دموع أجابت داعي الحزن همع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دموع أجابت داعي الحزن همع لـ أبو تمام

اقتباس من قصيدة دموع أجابت داعي الحزن همع لـ أبو تمام

دُموعٌ أَجابَت داعِيَ الحُزنِ هُمَّعُ

تَوَصَّلُ مِنّا عَن قُلوبٍ تَقَطَّعُ

عَفاءٌ عَلى الدُنيا طَويلٌ فَإِنَّها

تُفَرِّقُ مِن حَيثُ اِبتَدَت تَتَجَمَّعُ

تَبَدَّلَتِ الأَشياءُ حَتّى لَخِلتُها

سَتَثني غُروبَ الشَمسِ مِن حَيثُ تَطلَعُ

لَها صَيحَةٌ في كُلِّ روحٍ وَمُهجَةٍ

وَلَيسَت بِشَيءٍ ما خَلا القَلبَ تُسمِعُ

أَإِدريسُ ضاعَ المَجدُ بَعدَكَ كُلُّهُ

وَرَأيُ الَّذي يَرجوهُ بَعدَكَ أَضيَعُ

وَغودِرَ وَجهُ العُرفِ أَسوَدَ بَعدَما

يُرى وَكَأَنَّهُ كَعابٌ تَصَنَّعُ

وَأَصبَحَتِ الأَحزانُ لا لِمَبَرَّةٍ

تُسَلِّمُ شَزراً وَالمَعالي تُوَدِّعُ

وَضَلَّ بِكَ المُرتادُ مِن حَيثُ يَهتَدي

وَضَرَّت بِكَ الأَيّامُ مِن حَيثُ تَنفَعُ

وَأَضحَت قَريحاتُ القُلوبِ مِنَ الجَوى

تُقاظُ وَلَكِنَّ المَدامِعَ تُربَعُ

عُيونٌ حَفِظنَ اللَيلَ فيكَ مُجَرَّماً

وَأَعطَينَهُ الدَمعَ الَّذي كانَ يُمنَعُ

وَقَد كانَ يُدعى لابِسُ الصَبرِ حازِماً

فَقَد صارَ يُدعى حازِماً حينَ يَجزَعُ

وَقالَت عَزاءً لَيسَ لِلمَوتِ مَدفَعٌ

فَقُلتُ وَلا لِلحُزنِ لِلمَوتِ مَدفَعُ

لِإِدريسَ يَومٌ ماتَزالُ لِذِكرِهِ

دُموعٌ وَإِن سَكَّنتَها تَتَفَرَّعُ

وَلَمّا نَضا ثَوبَ الحَياةِ وَأَوقَعَت

بِهِ نائِباتُ الدَهرِ ما يُتَوَقَّعُ

غَدا لَيسَ يَدري كَيفَ يَصنَعُ مُعدِمٌ

دَرى دَمعُهُ في خَدِّهِ كَيفَ يَصنَعُ

وَماتَت نُفوسُ الغالِبِيّينَ كُلِّهِم

وَإِلّا فَصَبرُ الغالِبِيّينَ أَجمَعُ

غَدَوا في زَوايا نَعشِهِ وَكَأَنَّما

قُرَيشٌ قُرَيشٌ يَومَ ماتَ المُجَمِّعُ

وَلَم أَنسَ سَعيَ الجودِ خَلفَ سَريرِهِ

بِأَكسَفِ بالٍ يَستَقيمُ وَيَظلَعُ

وَتَكبيرُهُ خَمساً عَلَيهِ مُعالِناً

وَإِن كانَ تَكبيرَ المُصَلّينَ أَربَعُ

وَما كُنتُ أَدري يَعلَمُ اللَهُ قَبلَها

بِأَنَّ النَدى في أَهلِهِ يَتَشَيَّعُ

وَقُمنا فَقُلنا بَعدَ أَن أُفرِدَ الثَرى

بِهِ ما يُقالُ في السَحابَةِ تُقلِعُ

أَلَم تَكُ تَرعانا مِنَ الدَهرِ إِن سَطا

وَتَحفَظُ مِن آمالِنا ما يُضَيَّعُ

وَتَلبَسُ أَخلاقاً كِراماً كَأَنَّها

عَلى العِرضِ مِن فَرطِ الحَصانَةِ أَدرُعُ

وَتَبسُطُ كَفّاً في الحُقوقِ كَأَنَّما

أَنامِلُها في البَأسِ وَالجودِ أَذرُعُ

وَتَربُطُ جَأشاً وَالكُماةُ قُلوبُهُم

تَزَعزَعُ خَوفاً مِن سُيوفٍ تَتَزَعزَعُ

وَأُمنِيَّةُ المُرتادِ تُحضِرُكَ النَدى

فَيَشفَعُ في مِثلِ المَلا فَيُشَفَّعُ

فَأُنطِقَ فيها حامِدٌ وَهوَ مُفحَمٌ

وَأُفحِمَ فيها حاسِدٌ وَهوَ مِصقَعُ

أَلا إِنَّ في ظُفرِ المَنِيَّةِ مُهجَةً

تَظَلُّ لَها عَينُ العُلى وَهيَ تَدمَعُ

هِيَ النَفسُ إِن تَبكِ المَكارِمُ فَقدَها

فَمِن بَينِ أَحشاءِ المَكارِمِ تُنزَعُ

أَلا إِنَّ أَنفاً لَم يَعُد وَهوَ أَجدَعٌ

لِفَقدِكَ عِندَ المَكرُماتِ لَأَجدَعُ

وَإِنَّ اِمرِءاً لَم يُمسِ فيكَ مُفَجَّعاً

بِمَجلودِهِ في عَقلِهِ لَمُفَجَّعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دموع أجابت داعي الحزن همع

قصيدة دموع أجابت داعي الحزن همع لـ أبو تمام وعدد أبياتها واحد و ثلاثون.

عن أبو تمام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني. وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية. وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.[١]

تعريف أبو تمام في ويكيبيديا

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 803-845م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، ولد بمدينة جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها. كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. وفي أخبار أبي تمام للصولي: «أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء». في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أَبو تَمّام - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي