دعني عذولي فإن القلب مسطور

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعني عذولي فإن القلب مسطور لـ التلمساني المنداسي

اقتباس من قصيدة دعني عذولي فإن القلب مسطور لـ التلمساني المنداسي

دعني عذولي فإن القلب مسطور

لما علي من الهجران مسطور

ما لي أَرى العين لا تهمي مدامعها

وَالوصف في عصمة التَسويف محجور

فَما الحَياة وحبل المرء منفصم

وَما النَجاة وَقلب الأمن مكسور

كأن يوم النَوى والعيس واقفة

بينَ الخيام وَللجمال تشمير

مرت بِعَيني لفقد الحمى إذ رحلوا

غدية أَليس في الربع مآشير

فالعين مرها وَقَلبي في تقلبه

وَالركب في البيد منظوم وَمنثور

ما كنت أَسلو وَكانَ القلب في طرب

كَيفَ وَقَلبي بذات البين مَذعور

أَبكي الديار وَلا في الدمع منقصة

ما نامَ طرف ورب الطرف مهجور

يا عاذِلي لَو رأيت العيس في وله

وَللدليل أَمام الركب تَكبير

بكل محنية خضر بلاثقها

تدعو الركاب وَسعي القوم مَشكور

ما كنت تعذل في المحبوب عاشقة

وَقلبه كإكاف الرحل مَهجور

هبك عدلت فَما العهد بمنتقض

وَلا ينهنيك منك القَلب تَكثير

قل ما استطعت عذولي السمع في شغل

عنك فَقَلبي لمن أَهواه مَعمورُ

ما أَنتَ أَول لاح ظل يرشدني

وَالقلب مني عَلى الأشواق مجبور

خل السَبيل فإن السر مستتر

عنك وَأَنتَ عَلى الأَسرار مستور

للروض زهر وَفي الأَغصان ساجعة

وَللمَعاني من الحذاق تَعبير

ما زلت أَهوى العيون السود في دعج

من يجد أَلما بعين الصدق منظور

إِذا وصلت فَما حظي بمنتقض

وإن منعت فأمر اللَه مقدور

أَنا القَتيل بِلا ذنب وَلا حرج

عَلى المَليح فإن الذنب مَغفور

بعت الحَياة بعز الوصل فاِكتحلت

عيني وَقَلبي بنقد الوصل مَسرور

الحسن نور بكف الود أَقطفه

وَالصد يعني بجمر الشوق تنور

نار الصبابة قبل الحشر أَوردها

قَلبي ليشفع لي في الموقف النور

طه الأمين الَّذي ترجى شفاعته

يوم التَلاقي وطي الخلق منشور

محمد المصطفى الحصن الحَصين ومن

له في ذا الرجس في الأَنام تطهير

عين الوجود المزمل الَّذي ظهرت

من غرته قبل بعثته تَباشير

من سبق الرسل عند اللَه في أزل

فضلا وَللخلق بعد الرسل تأخير

يا غرة ضحك السعد لطلعتها

كَما اِستَضاءَت بضوئها التَباشير

وَراحة بالمنى كَأَنَّما نشرت

عَلى عروس الهدى منها دَنانير

باتَ السرور يعاطي الكون صهبته

وَللنفوس قبيل الفجر تَكبير

إِذا تَغنّى الحجاز واِنثَنى طربا

تَكاد ترقص من تهامة الدور

فانقض إيوان كسرى عند مولده

وَخاب من نار وسط الفرس تَسعير

وَجلل الأفق منه النور في سحر

كأن في الجمر هدى الصبح منحور

وَفي السَماء خيول الشهب راكضة

كأَنَّها في وَغى الجو الزَنابير

ترمي بفرق إِذا ما نقض عن فرق

لَم يترك النظم إلا وهو منثور

وَفي المَنازل تحت العرش إذ علمت

بمولد المصطفى الولدان وَالحور

تزينت وازدهت وَساغ مشربها

وَطربتها من الطير الزماجير

حول الخيام الغصون اللدن ساجدة

وَللملائك تَهليل وَتَكبير

ما لا رأته عيون الناظرين وَلا

وعته أذن وَلا يلقيه تَعبير

ظلت لمولده الأكوان في طرب

وَهو بأم القرى باللَه منصور

كَم حاولت مكره المُستهزئون به

وَبالجميع من الكفار ممكور

فَكَم سفيه أَتاه اللَه من حيث لَم

يدر العَذاب ومكر اللَه محذور

خرت قواعده عَلى مقاعده

وهو ضنين بدهن الدور مغرور

فَكَيفَ يفلح قوم يهزؤون بمن

له من اللَه تَعزيز وَتَوقير

لَو شاءَ تعذيب أَهل الأرض عن عجل

لَم يلف منها عَلى الإطلاق معمور

واعجب لأصل عَظيم القدر نشأته

بعد الفروع وقبل الكل مذكور

لَولاه ما خلقت شمس وَلا قمر

ولا نهار وَلا ليل وَلا نور

ظلت محجته البَيضاء ترشدنا

وَللمواعظ في التَنزيل تحذير

كأَنَّه الأسد الورد وأمته

لَدى العَليل مضلل وَمبرور

إن الحمد للَّه من مسراني في تلف

وَلَم يعظني من الأَيام تكدير

قَد مسني الضر يا من لا شريك له

رحماك رحماك إن القلب مقهور

بغير ما اِشتَهى فلكي عَلى خطر

يَجري وَللموج بالأَرواح تَكدير

أَما الفَقير الَّذي ضاقَت مذاهبه

وَلكنه من بَنات الرشد قطمير

سوى محبة من ترجى مواهبه

إن غضت الطرف في العسر المَياسير

صلى عليه إله العرش ما طلعت

شمس وَما غربت بها المَقادير

وَما تألق نجدي وَما هطلت

سَحائب الخير للأوزار تَكفير

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعني عذولي فإن القلب مسطور

قصيدة دعني عذولي فإن القلب مسطور لـ التلمساني المنداسي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن التلمساني المنداسي

سعيد بن عبد الله التلمساني المنداسي أبو عثمان. أديب وشاعر وأحد أعيان القرن الحادي عشر الهجري المنداسي الأصل التلمساني الدار والمنشأ درس اللغة وآدابها وعلم الكلام وأصول الشريعة في تلمسان وقد غادرها في عهد عثمان باشا 1060هـ‍ عقب مذبحة عنيفة شهدها هناك قام خلالها الأتراك بالهجوم على بعض الأعيان فقتلوهم وهدموا ديارهم وسبوا نساءهم فهجا الأتراك وحليفهم ابن زاغو مفتي تلمسان. واتصل بالمغرب بالرشيد العلوي وعاش تحت كنفه بسجلماسة ونال الحظوة لدى السلطان مولاي إسماعيل بعد توليه الملك سنة 1082هـ‍.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي