دهانا مصاب فادح الخطب مؤلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دهانا مصاب فادح الخطب مؤلم لـ اسماعيل صبري

اقتباس من قصيدة دهانا مصاب فادح الخطب مؤلم لـ اسماعيل صبري

دَهانا مُصابٌ فادحُ الخَطب مُؤلِمُ

لهُ في السَّما والأرض قد بات مأتَمُ

مصابٌ عظيمٌ في عَزيزٍ شبابُهُ

توارى يُخضِّبُ وردَ وجنتِهِ الدَّمُ

فيأيُّها المحمولُ فوقَ مَواكِبِ ال

ملائك والأطيارُ تُبكى ترَحَّمُ

ويا ثاوياً لما نعوهُ لواضحِ ال

نهارِ توارى ضوؤُهُ فهو مُظلِمُ

ويا مَن إذا ما الخَطبُ أرسلَ جيشَهُ

نَراهُ شجاعاً يلتقيهِ ويبسمُ

لسانٌ تعوَّدَ أن يقولَ صراحةً

وقَلبٌ وديعٌ بالتآلُفِ مُغرَمُ

عزيزٌ إذا ما حلَّ بالبَدرِ رُزؤُهُ

أو البحرِ ما كُنّا لذا الحَدِّ نَنَدَمُ

فَواحَزَني لو أنَّ حُزني يَرُدُّه

ووا ألمي لو كان يُجدي التَّألُّمُ

أتاهُ الردى والقوسُ فارَقَ سَهمَهُ

وقد كادَ عَنهُ في دُجى النقعِ يُحجِمُ

أتاهُ الردى والسيفُ كان صديقَهُ

فخرَّ صريعاً والجيادُ تُحمحِمُ

ذَوي غُصنُهُ قبلَ الأوانِ فَمُزِّقَت

قُلُوبٌ لهولِ مُصابِهِ تَتَضرَّم

خليليَّ طُوفا بالمدائنِ وابكيا

فإني أراها أوشكت تتهدَّمُ

وتلكَ الجبالُ المستقراتُ حولها

ستنسفُ في كفِّ الردى وتحطَّمُ

وإن تسألاني عن زماني فإنما

لساني بما في صدرهِ منهُ أعلمُ

فما اليومَ إلا والعجاجُ تُثيرُهُ

حوافِرُ خيلِ النائباتِ فيظلِمُ

وما شمسُهُ إلا سيُوفٌ يسلُّها

فهل أغمِدضت إلا وأطرافها دَمُ

تُغيرُ علينا كلَّ يومٍ صُرُوفُهُ

فتنهَبُ منا من تشاءُ وتغنَمُ

ويا قبرُ يا من لا يرى الدَّمع إن جرى

عليهِ ولا شكوى المحبِّين يفهَمُ

لقد بتَّ أعلا منزلٍ جادَهُ العُلى

وروَّاكَ غيثٌ دائبُ الصَّوبِ مُفعَمُ

أعبدَ المجيدِ العَيشُ بعدَكَ علقَمُ

أجل وبقائي في شقائي تَوَهُّمُ

فلو كانَ سفكُ دمي يقيكَ من الردَّى

لجُدتُ بِرُوحي إذ حياتي تُحَرَّمُ

فَنَم آمناً أنتَ الشجاعُ وأَنتَ مَن

ذَهَبتَ شهيداً في الجِنان تَنعَّمُ

تناجيك حُورُ العِين أنعمِ بضيفنا

عَفيفٌ شَريفٌ عاطرُ الذكر يُكرَمُ

فيا ربِّ ألهم آلهُ الصَّبرَ وارعَهُ

وأسكِنهُ دارَ الخُلدِ فيها فَيُرحَمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة دهانا مصاب فادح الخطب مؤلم

قصيدة دهانا مصاب فادح الخطب مؤلم لـ اسماعيل صبري وعدد أبياتها أربعة و عشرون.

عن اسماعيل صبري

إسماعيل صبري باشا. من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه، وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية، تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسا، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظاً للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، كان كثيراً ما يمزق قصائده صائحاً: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر، وأبى وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيساً للوزارة؛ فقال: لن أكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .[١]

تعريف اسماعيل صبري في ويكيبيديا

إسماعيل صبري باشا (1270 هـ - 1341 هـ / 16 فبراير 1854 - 21 مارس 1923)، أحد شعراء الإحياء والبعث في تاريخ الشعر العربي الحديث، ويُلقب بشيخ الشعراء.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. اسماعيل صبري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي