دعوة اصطياف للخامس من حزيران

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعوة اصطياف للخامس من حزيران لـ نزار قباني

1
سنةٌ خامسةٌ.. تأتي إلينا
حاملاً كيسكَ فوقَ الظهرِ، حافي القدمينْ
وعلى وجهكَ أحزانُ السماواتِ، وأوجاعُ الحسينْ
سنلاقيكَ على كلِّ المطاراتِ.. بباقاتِ الزهورْ
وسنحسو –نخبَ تشريفكَ- أنهارَ الخمورْ
سنغنّيكَ أغانينا..
ونُلقي أكذبَ الأشعارِ ما بينَ يديكْ
وستعتادُ علينا.. مثلما اعتدنا عليكْ..

2
نحنُ ندعوكَ لتصطافَ لدينا
مثلَ كلِّ السائحينْ
وسنعطيكَ جناحاً ملكياً
لكَ جهزناهُ من خمسِ سنينْ
سوفَ تستمتعُ بالليلِ.. وأضواء النيونْ
وبرقصِ الجيركِ..
والجازِ..
وأفلامِ الشذوذْ..
فهُنا.. لا نعرفُ الحزنَ.. ولا من يحزنونْ
سوفَ تلقى في بلاديَ ما يسرُّكْ:
شققاً مفروشةً للعاشقينْ
وكؤوساً نُضّدت للشاربينْ
وحريماً لأميرِ المؤمنين..
فلماذا أنتَ مكسورُ الجناحْ؟
أيها الزائرُ ذو الوجهِ الحزينْ
ولدينا الماءُ.. والخضرةُ.. والبيضُ الملاحْ
ونوادي الليلِ تبقى عندنا مفتوحةً حتى الصباحْ..
فلماذا تتردّد؟
سوفَ ننسيكَ فلسطينَ..
ونستأصلُ من عينيكَ أشجارَ الدموعْ
وسنُلغي سورةَ (الرحمن).. و(الفتح)..
ونغتالُ يسوعْ..
وسنُعطيكَ جوازاً عربياً..
شُطبتْ منهُ عباراتُ الرجوعْ...

3
سنةٌ خامسةٌ..
سادسةٌ..
عاشرةٌ..
ما تهمُّ السنواتْ؟
إنَّ كلَّ المدنِ الكبرى من النيلِ.. إلى شطِّ الفراتْ
ما لها ذاكرةٌ.. أو ذكرياتْ
كلُّ من سافرَ في التيهِ نسيناهُ..
ومن قدْ ماتَ ماتْ..
ما تهمُّ السنواتْ؟
نحنُ أعددنا المناديلَ، وهيأنا الأكاليلَ،
وألفنا جميعَ الكلماتْ
ونحتنا، قبلَ أسبوعٍ، رخامَ الشاهداتْ
أيها الشرقُ الذي يأكلُ أوراقَ البلاغاتْ..
ويمشي –كخروفٍ- خلفَ كلِّ اللافتاتْ
أيها الشرقُ الذي يكتبُ أسماءَ ضحاياهْ..
على وجهِ المرايا..
وبطونِ الراقصاتْ..
ما تهمُّ السنوات؟
ما تهمُّ السنوات؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي