دع دموع العين فلتصب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع دموع العين فلتصب لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة دع دموع العين فلتصب لـ عبد المحسن الكاظمي

دَع دُموع العين فلتَصُبِ

وَسِهام البين فلتُصِبِ

فَلَقَد بانَ الخَليط ضحى

وَبِهِ برح الغرام وَبي

آه لَو شاهدت وقفَتَنا

وَالهَوى جاثٍ عَلى الركبِ

وَترانا يَوم فرقتنا

بَينَ بسّامٍ وَمنتَحبِ

أَيّما صبّ أَخي شجنٍ

قلق الأَحشاء مُكتَئِبِ

أَخذت بِالقَلب لوعتهُ

أَخذات النار بالحطبِ

وَمشَت في الخدّ عبرتهُ

مشيةَ الأَنهار في التربِ

أَنا في حلّ وَمُرتَحلٍ

حاضِر الأَشواق لِلغَيبِ

لَم أَزَل أصفي وَأَمحضهم

ماء ودٍّ غير مؤتشبِ

إِن يَكُن جِسمي تجنّبهم

فَفُؤادي غير مجتنبِ

وَكَذا شَخصي مَتى رغبوا

باِقتراب منه يقتربِ

هم بَنو ودّي وَأَين بنو ال

ودّ عَن ذي لوعة وَصِبِ

كلّ علويّ السنا قمر

لَم يَكُن آناً بمحتجبِ

من رأى إِشراق غرّتهِ

صاح يا شمس الضُحى اِحتَجِبي

أَو رأى فعلَ التفرّق في

جِسم هَذا الكاسف الشحبِ

تَرك الأَنفاسَ في صعد

وَدُموع العين في صَببِ

أَينَ عنّي صاحبي فَأَنا

لِسواه غير مصطحبِ

قَلّبتني كلّ راحلة

وَإِليهِ كانَ منقلبي

وَأرَتني كلّ مضطرب

فَرَأتني غير مضطربِ

أَيُّها الساري إِلى دكن

سر إِلى ذاك الفَضا الرحبِ

واِجتَذِب منّي ممنعة

لَم ترضها كَفُّ مجتذبِ

واِحتَقِب عَنّي مولهة

ما رَأَتها عين محتقبِ

وَاِسلبنّي كلّ غالية

لَم يَطلها باع مستلبِ

وَاِعقرنها مِن جوى مهجا

حيث يَبدو الجوّ من كثبِ

جوّ خير الطيّبين ومن

بِسواه النَفسُ لَم تطبِ

بَينَ أَضلاعي محلّته

ثمّ بَينَ العين والهدبِ

وَإِذا أَدركتَ ساحتهُ

وَشهدت الدار من صقبِ

وَرأيت الأَرضَ قَد فرشت

عِندَها بالأَنجم الشُهُبِ

قُل وَخير القَول أَلينه

بلسان المدمع الرطبِ

هَل إِلى وَصل الأَحِبَّة من

ساعَة تَدنو لمرتقبِ

أَم إِلى ماء الجَنينة من

نهلة أطفي بها لَهَبي

من معيد عهدَ كاظمة

بَين جدّ القَول وَاللَعِبِ

يا عُهوداً طالَما سمحت

بِوصال الخرّد العربِ

وَبُدوراً طالَما طلعت

في ظِلالِ الأثلِ والغربِ

لا عدت أَيّام صبوتنا

مستهلّات الحيا السربِ

وَسَقت عنّا منازلنا

واكفات العارض السكبِ

وَلليلاتٍ لَنا سَلفت

كنّ في أَمنٍ من الريبِ

طافَ فيها كلّ مكتحلٍ

عطر الأَنفاس مختضبِ

بِأَباريق مُفضّضة

وَمَجامير من الذَهَبِ

خنث الأَعطاف ذو غيدٍ

عَنهُ كلّ الغيد لم تنبِ

وَقوام كالقَضيب مَتى

جَذبته الريح ينجَذِبِ

وَجُعود ساب مرسلها

كاِنسياب الأيم في الكثبِ

وَخُدود وضّح هتكت

محكم الأستار وَالحجبِ

يا غَزال الجزع كَيفَ تَرى

والِهاً يَدعو وَلَم تجبِ

أَتراني أَبتَغي بدلاً

عنك يا ذا الأَلعس الشنبِ

أَم تَرى قَلبي تروحه

نَسمات النور وَالعشبِ

فَإِذا ما عَنَّ ذِكركَ لي

صحت يا قَلبي عَلَيهِ ذُبِ

صل وَلا تَقطَع ببعدك لي

حبلَ وَصل غير منقضبِ

هَذه روحي وَهبتُكَها

وَهيَ لَولا أَنت لَم نَهبِ

هاكَها مَوثوقة جنبت

بِحبالِ الوَجدِ وَالطربِ

يا زَمان الأمنِ لا علقت

بك كَفُّ الروع وَالرعبِ

كَم قَضَينا فيك من وطرٍ

وَبلغنا فيك من أَربِ

ما لأحشائي مَتى ذكرت

عهد أَيام الصبا تجبِ

إِنَّني قَد كُنتُ أَعهده

خضل الساحاتِ وَالرحبِ

وَلَقَد كانَ السُرور به

يَزدَهي في بُرده القشبِ

قَد غَدا وَالسَهمُ مُعتكِفٌ

في مَحاني ربعه الخربِ

أَيؤوبُ الأنسُ ثانيَةً

ليَ أَم وَلّى وَلَم يؤبِ

ما لِهَذا الدهر صَيَّرَني

شَرِقاً بالبارِد العذبِ

أَبَداً تُبدي عَجائِبُهُ

عَجباً يأتي عَلى عَجَبِ

يا لقَلبي مِن نَوائِبه

كلّما قُلتُ اِكفُفي تنبِ

أَنا أَأبى أن أُسالِمَهُ

إِذا غَدا حرباً لِكُلِّ أَبي

فَإِلى كَم لَيثَ غابتها

لابدٌ في خيسك الأشبِ

أَوَ ما آنَ النُهوضُ لَنا

عَن ثغور الضيم وَالشعبِ

وَلَنا عَزمٌ تَخِرُّ لَهُ

راسياتُ القور وَالهضبِ

سَترانا طالعينَ لَها

من بروج الكور وَالقتبِ

بِخَميسٍ مِن عَزائمنا

يَلتَوي بِالجحفلِ اللّجِبِ

وَلَدَينا كُلُّ مُعتَدِلٍ

عاطِف بَينَ الحَشا حدبِ

وَرَهيف الحدّ ذي هَيَفٍ

بِهلال الحتف منتقبِ

خافت بطنَ الغمود وَإِن

شحذته الكفُّ يَلتَهبِ

فَتَرى ذا ساكِناً وَمَتى

حَلَّ في الأَحشاءِ يَضطَربِ

وَتَرى ذا ضاحِكاً وَمَتى

مَرَّ بالأَعناق يَنتَحِبِ

فقراع الهامِ في رهجٍ

عندَنا أَحلى من الضربِ

وَدِماء القَوم سائِلَةً

لي أَشهى من دم العنبِ

أَوَ أَخشى القتل أَم خطرت

بِفُؤادي خطرة الرهبِ

وَأَحَبُّ العمر أَقصَرُهُ

يَنقَضي بالفتك وَالسلبِ

إِنَّ من شَبَّت عَلائِقُهُ

بحجور الحرب لَم يَشبِ

وَالَّذي طالَت مَنيَّتُهُ

قصرت مِنه يَدُ النَسَبِ

فَإِذا نارُ الوَغى اِضطَرَمَت

وَأُنيرَ الأفقُ بِاللَهبِ

وَغَدَت فرسانُ غارتها

ما لَها منجى سِوى الهربِ

تَلقنى وَالخَيلُ عابِسَةٌ

باسِماً عَن ثَغري الشَنبِ

وَكَذا الآساد إِن غضبت

كَشَّرَت عَن نابها الذَربِ

وَلأن فتّشت عَن شيمي

وَأَجلت الفكر في حسبي

لا تَرى في الناس قاطِبَةً

مثل أُمّي في العلا وَأَبي

أَنا مِن قومٍ بيوتهم

في العُلا ممدودة الطُنبِ

بَزَغوا إِمّا دَعوا لندى

مِن قصور العِزِّ وَالقببِ

وَإِذا حربٌ ذكت طَلَعوا

مِن ثَنايا السمر وَالقضبِ

وَكَذا الآساد تطلع من

أَجم الطَرفاء وَالقصبِ

وَثَبوا وَالأسد إِن سَمِعت

بحماها صارِخاً تثبِ

رَفَعوا الرايات واِنتَصَبوا

بَينَ مرفوع وَمُنتَصِبِ

هَذِهِ قَومي وَذاكَ أَنا

إِن تشم عاباً بِنا فعبِ

قُل لِمَن أَمسى يُطاوِلنا

قصر في باعك التربِ

بذكا يدعى وَلَيسَ يرى

وَذكيّ عدّ وَهوَ غَبي

ذاكَ من طارَت فَرائصه

عِندَ ذكر المَوت وَالعطبِ

لقّبوهُ بالأديبِ وَما

عنده شَيءٌ من الأدبِ

لَم يَكُن إِلّا اِسمه علماً

ما حَوى منه سِوى اللقبِ

لَو تَرى حلمي يُطاوعني

لَمحا آثاره غَضَبي

أَيُّها المزجي مطيّته

تصل التَوخيد بالخببِ

لِمَن الأَموال تكسبها

رُبَّ مالٍ غَيرَ مكتسبِ

وَإِلى كَم أَنتَ مطلب

كلّ وفر غير مطلبِ

كَم قطعت البيد مقفرة

بِبَنات القفرة النجبِ

وَلَكم جُبنا بهنّ إلى

كلّ واد قطّ لم يجبِ

لَم تفز مِن ماءِ درّتها

بِسوى الضحضاح وَالكثبِ

عزّ مِثلي من فَتى دنفٍ

نازِح الأَوطان مغتربِ

أَبَداً يَرمي نَقيبته

من إِبا في مسرح الشجبِ

كَم نَحَتني النائِباتُ وَكَم

لجّت الأَحداثُ في طَلَبي

فَرَأتني أَيّما رجل

صابِر في الدهر محتسبِ

وَبلت منّي أَخا جلدٍ

لم تلن من عوده الصلبِ

كَيفَ أَخشاها وَكُنتُ مَتى

شَمِلتني ظلمة النكبِ

لُذتُ من كرب الحَشا بِأَبي ال

قاسمِ الكشّافِ لِلكُرَبِ

ذَاكَ مِن إِن نابَني زَمَنٌ

كانَ لي عَوناً عَلى النوبِ

وَإِذا الأَسبابُ بي اِنقَطَعَت

كانَ مَوصولاً بِهِ سَبَبي

بشهاب العَزم داس عَلى

جبهات السَبعة الشهبِ

وَبسهمِ الفكرِ سار إِلى

كلّ أَمر قطّ لَم يُصَبِ

هُوَ قطبٌ وَالأَنامُ رحى

هَل رحى دارَت بِلا قطبِ

لَيسَ إِلّاهُ أَخو ثقة

وَعده بالخلق لَم يشبِ

ما لَهُ وَقف لديه على

كلّ ظمآن الحَشا سغبِ

فَإِذا ما قيل أَيّ فَتى

طابَ مِن رأس إِلى ذَنبِ

قُلتُ وَالآثارُ شاهِدَةٌ

أَن قولي لَيسَ بالكذبِ

رجل الدُنيا وَواحدها

وَزَعيم العجم وَالعربِ

غوثُها الزاكي محمّدها

غَيثها في الماحل الجدبِ

وَيراع لَو أَذنت لَه

طبّق الآفاق بالخطبِ

إِنّ رَبعاً لست تقطنه

لَم يَكُن بالمربع الخصبِ

دُم دَوامَ الدهر وَاِبقَ لَنا

عمر الأزمان وَالحقبِ

رافِلاً وَالأنس مُقتَبِلٌ

في جَلابيب الهَنا القشبِ

أَبَداً يُحيي لَنا نَشَباً

وَيُعيدُ الثكل للنَشَبِ

أَنتَ عنوان لكلّ هدى

وَمراح السالك التعبِ

نَهتَدي منه بكلّ سنا

مِن وَراء الغيب ملتهبِ

كَم جَلا منك اليَقين لَنا

غامِضات الشكّ وَالريبِ

لَكَ في العَلياء مرتَبَةٌ

دونَها الأَعلى من الرتبِ

وَاِعتِزامٌ تستزلّ به

محكمات البيض وَاليلبِ

وَشَبا رأي تفلّ به

كلّ عضب الحدِّ ذي شطبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع دموع العين فلتصب

قصيدة دع دموع العين فلتصب لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها مائة و واحد و ثلاثون.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي