دع الكاعب الحسناء تهوي ركابها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع الكاعب الحسناء تهوي ركابها لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة دع الكاعب الحسناء تهوي ركابها لـ ابن المقرب العيوني

دَعِ الكاعِبَ الحَسناءَ تَهوي رِكابُها

وَتُبنى لَها في حَيثُ شاءَت قبابها

وَلا تَسأَلَن عَن عيسِها أَينَ يمَّمت

فسيّانِ عِندي نأيُها وَاِقتِرابُها

فَقد كَرِهت جَهلاً مَشيبي وَإِنَّني

أَرى ضَلَّةً أَن يَزدَهيني شَبابُها

وَما شِبتُ مِن عَدِّ السِّنين وَإِنَّما

أَشابَ قَذالي مَيلُها وَاِنقِلابُها

وَتأَويلُ أَحداثٍ إِذا ما حَسبتُها

أَتَتني بِأَشيا قَلَّ عَنّي حِسابُها

ثَنى عِطفَهُ عَنّي القَريبُ لِأَجلِها

وَأَضحَت بَناتُ العَمِّ عُوجاً رِقابُها

عَلى أَنَّني في كلِّ أَمرٍ هُمامُها

وَبَدرُ دُجاها لَو وَعَت وَشِهابُها

وَإِنّي لِأَذكى القَومِ لَو تَعلَمونه

نِصاباً وَإِن كانَت كَريماً نِصابُها

وَأَبعَدُها في باحَةِ المَجدِ غايَةً

وَقاباً إِذا ما اِمتَدَّ لِلمَجدِ قابُها

وَأَفضَحُها يَومَ الخِصامِ مَقالَةً

إِذا فصحاءُ القَومِ أَكدى خِطابُها

وَعَوراءَ مَرَّت بي فَلَم أَكتَرِث بِها

وَقَد كَان لَولا الحِلمُ عِندي جَوابُها

فَيا راكِباً وَجناءَ تَستَغرِقُ البَرى

وَيَطوي الفَيافي خَطوُها وَاِنجِذابُها

أَقم صَدرَها قَصداً إِلى الخَطِّ وَاِحتَقِب

رِسالَةَ وُدٍّ أَنتَ عِندي كِتابُها

فَحينَ تَرى الحصنَ المُعَلّى مُقابِلاً

وَيَبدو مِنَ الدَربِ الشَمالِيِّ بابُها

فلِج بِسلامٍ آمِناً تَلقَ بَلدَةً

مُقَدَّسَةَ الأَكنافِ رَحباً جَنابُها

بِها كُلُّ قرمٍ مِن رَبيعَةَ يَنتَمي

إِلى ذِروَةٍ تَعلو الرَواسي هِضابُها

لكيزِيَّةٌ أَنسابُها عامِريَّةٌ

يَلوذُ المُناوي ضَيمُها وَاِعتصابُها

إِذا ثَوَّبَ الداعي بِها يالَ عامِرٍ

أَتَت مِثلَ أُسدِ الغابِ غُلبٌ رِقابُها

مُقَدِّمُها مِن صُلبِ عَوفِ بنِ عامِرٍ

إِلى المَوتِ فِتيانٌ شَديدٌ غِلابُها

مِنَ الحارثيِّينَ الألى في أَكُفِّهِم

بِحارُ النَدى مَسجورَة لا ثغابُها

وِمن مالِكٍ بِنتِ الفَخارِ بنِ عامِرٍ

فَوارِسُ أَرواحُ الأَعادي نِهابُها

وَكُلُّ هُمامٍ دَيسَميٍّ إِذا سَطا

عَلى الخَيلِ يَوماً قيلَ وافى عَذابُها

وَمِن نَسلِ عَبدٍ فِتيَةٌ أَيُّ فِتيَةٍ

يُجِلُّ المُعادي بَأسها فَيهابُها

وَإِن صاحَ داعي حَيِّها في مُحارِبٍ

أَتَت تَتَلَظّى للمَنايا حِرابُها

وَإِن قالَ إِيهاً يالَ شَيبانَ أَرقَلَت

إِلى المَوتِ عَدواً شيبُها وَشَبابُها

حَمَت دارَها بِالسَّيفِ ضَرباً فَلَم يَرُم

حِماها وَجَلّى القَومَ عَنها ضِرابُها

وَلَم تُعطِ مَن ناوى عُلاها مَقادَةً

وَذا دَأبُ قَيسٍ مُنذُ كانَت وَدابُها

سَلِ الخائِن الجَدَّينِ مَعروفَ هَل رَأى

بِها خَوراً وَالحَربُ تَهفو عِقابُها

أَتى مِن بِلادِ السِّيبِ يُزجي كَتائِباً

تَضيقُ بِها مِن كُلِّ أَرضٍ رِحابُها

فَلاقى طِعاناً أَنكَرَتهُ حُماتُهُ

فَآبت عَلَيها ذُلُّها وَاِكتِئابُها

وَضَرباً دِراكاً رامَ بِالسِّلمِ بَعدَهُ

صَهاميمُ حَربٍ لَم تُذلَّل صِعابُها

فَقُل لَهمُ مِن بَعدِ أَوفى تَحيَّةٍ

لَهُم مِن ضَميري صَفوُها وَلِبابُها

أَلا لَيتَ شِعري هَل أَتاكُم عَلى النَّوى

تَصافي نِزارٍ بَينَها وَاِصطِحابُها

فَقَد دُفنت تِلكَ الحقودُ وَأُطفِئَت

لَواقِحُ غلٍّ في الصُّدورِ اِلتهابُها

وَأَضحَت بِحَمدِ اللَّهِ لا السِرُّ بَينَها

مُذاعاً ولا تَدأى لِسودٍ ذِئابُها

وَلا الخائِنُ الخِبُّ المُماذِقُ عِندَها

مُطاعاً فَيُخشى صَدعُها وَاِنشِعابُها

وَجَلّى عَنِ البَحرَينِ يَومَ اِبنِ أَحمَدٍ

صَواعِقَ شَرٍّ قَد تَدَلّى سَحابُها

وَقَد زَحَفت بِالقَومِ زَحفاً فَزُلزِلَت

وَماجَت بِمَن فيها وَحانَ اِنقِلابُها

وَذاك بِسامي هِمَّةٍ عَبدليَّةٍ

أَنافَ عَلى هادي الثُرَيّا وِثابُها

فَمن عيصِ إِبراهيمَ تُنمي فُروعُها

وَمِن بَحرِ عَبدِ اللَّهِ يَجري عبابُها

مُلوكُ نِزارٍ قَبلَ عادٍ وَتُبَّعٍ

وَكَعبَتُها اللّاتي إِلَيها مَثابُها

وَمِمّا شَجاني يا لَقَومي فَعبرَتي

لَدى كُلِّ حينٍ لا يَجِفُّ اِنسِكابُها

تَضاغنُ أَملاكٍ أَبوها إِذا اِعتَزَت

أَبي وَنِصابي حينَ أُعزى نِصابُها

أَبى أَن يلُمّ الدَّهرُ فيما يَلمُّهُ

عَصاً بَينَها أَو أَن يُرجّي اِعتِتابُها

أَطاعَت مَقالاتِ الأَعادي وَغَرَّها

تَمَلُّقُها في لَفظِها وَاِختِلابُها

فَأَنحَت عَلى أَرحامِها بِشِفارِها

وَأَوهَنَ عَظمَ الأَقرَبينَ اِصطِلابُها

وَلَو قَبِلَت نُصحي وَأَصغَت لِدَعوَتي

وَأَنجَحُ فاشي دَعوَةٍ مُستَجابُها

لَداوَيتُ كَلْماها وَأَبرَأتُ داءَها

فَلَم يَتَحَلَّم بَعدَ صَحٍّ إِهابُها

وَقُدتُ إِلى اللَّيثِ السَبَندى وَلَم أَنَم

عَلى الغَمرِ حَتّى يَصحَب الغيلَ لامُها

وَلَكِن لِأَمرٍ أَخَّروني وَقَدَّموا

زَعانِفَ لا يَنهى العَدوَّ اِحتِسابُها

تُصيبُ وَما تَدري وَتُخطي وَما دَرَت

وَتَغدو وَفي حَبلِ العَدُوِّ اِحتِطابُها

فَيا صَفقَةَ الخسرانِ فيما تَبَدَّلُوا

وَهَل يَتَساوى تِبرُها وَتُرابُها

وَهَل قِيستِ الخَيلُ العِرابُ بعانَةٍ

كُدادِيَّةٍ لا يلحقُ الضَبَّ جابُها

لِذا طَمعَت فينا البَلايا وَأَصبَحت

تَهِرُّ عَلَينا كَالشُّراتِ كِلابُها

وَشالَت لَنا أَذنابُها مُقذَحِرَّةً

وَعَهدي بِها تَسطو عَلَيها ذِئابُها

أَلا يا لَقَومي مِن رَبيعَةَ فَتكَةً

تُغادِرُ نَوكى القومِ صُفراً وِطابُها

فَما عَزَّ إِلّا فاتِكٌ ذُو عَزيمَةٍ

جَريءٌ عَلى النّزلا يصرِّفُ نابُها

فَأَقتَلُ داءٍ في الشِّرارِ اِصطِفاؤُهُ

وَأَشفى دَواءٍ لَعنُها وَاِجتِبابُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع الكاعب الحسناء تهوي ركابها

قصيدة دع الكاعب الحسناء تهوي ركابها لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي