدٍ

وردٍ وأكرمُ مخلوق ومخلوقِ

يفوقُ حاتمَ طيٍّ في سماحتهِ

وعدُلُه عدُلُ صِدِّيقٍ وصِدِّيق

زانت به بلدةٌ الرستاق وافتخَرتْ

به وفاقتْ على جمع الرساتيق

ضياءُ شمسٍ سعودٍ غيرِ كاسفةٍ

ونورُ بدرِ تمامٍ غيرُ ممحوق

ليثٌ فرائسُه الأبطالُ يُغرسُهم

بصارمٍ من سيوفِ الهندِ إبريق

إذا نَوَوْا حربه صارتْ رؤوسُهم

يوم الوغى بين ما قطْعٍ وتمزيق

يجرى إلى كلِّ محمودٍ ومكرُمةٍ

جرْياً به طِرْفُ عزم غيرُ مسبوق

وعادياتٌ تحاكى صخرَ أوديةٍ

في حربها أو رياحاً في صفاصيق

تَقُضُّ صُمَّ سِلامِ الأرض إن ركضتْ

وقد تُثيرُ غيومَ العيثَر الضيق

خيلٌ مُسَوَّمةٌ جُرْدٌ مُطهَّمَةٌ

غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ قُبْلٌ كعَيُّوقِ

يا نجلَ سلطان عشْ ما بين أربعةٍ

عِزٍّ ونْصر وإقبالٍ وتوفيقِ

ولْيَبْقَ حاسدُك القالى بأربعة

ذُل وخسْرٍ وتبدِيلٍ وتضيبقِ

دمْ وابْق في العزِّ والنصْر العزيز ومَنْ

عاداك لا يزال في شرِّ المضاييقِ

أنت الذي فقْت أهلَ الملك في رُتَب الْ

عُلَى وقد فُقتَ فضلا كلَّ مخلوقِ

من يدَّعي الفضلَ بين الناسِ وهْو أخو

نقصٍ فذلك وغْدٌ غيرُ مصدوق

فالطير تلصَق بالدقعاء إن سمعتْ

صوت البُزاةِ وأصوات البواشِيقِ

ما كلُّ هاوٍ لكسبِ الحمدِ مُكتسباً

حمداً ولا كلُّ ذي دين بصدِّيقِ

علو قدرك لم تُدْرَك نهايَتُه

نيلا وشأْوُك شأْوٌ غيرُ مَلحوقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعني أميل إلى ما في الأباريق

قصيدة دعني أميل إلى ما في الأباريق لـ الحبسي وعدد أبياتها سبعة و ستون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي