دع الهوى يتبعه الأخرق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع الهوى يتبعه الأخرق لـ الشريف المرتضى

اقتباس من قصيدة دع الهوى يتبعه الأخرق لـ الشريف المرتضى

دَعِ الهَوى يَتبعه الأخرقُ

لا صبوةَ اليومَ ولا مَعْشَقُ

ولا دموعٌ خَلْفَ مستوفِزٍ

تجري ولا قلبٌ له يخفقُ

ولو درى أهلُ الهوى بالّذي

جَنَى الهوى من قبل لم يعشِقوا

يا جَمْلُ لا أبصرني بعدها

أرنو إليه وجهُكِ المُشرِقُ

لو لم أُعرّضْ للهوى مهجتي

ما كان قلبي بالهوى يُسْرَقُ

لا فرعُكِ الفاحمُ يقتادني

ولا اِطّبانِي غُصنُك المورقُ

كنت أسيراً بالهوى عانياً

فالآن قلبي من هوىً مطلقُ

سَلْوانُ تجتاز به دائباً

روائحُ الحبِّ فلا يَعبقُ

فمَنْ يكن من حبّكمْ مُثْرِياً

فإنّنِي من بينهمْ مُمْلِقُ

لا طَرَقَ الطّيفُ الّذي كان مِنْ

أكبر همّي أنّه يطرُقُ

حَدَّثَ قلبي وهْوَ طوعُ الهوى

محدّثٌ باللّيل لا يصدقُ

وكيف لولا أنّه باطلٌ

يسري ولا سارتْ به الأيْنُقُ

زار وما زار سوى ذكرِهِ

وبيننا داوِيَّةٌ سَمْلَقُ

غرّاءُ لا يُمسي بِأَرجائِها

إلّا ظَليمٌ خلفه نِقْنِقُ

لَولا مَطِيٌّ كَسفينٍ بها

لكان مَن يركبها يَفْرَقُ

مَن عاذري مِن زَمنٍ كلّما

طلبتُ منه راحةً أَخفِقُ

يخصّ بالضّرّاءِ أحرارَه

ويَرزقُ السَّرّاءَ من يَرزقُ

صحبتُه أعوجَ لا ينثنِي

ومعجلاً بالشّرِّ لا يرفقُ

طوراً هو الموسعُ أقطارَه

وتارة أخرى هو الضيّقُ

لو أنّني أُنفقُ عِرْضِي به

كنتُ عليه أبداً أَنفُقُ

عزّ الفتى يكظِمُ حاجاتهِ

والنّاسُ مُستثرٍ ومسترزقُ

فما يبالِي حاقرٌ للمنى

جِيدَ اللّوى أم سُقِىَ الأبرقُ

وكلّما هوّم في سَبْسَبٍ

وَسَّدهُ السَّاعدُ والمِرفقُ

عِرْضٌ جديدٌ لا ينال البِلى

منه وثوبٌ مُنهَجٌ مُخلَقُ

وربّما نال الفتى وادعاً

ما لم ينله المزعَجُ المُقْلَقُ

ودون نيلِ المرءِ أوطارَه

فتقٌ على الأيّامِ لا يُرتَقُ

وكلُّ شيءٍ راقنا حسنهُ

فهْوَ سرابٌ في الضحى يبرقُ

وحبُّ هذي الدّارِ خوّانةً

داءٌ دويٌّ ما له مُفرِقُ

أين الأُلى حلّو قِلالَ العُلا

فُمزِّقوا من بعد أن مَزَّقوا

كأنّهمْ من بعد أن غرّبوا

لم يطلعوا قطّ ولم يشرقوا

داسوا بأقدامهم شُمَّخاً

تُرامُ بالأيدي ولا تُلْحَقُ

وكلَّ نجمٍ بالدّجَى ساطعٍ

يرميه نحو المغربِ المشرقُ

كأنّه من قَبَسٍ جذوَةٌ

أو عن لهيبٍ خلفه يُفتَقُ

كم أوضعوا في طُرُقاتِ العُلا

وحلّقوا في العزّ إذْ حلّقوا

حتّى إذا حان بلوغُ المَدى

قِيدوا إلى المكروه أو سُوِّقوا

طاحوا إلى الموتِ وكم طائحٍ

لم يُغنِ عنه حَذِرٌ مُشفِقُ

نحن أناسٌ لطِلابِ العُلا

نخُبُّ في الأيّامِ أو نَعْنِقُ

ما خَلقَ اللَّه لَنا مُشبهاً

في غابر الدّهرِ ولا يخلُقُ

كم رام أن يصعد أطوادَنا

بَواذِخاً قومٌ فلم يرتقوا

أَو يَلحقوا ما اِمتدَّ من شَأْوِنا

في طلب العزّ فلم يلحقوا

قد قلت للقوم وكم طامعٍ

يُصبِحُ بالباطل أو يغبُقُ

أين من البَوْغاءِ أسماكُنا

ومن ثِمادٍ بحرُنا المُفْهَقُ

في الغاب والغابُ مجازٌ لكمْ

ليثٌ بلا عذر الكرى يُطرِقُ

في كفّه مثلُ حِدادِ المُدى

يفرِي بها الجلدَ ولا تَخْلِقُ

يَغتالُ طولَ البعد إرقالُه

فَمُنْجِدٌ إنْ شاء أو مُعْرِقُ

فكم صريعٍ عنده للرّدَى

وكم نجيعٍ حوله يُهرقُ

كأنّما خيط على غضبةٍ

فهوَ مغيظٌ أبداً مُحنَقُ

خلّوا الّتي سكّانُها معشرٌ

هُمُ بها من غيرهمْ ألْيَقُ

قناتُهمْ في المجد لا تُرتَقَى

وجُردُهم في الجود لا تُسبَقُ

قومٌ إذا ما سنحوا في الوغى

سالوا دماً أو قدحوا أحرقوا

بكلِّ مشحوذِ الظُّبا أبيضٍ

وأسمرٍ يعلو به أزرقُ

لا باسلٌ يشبهه ناكِلٌ

ولا صميمٌ مثلُه مُلْحَقُ

ولا سواءٌ عند ذي إِرْبَةٍ

باطنُ رجلِ المرءِ والمَفْرقُ

وقد زلقتُم في مطافٍ له

بابٌ إلى العزّ ولم يزلقوا

وخلتُمُ أنّ العُلا نُهْزَةٌ

يعلقها بالكفّ مَن يَعْلِقُ

حتّى رأيناها بأيديكُمُ

تزِلُّ أو تَزلقُ أو تَمْرُقُ

ودونكمْ من لؤمِ أفعالكمْ

بابٌ إلى ساحاتها مُغلَقُ

إنّ أناساً طلبوا حُوَّماً

وِرْداً شربنا صفوَه ما سُقوا

لَيسوا منَ الفخرِ ولا عنده

ولا لهمْ في رَبْعِه مَطْرَقُ

إنْ سُئلوا في مَغْرَمٍ بَخَّلوا

أو جُمعوا في معركٍ فُرِّقوا

وليس يجري أبداً في الورى

إلّا بِما ساءَهمُ المنطقُ

قل لرواةِ الشّعر جوبوا بها

فجّاً من الإحسانِ لا يُطرَقُ

كأنّها في ربوةٍ روضةٌ

أو من شبابٍ ناعمٍ رَيِّقُ

صِينتْ عن اللّين على أنّها

غانٍ بها الإشراقُ والرَّوْنَقُ

فكم أُناسِ بقيتْ منهُمُ

محاسنُ الشِّعر وما أنْ بقوا

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع الهوى يتبعه الأخرق

قصيدة دع الهوى يتبعه الأخرق لـ الشريف المرتضى وعدد أبياتها خمسة و ستون.

عن الشريف المرتضى

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد. وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين. له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و (الشهاب بالشيب والشباب -ط) ، و (تنزيه الأنبياء -ط) و (الانتصار -ط) فقه، و (تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و (ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.[١]

تعريف الشريف المرتضى في ويكيبيديا

الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي (355 هـ - 436 هـ / 966 - 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف المرتضى - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي