دع العيس بالبيداء ترقل يا سعد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع العيس بالبيداء ترقل يا سعد لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة دع العيس بالبيداء ترقل يا سعد لـ جعفر الحلي النجفي

دَع العيس بِالبَيداء تَرقل يا سَعد

إِذا ساعَد الباري فَممساكُم نَجد

مَراسيل قَد أَعطَتك في السَير جُهدَها

وَلَيسَ وَراء الجُهد أَن يَبذل الجهد

لَقَد أَكلت نار الهَواجر لَحمَها

وَلَم يَبقَ إِلا الرُوح وَالعَظم وَالجلد

تَرى المرو مَحبوكاً فَتحسبه كلاً

وَيَخدعها لَمع السَراب الَّذي يَبدو

يَقول لَها الرُكبان لا اينك الرَدى

فَمالك إِلا بَعد خامسة وَرد

جَرى الدَم مِن أَخفافِها فَهُو زاهر

بِتلك الفَيافي مثلما أَزهر الوَرد

سِرت بِظَلام اللَيل تَقرَع بِالحَصا

فَتقدح ناراً مِثلَما يَقدَح الزند

إِذا خلَّفت مَحل العراق وَراءَها

فَقَد أَمها القَيصوم وَالشيح وَالرند

وَفي صَدرِها إِن ساعَد اللَه نية

يَهُون عَلَيها مِن تَصَورها البُعد

أَلم تَرَها تَلوي الرِقاب تَيامنا

فَلَيسَ لَها إِلا إِلى حايل قَصد

إِذا وَصَلت قَصر الأَمير محمد

فَقَد وَفَّق الباري لَنا وَلَهُ الحَمد

هُوَ المَلك المَنصور في الحَرب جَيشه

إِذا اِختَلَط الصَفان وَاِزدَحَم الجُند

تَناذرَت الأَعراب خيفة بَأسه

فَلا وَردها علٌّ وَلا نومَها رَغد

إِذا ما غَزا فَالكَون يَرجف خيفة

وَتَهتَز مِنهُ الأَرض وَالحَجر الصَلد

قَضى اللَه أَن يَستأصل البَغي سَيفه

وَإِن قَضاء اللَه لَيسَ لَهُ رَد

إِذا صابح الأَعداء وَاستلَّ سَيفَه

فَلَيسَ لَهُم إِلّا رِقابهم غِمد

سَمعنا بِأَخبار المُلوك الَّتي مَضَت

وَهُم بِالعُلا دُون الأَمير إِذا عدوا

أَمير كَأن اللَه سِوّاه وَحدَه

فَما قَبله قَبل وَما بَعدَه بَعد

إِذا ظَنت الأَيّام تَأتي بِمثله

فَهَيهات ما لِلشَمس شبه ولاند

بَنى أَهله المَجد الرَفيع فَزاده

وَلَم يَكفه ما وَرَّث الأَب وَالجَد

وَما المَجد في جَمع الذَخاير وَحدَه

وَلَكنما حفظ الأُصول هُوَ المَجد

فَشيَّد مُلكاً لِلعَشيرة باقياً

تورّثه مِن بَعد آبائِها الولد

وَأَصلَحه يَوم العَطاء سَحائب

تَجُود وَلا بَرق هُناك وَلا رَعد

خَصيب مَناخ الوَفد تُمسي ضيوفه

كَأَنَّهُم بِالجَنتان لَهُم خُلد

تَقاصده الوفاد مِن كُل وجهة

كَما بِفَناء البَيت يَزدَحم الوَفد

يَنيخون بِالوادي الخَصيب رِكابهم

فَيَحلو لَها المَرعى وَيَصفو لَها الوَرد

يَطيب لَهُم رَفد البِلاد وَريفها

وَكُل أَمير عِندَهُ الريف وَالرَفد

بِآل رَشيد مهد اللَه أَرضه

أَناملهم سحب وَألسنهم لدُّ

مُلوك لَهُم أَعطى الزَمان زِمامه

وَفي رَأيِهم قَد أَصبَح الحل وَالعَقد

إِذا أَخَلت الأَعراب أَخيامَها لَهُم

فَمن خَوفِهم عافَت فَرائسها الأسد

مَطاعين في الهَيجا مَطاعيم في القرى

وَسارَت حداة الرَكب في مَدحِهم تَحدو

يَعيبون أَلفاظ السباب وَإِنَّما

كَلامَهُم نُور وَأَمرَهُم رشد

فَعبدهم بَينَ الأَجانب سَيد

وَسَيدهم لِلضَيف في بَيتِهِ عَبد

وَنيتهم صدق وَرَأيهم حجى

وَقَولَهُم فعل وَوَعدَهم نَقد

وَلا سِيَما عَبد العَزيز فَإِنَّهُ

هُوَ السَيف لا ما أَحكمت صقله الهند

فَتى لا يَهاب الحَرب إِن صرَّ نابُها

يَرى أن مرَ المَوت في فَمه شَهد

لَقَد شَهدت يَوم الطراد بِبَأسه

حُدود المَواضي وَالمطهمة الجرد

يَرف لِواء النَصر مِن فَوق رَأسه

وَيَخدمه الإقبال وَاليمن وَالسَعد

كَريم عَلى عَهد المَحبة ثابِتاً

كَما أنا عِندي ثابت ذلك العَهد

تَجيء ليَ الركبان تَحدو بِسيبه

وَتَرجع مني في مَدايحه تَحدو

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع العيس بالبيداء ترقل يا سعد

قصيدة دع العيس بالبيداء ترقل يا سعد لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها أربعون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي