دعها تحن إلى الأوطان والسكن

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعها تحن إلى الأوطان والسكن لـ الحبسي

اقتباس من قصيدة دعها تحن إلى الأوطان والسكن لـ الحبسي

دَعْها تحنُّ إلى الأوطانِ والسَّكن

وَلْهانةً هاجَها الماضِي من الزَّمن

تجري المحاجرَ كيْ تُطفِى بلابلَها

وما تولَّدَ من وَجدٍ ومن شجَن

حَرْفٌ نَزُوعٌ إلى الأوطان أكْمَدَها

ربْعٌ تعفّى فأضحى دارس الدمن

كم قد قصَدْتُ بها من كنتُ أَأْلَفُهُم

وكانَ سِرِّىَ عنهم غيرَ مُنْدَفِنِ

أَوَانِسٌ لَوْ تصبَّتْ مُشرِكا لصَبَا

طوعاً إليها فأضحى هاجرَ الوَثَنِ

كم قد لهوْتُ بها يوم الشباب ولَمَّا

أَخْشَ من شَر أَهْلِ الظَّن والظِّنَنِ

أَجُرُّ ذيلَ الصِّبَا بين الحسانِ وما

يبدو من السِّر لم يظهرْ ولم يَبِنِ

فما سَفَكتُ دماً إلا على ثِقةٍ

ولا تضمَّن سرى غيرُ مُؤْتَمنِ

وكنتُ رَبَّ ثراءِ وافرٍ فجَرَى

إنفاقُه في مُقاسَاةِ الهوى فَضَنِي

حق تملَّكَ روحي منْ كِلفْتُ به

وكان بيْعي له قطعاً بلا ثمنِ

ورُبَّ قائلةٍ قالت أذعْتَ بما

قد كنتَ تخفيه من أسرارنا فصُنِ

فقلت معذرةً مني إليكِ فإنْ

كتمتُ حُبَّك لم آمنْ على بدنِي

هَجرْتمونيَ حتى لم أُفِقْ ألماً

ولا كحلْتُ جفونَ العين بالوسَنِ

لكن إذا حادثُ الأيام فرقنا

لا تُسْكنِي الدارَ من بعد الكريم دَنِي

وإنْ تعرضَ ذو لؤم لمأربَةٍ

فلبْوَة الليث لا تنقاد بالرَسَنِ

وحاولي كلَّ محمودٍ ومكرُمَةٍ

وحاذِرِى كل ما يدعو إلى الهِجَنِ

واسْتَحسِنى قُربَ من يرْعى أمانتَه

شتَّانَ بينَ حميرِ الوحشِ والحُصُنِ

والحرُّ يكفيه صرفُ الدهرِ تجربةً

وذو السياسةِ لا يخلُو مِنَ الفِطنِ

يكونُ ما هُوَ رَبُّ العرشِ صانعُه

وكلُّ ما لمْ يُردْه اللَّهُ لم يكن

وقائلٍ مَنْ ملوكُ الأرضِ خائفةٌ

منه ونحمدُه في السِّرِّ والعَلنِ

ومَنْ إذا سارَ في جَيْش يضيقُ به

وُسْعُ البلادِ ووُسْعُ السَّهل والقُنُنِ

جيش يُبيدُ العِدا في البرِّ يُعْقبُه

جيشٌ يُبيدُ أُهيْلَ الشِّرك في السُّفنِ

ومَنْ إذا قال قولاً قال أحسنَه

أو جادَ أَخْجلَ جودَ العارضِ الهتِنِ

ومَن إذا ثار في الهيجاءِ يفعلُ في

أعدائه فَعْلة الجزار في البُدُنِ

ومَنْ إذا فاخرَ الأشرافَ في مَلإٍَ

شاعَتْ مفاخِرُه في الشام واليمنِ

هذا الكريم الذي تشفيك رؤيتُه

مِنْ كلِّ داءِ ومن غمٍّ ومن حزَنِ

بَلَعْرُبٌ نجلُ سلطانَ الذي حسُنَتْ

أخلاقُه وهْوَ ربُّ المنظرِ الحسَن

الْيَعْرُبِيُّ الذي صيدُ الملوك غَدَتْ

ترجوه عندَ حُلولِ الحادثِ الخَشِنِ

السيدُ الفَطِنُ ابنُ السيِّدِ الفطِنِ ابْ

نُ السيِّدِ الفطِنِ ابنُ السيدِ الفطِن

هُو الإمامُ فتى الذِّمْرِ الإمام هو ال

لمرْجُوُّ والموردُ الصافي من الدَّرَن

إمامُ عدلٍ حليمٌ عالمٌ يَقِظٌ

مُتَمِّمٌ لأداءِ الفرْضِ والسُّنَنِ

لا عيبَ فيه سِوَى أن الجميلَ له

صُنْعٌ ويُدْعى عدوَّ البُخلِ والجبُن

ومَنْ يزُرْهُ يرَ الخيرَ الكثيرَ وقد

يسلو عن الأهل والأموال والوطن

له مَذَاقان شهدٌ مع مُصاحِبه

وللعِداةِ مذاق الصاب والحَبَن

ضُبارِمٌ صار للآسادِ مُفْتَرِساً

بصارِمٍ باترِ الَلاماتِ والجُنَن

مَلْكٌ يُدانيه من يبْغى سلامته

يا وَيْلَ مَنْ لا يدانيه ولمْ يَدنِ

اللَّهُ يلهمُنا أزْكى مدائحَه

حتى تُصِيبَ عِدَاهُ أكبرُ المِحَن

وقد يمُنُّ علينا حينَ نذكرُه

بخير ما نرْتجيه أسبغ المِننِ

لأنه خيرُ من تعْنُو الرقابُ

ومَنْ يُفَضلْ عليه غيرهَ يَمنِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعها تحن إلى الأوطان والسكن

قصيدة دعها تحن إلى الأوطان والسكن لـ الحبسي وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن الحبسي

راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني. شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات. وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي