دع ملامي باللوى أورح ودعني
أبيات قصيدة دع ملامي باللوى أورح ودعني لـ مهيار الديلمي
دعْ ملامي باللّوى أورُحْ ودعْني
واقفا أنشُد قلبا ضاع منِّي
ما سألتُ الدار أبغى رجعَها
ربَّ مسؤول سواها لم يُجِبْني
إنما الحظُّ لقلبي عندَها
ولعهدي لا لعينيَّ وأُذْني
كن أخاً يُسعِدُ أو بِنْ عن قِلىً
فأخي الناصحُ ما استودعتُ جفني
أنا يا دار أخو وحشِ الفلا
فيكِ من خان فعزمي لم يخنّي
قائما أو قائلا مفترِشاً
بين خدِّي وثرى أرضِكِ رُدني
ولئن غال مغانيك البِلى
عادة الدهر فشخصٌ منك يُغني
إن خَبتْ نارٌ فها ذي كبدي
أو جفا الغيثُ فها ذلك جفني
ممّن الراكبُ نجَّتْه أَمونٌ
زجَرتْ سانحَتَيْ خِصبٍ وأمنِ
رشَداً ما التقم الحادي بها
نُجعةً يُعشِبُ ما شاء ويُسني
يأخذ الحاجاتِ من غايتها
سهلةً إن يتعنَّى أو يُعنِّي
دعوةً صالحةً مسموعةً
فيه إن بلَّغ ما قلت ألِكنى
أو أبانت خَبَراً رحلتُهُ
من لوى خَبْتٍ عن الحيِّ المُبِنِّ
كم على وادي أُشَيٍّ من هوىً
مستعادِ العتبِ محبوبِ التجنِّي
وبُرّمانَ سقى رُمّانَ مِن
أيكةٍ غناءَ أو ظبي أغَنِّ
ووفاضٍ للتصابِي مُلئتْ
مِلءَ أعراضك من طيب وحسنِ
وغُصَيْنيٍّ جموحٍ فتَلتْ
رأسَهُ الشاردَ حرَّى بنتُ غصنِ
خلَطت حُزْنا بتغريدٍ فما
فرَّق السمعُ أتبكي أم تُغنِّي
غِرَّةٌ في العيش كانت أفرجَتْ
قبضَةَ الأيام عنها بعد ضنِّ
ثم عادت تقتضيني ردَّها
أين هذا قبلَ أن يُغلَق رهني
حيث لم يُلحَمْ عِذارَيَّ ولا
رُجِمتْ بعدُ بشُهبِ الشَّيب جِنِّي
يا بياضا لستَ أُولى وقعةٍ
لي مع الدهرِ وجُلَّى طرقتني
إنما يستطرِفُ الرَّوعةَ مَن
نفَّرَتْ منه بقلبٍ مطمئنِّ
ما دعا باسمٍ سوى اسمى شَرُّه
قطُّ إلاّ خلتُه إيَّاي يَعني
عبدُهُ من ظَن خيرا عندَه
إنما حسَّنَ حالي سوءُ ظنِّي
لم يزَلْ بي الياس حتى لم تجد
مَعلَقا فيّ حِبالاتُ التمنِّي
فارضَ خُلْقي أو فسلْ خصمِيَ بي
ربَّما لم ترضَ عن قوليَ سَلْني
لا تجاذِبْ رَسَني في طمعٍ
وكما شئتَ مع الوُدِّ فقُدْني
ومتى تسمَعْ بقومٍ أعجفوا
ليعِزُّوا فابغِني فيهم تجدْني
جمَّةُ الدنيا يُسَخّيني بها
شُربِيَ النُّطفةَ لم تُمزَجْ بمَنِّ
قل لمن أنبضَ لي يوعدني
برقةً تشهدُ أن ليست لِمُزنِ
قد أتتني فتبسَّمتُ لها
وقليلا أنِستْ بالضِّحك سِنِّي
رُبّما قبلَك وافٍ ذرعُه
مسحَ الأفْقَ بكفٍّ لم تنلني
ودَّ لو ما تُقلَبُ الأرضُ به
قبلَ أن يقلِبَ لي ظهرَ المِجَنِّ
سامَ بغضا بي فلمّا داسها
فرآها جمرةً قال أقِلْني
كنْ عدوّاً مبدياً صفحتَه
أو فسالمني إذا لم تك قِرْني
أبقِ من يومي نصيبا لغدي
ربما سرَّك ما ساءك منّي
في اشتباه الناس ودٌّ بينهم
وحزازات التنافي شرُّ ضِعنِ
كم عدوّ سُلَّ من ظهرِ أبي
وأخ لي أمُّه ما ولدتني
سُقِيَتْ أنفُسُ وافين زكتْ
بهمُ أرضيَ واستُثمِرَ غصني
أدركوني مُثقَل الظهرِ فحطُّوا
كُلَفَ الأيام عن جُلْبةِ متني
وتمطَّيتُ بجنبيْ أجإٍ
منذ قاموا يزحَمون الدهرَ عنِّي
أدّبوا الأيام لي فاعتذرتْ
بعد أن كانت تَجنَّى وهي تَجنِي
ببني عبد الرحيم اعتدلتْ
واستقامتْ بعد مَيْلٍ وتثنّي
المحامون على أحسابهم
بصريحاتٍ من المال وهُجنِ
وفَّروا الذكرَ فما يحفزِهم
ما أصابَ المالَ من نقصٍ ووهنِ
تزلَق الفحشاء عن أعراضهم
زلق الشفرة على ظهر المِسَنِّ
صرَّح الجدبُ فغطَّوا شمسَه
بسحابٍ من نداهم مرجحِنِّ
ودجا القولُ فعطُّوا ليله
بحديداتٍ من الألسن لُحنِ
تَنطِقُ السهلَ على ما ركِبتْ
من ظهورٍ صعبة الأردافِ خُشْنِ
بلَغوا منها ومن أقلامهم
غايةَ الأبطالِ من ضربٍ وطعنِ
وأنابيب خفاف كسبت
من ندى أيديهم هزة لدن
تقنصُ الأغراضَ ركضاً كلّما
أدركتْ فنّاً تعدّته لفنِّ
حلَماء تُعدَل الأرضُ بهمْ
كلَّما مالت من الجهل بركنِ
خُلِقوا من طينةِ الفضلِ فما
يرجِع اليافعُ عن شأو المُسِنِّ
كلَّما شارفَ عمريْه أبٌ
منهمُ آزرهُ الإقبالُ بابنِ
وإذا قالَ دعيٌّ إنني
منهمُ قال له المجدُ وإنِّي
بأبي سعدٍ وَفَى عهدُ العلا
لأبيهِ وشروطُ المتمنّي
سبق الناسَ فتىً علَّمهم
أنه لا يُحرَزُ السبقُ بسِنِّ
لو رأى فيهم سوى والده
أوَّلاً ما كان يرضَى أن يُثَنِّي
زاده مجدا وإن كان له
في مساعيه من السؤدد مُغْني
إن رمى شاكلةً فهو مصيبٌ
أو جزَى يومَ عطاءٍ فهو مُسْني
يُخلِفُ المالَ لأن يُتلفَه
وبقاءُ العزِّ للأموال مُفني
حُذِيتْ نعلَيْك خدَّا ناقصٍ
حدَّثَتْه بك جَهْلاتُ التظنِّي
خابطٍ يُصْلِدُ في الخطبِ وتُورِي
وحريصٍ يهدِمُ المجدَ وتبني
راح سرح الهمِّ عني عازباً
بك واستأسر للأفراح حُزْني
صِدْتَني بالخُلُق الرحبِ وكم
قد تقبَّضْتُ بخُلْقٍ لم يسَعْني
ما تخَيَّلْتُك حتى جُبتُهم
باحثاً أقلبُهم ظهراً لبطنِ
رَطِبَتْ بالشكر صِدقا شَفَتي
منذُ ألقيتُ إلى بحرك شَنِّي
فتسمَّعْ فِقَراً أقراطَ أُذْنٍ
هي في أعدائها وَقرةُ أُذْنِ
من بنات السير لو أطلقَها
حظُّها ما انتظرتْ سهلاً بحَزْنِ
يتبادرنَ مُروقا من فمِي
فكأنْ لم يتقيَّدن بوزنِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة دع ملامي باللوى أورح ودعني
قصيدة دع ملامي باللوى أورح ودعني لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها اثنان و سبعون.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا