دعينا نعاني المضنيات دعينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دعينا نعاني المضنيات دعينا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة دعينا نعاني المضنيات دعينا لـ أحمد الكاشف

دعينا نعاني المضنيات دعينا

فقد ذهبت أحبابنا وبقينا

تولت بهم سفن النوى مدلهمةً

إلى مستقرٍّ لا يرد سنينا

وجاءت مناعيهم تحث مطيتي

إلى ذلك الحوض الذي يردونا

وإنيَ لا أدري وبالنفس ما بها

أسير شمالاً أم أسير يمينا

لهم منيَ النجوى التي تستحقها

منازلهم ديناً عليَّ ودينا

ولو مكنتني من مرامٍ حوادث

لحقت بهم من قبل ما يصلونا

لأبكي وأستبكي وما أنا واجدٌ

على كربتي غير الدموع معينا

وما اعتدت أن ألقى من الدهر رحمة

وإن ذهبت نفسي أسىً وأنينا

وما كان ليني للرفاق أروضهم

لأرجوَ فيهم من عذابيَ لينا

وما هان مغمور علي وإنما

تطيل الليالي غمرتي لأهونا

وما خفت غير الموت حقاً لقادر

عليه ولم أكره سواه يقينا

وما خفت إلا لأني أعدُ ما

آتِ من أحاديث المعاد ظنونا

فيا بنت بنت الأخت جددت بالذي

جرى لك ذكراها الرهيبة فينا

أنا الخال لكني أبو أهلك الذي

يلاقون والجد الذي يجدونا

همُ ألفوا مني الأبوة برةً

وما لي بنات فيهمُ وبنونا

دهاك الردى في المهد غير مدافع

ولو أن سداً حوله وحصونا

ولم تتبين فيك أمك عنده

شفيعاً ولم يعرف أبوك ضمينا

وقد نلت في دنياك في سنتين ما

تناولت في هذي الحياة سنينا

وقاسيت في يومَي سقامك ما طوى

على الأرض أجيالاً وهد قرونا

ولاقيت جد الأمر قبل أوانه

وكان الذي ما كنت تنتظرينا

وضمك قبر في دمنهور بينما

نرى بالرئيس القوم يحتفلونا

تبدلت من آفاقها ومراحها

ثرى في فيافيها عليك أمينا

ولو علموا أن الوديعة مهجتي

لعاد ضجيج الهاتفين سكونا

أمانة من لو ذكَّرتهم عهوده

لحلت قلوباً منهمُ وعيونا

فإن بتِّ في القفر البعيد غريبة

فقد بتُّ في الحي القريب رهينا

وكان لأفراحي بك الصيف موعداً

وها أنا أقضيه عليك حزينا

وإنيَ في وجدي عليك لمسرفٌ

وإن عده الخالون منه جنونا

وليس مصابي في الصغيرة مثلها

صغيراً ولو كان المصاب جنينا

شغلتِ فؤادي الرحب عن كل شاغلٍ

وبدَّلتني غير الشئون شؤونا

وما كلَّفتْ قيساً سميَّتُك الجوى

ضروباً كما كلَّفتنِي وفنونا

وما أنا سالٍ عنك بالأهل ساعة

ولو ملأ الأمصار ما يلدونا

وكان بودي لو نجوت من الردى

وحمَّلتني ما كنت تحتملينا

ولو شاءت الأقدار منّيَ فدية

لما كنت يوماً بالحياة ضنينا

أفتِّح عيني في الوجود ولا ترى

لك العين فيه وجنة وجبينا

وهل أشهد الدنيا وأصحب أهلها

وأنت وراء الغيب تحتجبينا

وأين المحيّا الطلق وهو تعلَّتي

ولو كنت مشدود الوثاق طعينا

وأين الأغاريد التي كان وقعها

بلاغاً من الوحي الكريم مبينا

فما لأخيك ابن الشهور ثلاثة

ينوح نواح الوالدين حنينا

فهل هو بالبين المبرِّح شاعر

فيحفظ ذكرى أخته ويصونا

ولولاه لم أستبق في الأرض غالياً

ولم أتفقَّد في الوجود ثمينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة دعينا نعاني المضنيات دعينا

قصيدة دعينا نعاني المضنيات دعينا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي