دع بين جلدي والعظام مكانا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع بين جلدي والعظام مكانا لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة دع بين جلدي والعظام مكانا لـ مهيار الديلمي

دعْ بين جِلدي والعظام مكانا

يسعُ الغرام ويحملُ الأحزانا

واستبقِ طرفي ربّما غلِط الكرى

بطروقِه فسلكتُه وسنانا

ما كان ما حملَ الوشاةُ نصيحةً

ممّن يوثِّق ناقلاً بهتانا

عذلوكِ فيّ فغيروكِ سريرةً

ورأيتِ شَيبا فاستحلتِ عِيانا

عذلٌ يُرَى عدلا وجورُ ذوائبٍ

سمَّوه لي عزا فجرَّ هوانا

ما غُيِّرتْ بالشِّيبِ لوناً لِمَّتي

حتى تغيَّر صاحبي ألوانا

بيضاء سوَّدتِ الصحيفةَ عنده

واستعجلته بوصلها الهِجرانا

إن يَجتنِبْ منها الهشيمَ مصوِّحا

فيما اجتنى رَيعانَها ريحانا

يا من يُعيِّرُ في الكرى ويَلَذُّهُ

لله أجفاناً له أجفانا

إن الذين نسُوا برامةَ عهدَنا

سعدوا وأشقانا به أوفانا

ظعنوا فشبتُ وما كبرتُ وإنما

راح الشباب يشيع الأظعانا

أجد الديار كما عهدت وإنما

شكوايَ أنّي أفقِدُ الجيرانا

يا تاركي أنْسَى العناقَ فراقُهُ

أشكو إليك الريحَ والأغصانا

لان الصَّفا يومَ الوَداع لرحمتي

لو أنّ قلبَ الوادعيّة لانا

يا وحدتي ما أكثر الإخوانا

نظراً وأكثرَ فيهم الخوَّانا

في كلِّ مطْرَحِ لحظةٍ حولي أخٌ

صفوٌ إذا هزَّ الغنى الأفنانا

راعٍ معي إبلي فإن هي أعجفتْ

إبلي تقلَّبَ أو يَعُدنَ سِمانا

إن عضّني ريبُ الزمان أعانه

وتراه يأبَى ما أصبتُ زمانا

أشريه في خَفضِ المعيشة غاليا

ويبيعُني في ضنكها مجَّانا

ألقاهُمُ عددَ الكواكب كثرةً

حولي وألقَى وحديَ الحدَثانا

كفِّر وكن مستثنيا إلا إذا

أقسمتَ أنك لا ترى إنسانا

كما أُسمِعُ الصُّمَّ البلاغةَ مفهِماً

وأُرِي عجائبَ فضلِيَ العميانا

فإن الزمان صحا وصحَّ بواحدٍ

فبطول حملي جهلَه سكرانا

ولئن وجدتُ من المحاسن عينَها

فبفرط ركضي أطلبُ الأعيانا

يَفديكَ ضاغنةٌ عليك ضلوعُهُ

حسَدا يغادر ماءَها نيرانا

حيرانُ راشك منبِتاك وحصَّه

خَوَرُ العروقِ ففُتَّه طيرَانا

أمسى الأذلَّ بأرضه وبرغمه

وعززتَ أنت بهجرك الأوطانا

لم يستشرك لها وظنَّ برأيهِ

خيرا فخابَ عن الشِّيار وخانا

ومن العجائب أن يشُلَّك قارحا

عنها ويرجو ضمَّها قُرْحانا

لا نام بعدك إن حلا نومٌ له

طَرفٌ يفارقُ فضلَك اليقظانا

وعلى التقارب والنوى فتملَّني

خِلَّاً تُسَرُّ به دنا أو بانا

ترضاه ما شهِد النديَّ وما خلا

ودّاً وحَمْدانيَّةً ولسانا

ممّن يكون أشفَّ عندك كلّما أس

تشففتَه وكشفتَ عنه بيانا

إن أعجبتك اليومَ منه خَلّةٌ

أوفتْ خلالُ غدٍ وبِنَّ حسانا

واسمع لها عذراءَ بِكرا كلّما

خُطِبتْ لديك فأردفتك عَوانا

هي نفثةُ السحر التي قد أرْخَت ال

ساداتُ مثلُك لي بها الأرسانا

مما شريتُ هوى الملوك بمثله

قِدْماً فصاروا لي به إخوانا

صيَّرتُها ثَمناً لمثلك إنني

أبدا أغالي دونها الأثمانا

وصداقُها المقبوضُ وصُلك أختَها

بِعُرى الوزيرِ وزفُّها حُمْلانا

وجلاؤها في معرِض الوصف الذي

يجلو لها الأبصارَ والآذانا

فلربَّ مجلوّ مغطًّى حسنُهُ

تجنيه باستحسانك الإحسانا

أختانِ فاحفظني بجهدِك فيهما

بكريم سَوْقهِما ليَ الأحيانا

بلِّغه أنَّ الفضلَ في المعنَى وإن

أسمَوا فلاناً عنده وفلانا

فلعلَّ يُمنَك أن يغادرني بها

بعد الأسى مستبشرا جذلانا

لولا أمانتُك التي اشتُهرت إذا اس

تُودِعتَ سرّاً أو ضمِنتَ ضمَانا

ما كنتُ أسمحُ أن أولِّيَها أبا

تلَقَى نظائرَ عندَه أقرانا

ولخفتُ غَيْرتَهن في تنفِيرها

والحزمُ ألَّا آمنَ الغَيرانا

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع بين جلدي والعظام مكانا

قصيدة دع بين جلدي والعظام مكانا لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي