دع الدار بالبحرين تعفو ربوعها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع الدار بالبحرين تعفو ربوعها لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة دع الدار بالبحرين تعفو ربوعها لـ ابن المقرب العيوني

دَعِ الدارَ بِالبَحرَينِ تَعفو رُبوعُها

وَسُقها وَلَو لَم يَبقَ إِلّا نُسوعُها

وَخَلِّ أَحاديثَ المَطامِعِ وَالمُنى

أَلا إِنَّما أَشقى الرِجالِ طَمُوعُها

وَلا تَحسِدَن فيها رِجالاً بِشبعِها

فَخَيرٌ لَها مِن ذَلِكَ الشِبعِ جُوعُها

فَلا بُدَّ لِلمُنحي عَلى الزادِ وَحدَهُ

إِذا ما اِمتَلا مِن هَوعَةٍ سَيصُوعُها

وَإِن دَولَةٌ وَلَّت قَفاها فَوَلِّها

قَفاكَ فَأَعيى كُلّ شَيءٍ رُجوعُها

وَلا تَتعَبَن في نُصحِ مَن غابَ رُشدُهُ

وَهَوِّن فَخَفّاضُ المَباني رَفُوعُها

لَعَلَّ ذُرىً تَهوي فَتَعلُوا أَسافِلٌ

لِذاكَ فَرَفّاعُ البَرايا وَضُوعُها

وَبِع بِالقِلى دارَ المَهانَةِ وَالأَذى

فَما الرابِحُ المَغبوطُ إِلّا بَيُوعُها

وَلا تَتَّكِل عَجزاً وَلُؤماً وَذِلَّةً

عَلى قَولِهِم بَغيُ الرِجالِ صَرُوعها

مَتى صُرِعَ الباغي فَعاشَ قَتيلُهُ

بَلى طالَما أَردى النُفوسَ هَلُوعُها

وَحَسبُكَ مِن لَومِ الرَذايا فَإِنَّها

تُقِلُّ وَتَقمى أَن يُرَجّى سُطوعُها

فَقَد غَرَّها شُعٌّ يُسَدّيهِ جَهلُها

وَهَل عَن ضِعافِ المُولِ يُغني شُعُوعُها

إِذا نَفَرَت عَن قَريَةٍ طَيرُ سَعدِها

فَما يُرتَجى إِلّا بِبَخسٍ وقُوعُها

تُهَدِّدُ بِالرَمضاءِ قَوماً أَصُولُها

نَشَت في لَظىً مُذ أَنبتَت وَفُرُوعُها

وَتَطلُبُ إِجفالَ القَناطِرِ بِالنَوى

وَوَقعُ بِغالٍ فَوقَها لا يَضُوعُها

وَتَكسُو سَرابيلَ المَديحِ مَعاشِراً

تَنابِلَةً أَبواعُها لا تَبُوعُها

عَدِمتُ رِجالاً لا لِضَيمٍ إِباؤُها

إِذا غَضِبَت أَو لا لِحَقٍّ نُجوعُها

مَتى لَم تَرُعها بِتَّ مِنها مُرَوَّعاً

وَتَأمَنُ مِن مَكروهِها إِذ تَروعُها

أَلا يا لقَومي الأَكرَمينَ مَتى أَرى

بِنا الخَيلَ تَهوي مُطبِقاتٍ صُروعُها

عَلَيهنَّ مِنّا فِتيَةٌ عَبدَلِيَّةٌ

جَرِيٌّ مُزَجّاها جَوادٌ مَنُوعُها

مُقَدَّمَةٌ أَسلافُها في ظَعائِنٍ

حِسانِ المَجالي طَيبّاتٍ رُدُوعُها

وَقَد جَعَلت نَخلَين خَلفَاً وَيَمَّمَت

قُرى الشامِ أَو أَرضَ العِراقِ نجُوعُها

فَخَيرٌ لَعَمرِي مِن بَساتينِ مُرغَمٍ

عَلى ذي المَجاري طَلحُ نَجدٍ وَشُوعُها

وَمِن ماءِ نَهرِ الجَوهَرِيَّةِ لَو صَفَا

ذُبابَةُ حَسيٍ لا يُرَجّى نُبُوعُها

وَمِن مَروَزِيٍّ بِالقَطيفِ وَلالِسٍ

عَباءٌ بوَادي طَيّئٍ وَنُطُوعُها

وَمِن لَحمِ صافٍ في أَوَال وَكَنعَدٍ

ضِبابٌ وَجُرذانٌ كَثيرٌ خُدُوعُها

أَما سَهمُنا في بَحرها المِلحُ ماؤُهُ

وَفي نَخلِها العُمِّ الطَوادي جُذُوعُها

وَلَيسَ لَنا في الدُرِّ إِلّا مَحارُهُ

وَلا في عُذُوقِ النَخلِ إِلّا قُمُوعُها

فَبُعداً لِدارٍ خَيرُها لِعَدُوِّها

وَقَومٍ بِأَسوا كُلِّ حَظٍّ قَنُوعُها

فَعَزماً فَقَد طالَت مُداراتُنا العِدى

وَطالَ بِسُوءِ الغَيثِ فِينا ولُوعُها

فَإِنَّ لَنا مِن مَورِدِ الذُلِّ مَنزَعاً

إِلى غَيرِهِ وَالأَرضُ جَمٌّ صُقُوعُها

فَلا دارَ إِلّا حَيثُ يُهتَضَمُ العِدَى

وَلا عِزَّ إِلّا حَيثُ يَبدُو خضُوعُها

سَتَعلَمُ لَكِن حَيثُ لا العِلمُ نافِعٌ

ذَوُو الجَهلِ مَن ضَرّارُها وَنفوعُها

إِذا أَقبَلَت شُعثُ النَواصي تَضُمُّها

عَلَيهِم مَساعيرُ الوَغى وَتَصُوعُها

أَلَسنا حُماةَ الحَيِّ وَالخَيلُ تَدَّعي

إِذا فَرَّ خَوفاً مِن لَظاها شَكُوعُها

بِنا يُمنَعُ الثَغرُ المَخُوِفُ وَعِندَنا

رياضُ النَدى يَزدادُ حُسناً وَشوعُها

نعُدُّ إِذا نَحنُ اِنتَمَينا أُبُوَّةً

تُوازِنُ هاماتِ الرِجالِ شُسُوعُها

وَما زالَ فينا لا يُدافعُ ذاكُمُ

رَبيعُ مَعَدٍّ كُلِّها وَرُبُوعُها

إِذا هَضبَةٌ لِلعِزِّ طالَت فِراعُها

فَلا تَلقَنا إِلّا وَمِنّا فُرُوعُها

تَلُوذُ بِنا عَليا مَعَدٍّ إِذا جَنَت

فَيَأمَنُ جانِيها وَيهدى مَرُوعُها

بِنا يَأكُلُ الصَعوُ البُزَاةَ وَيَتَّقي

شَذا الأَخطَلِيّاتِ الحَرامَى خمُوعُها

عَفاءٌ عَلى البَحرَينِ لَو قيلَ أَينَعَت

زَنابيرُ واديها وَجادَت زُرُوعُها

فَهَل ذاكَ إَلّا لِلعَدُوِّ وَعُصبَةٍ

سَيَشقى بِها مَتبوعُها وَتَبُوعُها

لَقَد صَدَّعُوا عَمداً عَصاها فَلا اِلتَقَت

وَلا اِلتَأَمَت إِلّا عَلَيهم صُدُوعُها

لَعَمرُكَ ما عَيني بِعَينٍ إِذا اِلتَقَى

هُجوعُ مَعاوِينِ العِدى وَهجوعُها

فَإِن رَضِيَت قَومي بِنَقصِي فَلي غِنىً

بِنَفسي وَجَلّابُ المَنايا دَفُوعُها

مَتَى لَم أَضِق ذَرعاً بِأَرضٍ فَإِنَّني

لَدى الهَمِّ جَوّابُ المَوامي ذَرُوعُها

يُشَيِّعُني قَلبٌ إِلى العِزِّ تائِقٌ

وَنَفسٌ إِلى العَليا شَديدٌ نُزُوعُها

أُشَرِّفُها مِن أَن يَكُونَ إِباؤُها

لِواجِبِ حَقٍّ أَو لِضَيمٍ خُنوعُها

وَما أَنا في السَرّاءِ يَوماً فَرُوحُها

وَلا أَنا في الضَرّاءِ يَوماً جَزُوعُها

سأُنزِلُها المَلحُودَ أَو رَأسَ هَضبَةٍ

مِنَ العِزِّ يُعيي كُلَّ راقٍ طُلوعُها

وَما طَلَبي العَلياءَ إِرثُ كَلالَةٍ

فَيَقصُرُ خَطوي دُونَها فَأَسُوعُها

عَلَيَّ لَها سَعيُ الكِرامِ فَإِن أَمُت

فَوَهّابُها سَلّابُها وَنَزُوعُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع الدار بالبحرين تعفو ربوعها

قصيدة دع الدار بالبحرين تعفو ربوعها لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي