دع الندامة لا يذهب بك الندم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع الندامة لا يذهب بك الندم لـ ابن معصوم

اقتباس من قصيدة دع الندامة لا يذهب بك الندم لـ ابن معصوم

دَع النَّدامةَ لا يذهب بك النَّدَمُ

فَلستَ أَوَّلَ من زَلَّت به قَدمُ

هيَ المَقاديرُ والأَحكامُ جاريةٌ

وَللمهيمن في أَحكامه حِكمُ

خفِّض عليك فما حالٌ بباقيةٍ

هَيهات لا نعمٌ تَبقى ولا نِقمُ

قد كنتَ بالأمس في عزٍّ وفي دعةٍ

حيث السرورُ وصفو العيش والنِعمُ

وَاليوم أَنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ

صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كَرَمُ

كأَنَّ سَيفكَ لم تلمع بوارقُه

وَغيث سَيبك لم تهمَع له ديمُ

ما كانَ أَغناكَ عن حِلٍّ ومرتحلٍ

لَولا القَضاءُ وما قد خطَّه القَلَمُ

يا سفرةً أَسفرت عن كُلِّ بائقةٍ

لا أَنتجت بعدكَ المهريَّةُ الرُسُمُ

حللتُ في سوح قومٍ لا خلاقَ لهم

سيان عندهم الأَنوارُ والظُلَمُ

تَسطو بأسدِ الشَرى فيها ثعالبُها

وَالصقرُ تصطادُه الغربانُ والرخَمُ

وَيفضل الغمدُ يوَ الفخر صارمه

وَتَستَطيلُ على ساداتها الخدمُ

إِن لَم يبن لهم فضلي فلا عَجبٌ

فَلَيسَ يُطربُ شادٍ من به صمَمُ

أَو أَنكروا في العُلى قدري فقد شهدت

حتماً بما أَنكَروه العُربُ والعجمُ

ما شانَ شأني مقامي بين أَظهرهم

فالتبرُ في التُرب لم تنقص له قيمُ

لا تعجبوا لهمومي إِن برت جسدي

وأَصبحت نارُها في القلب تَضطَرِمُ

فهمُّ كلِّ امرئٍ مقدار همَّته

وَلَيسَ يفترقان الهَمُّ والهِمَمُ

لا كانَ لي في رقاب المعتفين يدٌ

ولا سعت بي إلى نحو العُلى قَدمُ

إِن لم أَشقَّ عُباب البحر ممتطياً

هوجاءَ لَيسَ لها عقلٌ ولا خطمُ

أَمّا الركابُ فقد أَوليتُهنَّ قِلىً

وَالخَيلُ لا قرعت أَشداقَها اللُجمُ

ما زِلتُ أَطوي عليها كلَّ مقفرة

يهماء لا نُصُبٌ فيها ولا عَلَمُ

فَلَم أَنَل عندها مِمّا أُؤمِّلُه

إِلّا أَمانيَّ نفس كلُّها حُلمُ

يا للرِجال لخطب جلَّ فادحُه

حتّى المعارفُ ضاعَت عندها الذممُ

ما إِن وثقت بخلّ أَو أَخي ثقةٍ

إِلّا دَهاني بخطب شرُّه عَممُ

وكُلُّ ذي رَحمٍ أَوليتُه صلةً

شكت إِلى رَبِّها من قطعِه الرَحِمُ

هَذا اِبنُ أُمّي الَّذي راعيت قربتَه

ما كانَ عِندي بسوء الظنِّ يُتَّهمُ

أَدنيتُه نظراً مني لحرمته

وَذو الديانة للأَرحام يحترمُ

أَضحى لِعرضي مَع الأَعداءِ منتهكاً

وَراحَ للمال قبلَ الناسِ يلتهمُ

ما صانَ لي نسباً يوماً ولا نشباً

ولا رَعى لي عهوداً نقضُها يَصِمُ

قَد كنتُ أَحسبه بالغيب يحفظني

وَلَو زوانيَ عنه المَوتُ والعدمُ

حتّى إِذا غبتُ عنه قامَ منتهباً

داري وراح لما خلَّفتُ يغتنمُ

تاللَه ما فعلَ الأَعداءُ فعلتَه

كلّا ولا اِهتَضَموا ما ظلَّ يهتضمُ

هلّا نَهاهُ نُهاه أَو حفيظتُه

عن سلب ما حُلّي النسوانُ والحُرَمُ

وافى بهنَّ وما أَوفى بذمَّته

سُلباً عواطلَ لا سورٌ ولا خَدمُ

أَين الفتوةُ إِن لم يَنهَهُ ورَعٌ

وَلَم يَخَف غبَّ ما قد راح يجترمُ

هبه أَضاعَ إِخائي غير محتشمٍ

أَلَيسَ عن دون هَذا المَرءُ يحتَشِمُ

كأَنَّه كان مطويّاً على إِحنٍ

فَعِندما غبتُ عنه راح ينتقمُ

ما كانَ هَذا جَزائي إذ رَعيتُ له

حقَّ الإخاءِ ولكن للورَى شيمُ

فَقُل سَلامٌ على الأَرحام ضائعةً

فَقَد لعمري أَضاعَت حقَّها الأُمَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع الندامة لا يذهب بك الندم

قصيدة دع الندامة لا يذهب بك الندم لـ ابن معصوم وعدد أبياتها ثمانية و ثلاثون.

عن ابن معصوم

علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني، المعروف بعلي خان بن ميرزا أحمد، الشهير بابن مَعْصُوم. عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الأصل، ولد بمكة، وأقام مدة بالهند، وتوفي بشيراز، وفي شعره رقة. من كتبه (سلافة العصر في محاسن أعيان العصر-ط) ، و (الطراز- خ) في اللغة، على نسق القاموس، و (أنوار الربيع- ط) ، و (الطراز- خ) شرح بديعية له، و (سلوة الغريب- خ) وصف به رحلته من مكة الى حيدر آباد، و (الدرجات الرفيعة في طبقات الامامية من الشيعة- خ) ، وله (ديوان شعر- خ) .[١]

تعريف ابن معصوم في ويكيبيديا

السيّد علي خان صدر الدين المدني الهاشمي الشيرازي نسبة إلى مدينة شيراز حيث دَرّس وتوفي، يعرف أيضا بـابن معصوم (10 أغسطس 1642 - ديسمبر 1709)، فقيه وأديب عربي حجازي مسلم عاش معظم حياته في الهند. ولد في المدينة المنوّرة في عائلة هاشمية شيعية اثنا عشرية سكنت في بلاد فارس لفترة من الزمن ثم عادوا إلى الحجاز. ينتهي نسبه إلى زيد بن علي. تلقَّى علومه في مسقط رأسه ثم هاجر إلى حيدر آباد سنة 1658م مع والده وأقام فيها حتى سنة 1703م متنقلاً بين مناصب عدة في سلطنة مغول الهند. ثم استعفى واستوطن شيراز واشتغل بالتدريس فيها إلى آخر أيام عمره حتى توفي فيها ودفن في الجامع الأحمدية (شاه جراغ). له مؤلفات عديدة في الفقه والأدب والشعر:رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين و سلوة الغريب وأسوة الأديب والدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة و سلافة العصر في محاسن أعيان عصر إلخ.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن معصوم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي