دع في المدامة مولع التفنيد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دع في المدامة مولع التفنيد لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة دع في المدامة مولع التفنيد لـ شرف الدين الحلي

دع في المدامة مولع التفنيد

فلقلما تَثْنِي الملامة جيدي

فمن السفاهة أن تصدّ عزيمتي

عن نشر عود أو ترنم عود

فإليك عن صدع الملام فإنه

يغري بحب الغيِّ كل رشيد

واشرب مشعشعةً كأنَّ حَبَابَها

زهر الكواكب في بروج سعود

وتوقّها عند المزاح فإنها

بالماء لا تزداد غير وقود

فالراح قد سئمت تجنب وصلها

شهراً فلا ريعت بيوم صدود

فهلال شوال به كلف إلى

ما في خدود الورد من توريد

وبدوه كالقحف يشعر أنه

داع إلى شرب ابنة العنقود

فاكسُ الكؤوس فطالما توجتها

من صنو درّ حبابها بعقود

فالوُرْق في الأوراق ذات تشاجر

تسترقص الأغصان بالتغريد

والروض قد غشى الأباطح والربا

بمطارف من وشيه وبرود

فاستجلها كالشمس من يد أَهْيَفٍ

ذي مرشفٍ عذبِ الرضاب بَرُود

في جفن مقلته وجفن محبّه

ما شئت من سنة ومن تسهيد

يثني الصِّبا منه كما تَثْنِي الصَّبا

من قَدِّ حَوْطِ البانة الأملود

عَسَّال رمح القدّ يُنْجِد قومه

في حيث نبت الخط غير سديد

في كل يوم من وقائع حسنه

يغزو التجلد فيه جيش صدود

ومتى تخاذلت السيوف عن الوغى

فتكوا بسيف لحاظه المغمود

لا غرو إن أحيا القلوب بوعده

ثم انثنى فأماتها بوعيد

فالظاهر الغازي بن يوسف دهره

متقسم بين السطا والجود

ذو الطعنة النجلاء يحمد صنعها

يوم الوغى والضربة الأخدود

وابن الأسود الحمس كل مصاحب

قلباً حديداً في ثياب حديد

يمشون في اللام المضاعف نسجه

مشيَ القنا في نحر كل عنيد

وإذا هم اقتحموا الهياج بذبل

عرفت ثعالبها بصيد الصيد

فالأفق تجلوه نجوم أسنة

والأرض تُجْلَى في ليال سود

بأبي المظفر نزهت علياؤهم

أن يستريب بها فؤاد حسود

بأغر فياض اليدين فخاره

ونضاره للجمع والتبديد

محمودة آراؤه معقودة

راياته بالنصر والتسديد

طبعت صوارمه على حَلِّ الطُّلى

في الروع تحت لوائه المعقود

عاف المثاني والمثالث واغتدى

متوحداً في سيرة التوحيد

يزداد في اليوم العبوس طلاقة

ما بين مشق ظبا وخفق بنود

تصبيه أعطاف القنا وتشوقه

ما في خدود البيض من توريد

ما صال إِلا بدَّلت فتكاته

قلب الجريء بمهجة الرعديد

والطير كم صحبت جيوش عداته

علماً بأن سيبيدها في البيد

يا مَنْ به عزَّ الهدى وتخاذلت

عصب الضلال وذلَّ كل عنيد

فانهض لإحراز الممالك نهضة

ملء الزمان تفي بطول قعود

فإذا نهضت إلى البلاد بعزمة

ألقى إليك الملك بالتقليد

فالأرض قد حنت إليك وملكها

مترقب والنصر غير بعيد

فكأنني بعداك قد أودى بهم

يوم يفاجئهم كيوم ثمود

يا منقذي من جور دهر خلته

بالظلم كان مطالبي بِحُقُود

بوأتني من ظلك الشرف الذي

خيمت تحت رواقه الممدود

وأَسمَتُ فضلي في رياض مواهب

حمد الرجاء اخضرار العود

وسقيتني الآمال بي لما طغى

طوفان فقرك كان جودك جودي

ولقد سمحت بما منحت وما الذي

يخشى مَجِيدٌ واثقٌ بِمَجِيد

فاسلم لأيام الزَّمان مُمَتَّعاً

بسعودها وتهنَّ أيمن عيد

شرح ومعاني كلمات قصيدة دع في المدامة مولع التفنيد

قصيدة دع في المدامة مولع التفنيد لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي