دنت الديار ودانت الأوطار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دنت الديار ودانت الأوطار لـ عبد الله فكري

اقتباس من قصيدة دنت الديار ودانت الأوطار لـ عبد الله فكري

دنت الديار ودانت الأوطار

هذا المنار وهذه الأنوار

هذا المنار يلوح نجم هداية

للناظرين تؤمّه الأنظار

والثغر وضاح المباسم باسم

للبشر في قسماته آثار

فرح ببشرنا ببشر سروره

ان الخديو له به استقرار

فاليوم نلثم من بنان يمينه

سحباء وارد فضهن غزار

من كف فياض اليدين يمينه

يمن ويسراه ندى ويسار

ونشنف الأسماع من ألفاظه

دراغدت أصدافه الأفكار

ونرى منار الحق فوق جبينه

كالشمس ليس وراءها أستار

نور تلألأ في جبين موفق

للحق في توفيقه أسرار

مولاي قد سرنا بأمرك نبتغي

لرضاك ما تسمو به الأقدار

نصل المغارب بالمشارق والسرى

بالسير لا ملل ولا إقصار

ونَلُفَّ أذيال الأباطح بالرُّبى

تنتابنا الأنجاد والاغوار

لا البحر ذو الأمواج نخشى بأسه

يوماً وليس البر فيه نُضار

البحر بر في رضاك بمن به

والبر من جدوى نداك بحار

ومدى النهار صباح خير كله

بسعود جدّك والدجى أسحار

نطوي البلاد بطيب ذكرك نشره

عبق ونفحة ريحه معطار

ونؤرّج الأرجاء باسمك مدحة

طابت بها الأسحار والاسمار

يهتز حاضرها بحسن سماعها

طرباً ويخبر غائباً حضار

ويروح سامعها يميل بعطفه

ثملا كأن دارت عليه عُقار

نغشى بها صدر النَديّ ندية

يحلو بها الإيراد والاصدار

نتلو مديحك معلنين بنشره

جهر أفلا كتم ولا إسرار

لا يعتري فحواه وصمة ريبة

تخشى ولا ردّ ولا استنكار

ثم امتطينا للسويد ركائباً

لا الركض يجهدها ولا التسيار

تسعى على عجل إلى غاياتها

كالماء ساعر جريه تيار

سرع الخطا لا السوط حل بجلدها

يوماً ولا شدّت بها أكوار

نذر الرياح اذا جرين وراءها

حسرى طلائح جريهن عثار

سرنا بهن على العشيّ فأصبحت

في استكهلم وقد بدا الاسفار

ولقيت صاحب تاجها في قصره

والوفد ثم بصحبتي نظار

فدنا وصافح باليمين مردّدا

شكر الخديو يزينه التكرار

فشرعت مقتصد أجاوبه بما

أرضاه لأقلُّ ولا إكثار

ونحوت مؤتمر العلوم أؤمه

بالوفد تهوى نحونا الأبصار

حتى إذا احتفل النديّ وأقبل ال

عظماء والعلماء والأحبار

وتلا به أسكار رب سريره

قولا به لذوي النهى إسكار

وأجابه الخطباء كل محسن

يزرى بنظم الدرّ منه نثار

ودعيت باسمي للمقال موفياً

حق الوفادة والوفاء شعار

أقبلت أبتدر القريض يزينه

مولاي باسمك بهجة ووقار

حتى استتمّ الشعر فاصطفقت له الأيدي

وذاك بمدحه إشعار

وتشعبت شعب الفصول مقررا

في كل فصل للفنون قرار

فنحوت بالوفد الذين بصحبتي

خير الفصول وصحبتي أخيار

ما فيهم وهل الفؤاد يهوله

حفل ولا واهي القوى خوّار

كل أعد من المعارض ما اصطفى

للعرض ثمة جملة تختار

وأجاد فيما قد أفاد بمنطق

طوع المراد أمدّه استحضار

في لهجة العرب الفصيحة لفظهم

حرّ وهم في نفسهم أحرار

لا في مقالة قائلينا وقفة

عرضت ولا لمقولنا انكار

كالقطر جاد به غمام مبرق

داني الهيادب عارض مدرار

نبدي الذي نبدي وكل مطرق

سمعاً ومنطق ذي المقال جهار

حتى نتم كما نشاء القول في

أمد أعدّ لوقته مقدار

فيقول صاحبهم أما من باحث

فيما يقول وقوله استفسار

وتصفق الحضار لاستحسان ما

قلنا ويظهر فيهم استبشار

ها هم رجالك أيها المولى ولا

من عليك ونعم من تختار

لا أبتغي مدحاً لنفسي أنني

بعلاك أفخر لاعداك فخار

هذي محاسن بمن طالعك الذي

بسعوده قد ساعد المقدار

ثم انثنينا راجعين يسوقنا

لحماك أشواق لهنّ أوار

نأوى لخير حمى بعدلك كله

أمن وما للجور فيه جوار

فاسلم لمصر وأهلها ليرى بها

لنماء غرس يمينك استثماى

واسلم لأنجال وآل كلهم

خير وآل الخيرين خيار

واليكها مولاي صنعة ليلة

لحق العشاء بوشيها الاسحار

حتى كساها الصبح رونق وجهه

حسناً وألبسها الضياء نهار

شرح ومعاني كلمات قصيدة دنت الديار ودانت الأوطار

قصيدة دنت الديار ودانت الأوطار لـ عبد الله فكري وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن عبد الله فكري

عبد الله فكري باشا بن محمد بليغ بن عبد الله بن محمد. وزير مصري، من المتأدبين. له نظم، ولد بمكّة (وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر) ، ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر، ثم كان وكيلاً لنظارة المعارف، فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299هـ، واستقال بعد أربعة أشهر، واتهم بالاشتراك في الثورة العرابية، فسجن، وبرئ، واختير سنة 1306هـ رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر أستوكهلم، وتوفي في القاهرة. له: (الفوائد الفكرية-ط) ، و (المملكة الباطنية-ط) ، و (شرح بديعية صفوت-ط) ، ورسائل ومقالات.[١]

تعريف عبد الله فكري في ويكيبيديا

عَبْد الله فكري «باشا» بن محمد بليغ ابن عَبْد الله بن محمد (1250 هـ - 1306 هـ‍ / 1834 - 1889م): وزير مصري، من المتأدبين. له نظم. ولد بمكة وكان والده قد ذهب إليها مع جيش والي مصر ونشأ في القاهرة، وتعلم في الأزهر. كان وكيلاً لنظارة المعارف، فكاتباً أول في مجلس النواب، فناظراً للمعارف المصرية سنة 1299 هـ واستقال بعد أربعة أشهر. اتهم بالاشتراك في الثورة العرابية، فسجن، وبرئ. اختير سنة 1306 هـ، رئيساً للوفد العلمي المصري في مؤتمر استوكلهم. توفي في القاهرة. له كتب، منها «الفوائد الفكرية» و«المملكة الباطينة» و«شرح بديعية صفوت» ورسائل ومقالات. ولمحمد عبد الغني حسن، كتاب «عَبْد الله فكري: عصره، حياته، أدبه» قلت: اقتنيت إضبارة من أوراقه الخاصة، تشتمل على مسودة «رحلته» إلى استوكهلم، بخطه، غير تامة، و«ديوان شعره» بخطه أيضاً، صغير، كتب عليه: «من نظم الفقير عَبْد الله فكري بن محمد بليغ بن عَبْد الله بن محمد بن عَبْد الله» وفيه مساجلات شعرية كانت بينه وبين بعض معاصريه كالأمير شكيب أرسلان والشيخ الليثي وأحمد فارس الشدياق صاحب الجوائب، ومسودة «أنموذج كتاب لتعليم صغار الأطفال» من تأليفه، وجزأين من «دفاتره» بخطه، كتب على أحدهما: «الجزء الثالث من الدفتر، لجامعه عَبْد الله فكري» وفيها فوائد، في الأدب والاجتماع والجغرافية وغيرها، وكتابات من إنشائه، تدل على أنه كان يجيد مع العربية التركية والفرنسية، ومسودة «نبذة في عقائد الايمان وقواعد الإسلام على مذهب أبي حنيفة النعمان» من تأليفه، بخطه أيضاً.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عبد الله فكري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي