ديوان الصبابة/الدعاء على المحبوب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

الدعاء على المحبوب

الدعاء على المحبوب - ديوان الصبابة

الدعاء على المحبوب

وما فيه من الفقه المقلوب

كقولي:

دعوت من الحبيب بعشق ظبي

أقاسي منه أنواع الجفاء

فواصله وبالغ في صدودي

فكان إذا على نفسي دعائي

أقول هذا باب عقدناه لذكر من قارب حلول رمسه وأراد أن يدعو على روحه فدعا على نفسه فهو يتشهى ويشتكي ويتشفى وينتكي لا يثبت على حال ولا يفرق بسيف اللحظ بين الماضي والحال فبينا هو يشكو من محبوبه إذا هو يشكو اليه وبينا هو يدعو له إذا هو يدعو عليه فمن أحسن ما قبل في الدعاء للمحبوب قول بلدينا محمد بن العفيف التلمساني رحم الله شبابه وجعل من الرحيق المختوم شرابه أعز الله أنصار العيون:

وخلد ملك هاتيك الجفون

وضاعت بالفتور لها اقتداراً

وإن تك أضعفت عقلي وديني

وصان حجاب هاتيك الثنايا

وإن ثنت الفؤاد إلى الشجون

واسبغ ظل ذاك الشعر يوماً

على قديه هيف الغصون

وخلد دولة الأعطاف فينا

وإن جارت على القلب الطعين وقوله أيضاً:

أدام الله أيام الوصال

وخلد عمرها هاتيك الليالي

واسبغ ظل أغصان التواني

وزاد قدودها حسن اعتدال

ولا زالت ثمارالأنس فيها

تزيد لطافة في كل حال

ولا برحت لنا فيها عيون

تغازل مقلتي خشف الغزال

وقال علاء الدين علي بن المظفر الكندي:

أدام الله أيام العذار

وبارك في لياليه القصار

وأغنى الله روضة كل خد

إذا استحيت عن الديم الغزار

ولا زالت مباسم كل ثغر

لشائم برقها ذات افترار

ولا برحت على العشاق تضفو

سياب العار في خلع العذار

وقال ابن أبي الحديد:

لا عانقتك من البرية كلها

الأيدي اليمنى وبندقباكا

كلا ولا رشفت رضابك بعد ما

قد ذقته من فيك إلا فاكا

وقال آخر:

يا رب إن قدّرته لمقبّل

غيري فللمسواك أو للأكؤس

وإذا قضيت لنا بصحبة ثالث

يا رب فلتك شمعة في المجلس

وإذا حكمت لنا بعين مراقب

يارب فليك من عيون النرجس

ومن أحسن ما قيل في الدعاء على المحبوب قول شهاب الدين بن غانم:

والله ما أدعو على هاجري

إلا بأن يمعن بالعشق

حتى يرى مقدار ما قد جرى

منه وما قد تم في حقي

وقال الآخر:

يا ذا الذي كل يوم

يزيد عقلي خبالا

ولهتني فيه حتى

أعاد رشدي ضلالا

أدعو عليك وقلبي

يقول يا رب لا لا

وقال الآخر وأحسن ما شاء:

قد قلت لامت حتى

أراك في العشق مثلي

وقلت في السر مني

لا يا رب لا تستجيب لي

وقال الآخر:

أيها المعرض صفحاً

عن خطابي وجوابي الضياع

لا أزال الله عمري

أو يريني بك ما بي

ربي فاجعله دعاء

خائباً غير مجاب

رق قلبي أن يرى

قلبك في مثل عذابي

وقال الآخر:

يا رب إن لم يكن في وصله طمع

ولم يكن فرج من طول جفوته

فاشف السقام الذي في طرف مقلته

واستر ملاحة خديه بلحيته

وقال الآخر:

كم جفاني فرمت أدعو عليه

فتوقفت ثم ناديت ذاهل

لا شفى الله طرفه من سقام

وأراني عذاره وهو سائل

وقال ابن سنا الملك:

أسر لطول أسري في يديه

فيغضب إذ أسر لطول أسري

سألت الله أن يبلى بعشق

فيصبح عاشقاً لكن لهجري

وقال ابن وكيع:

إن كنت تعلم ما بي

وأنت بي لا تبالي

فصار قلبك قلبي

وصرت في مثل حالي

بل عشت في طيب عيش

تفديك نفسي ومالي

دعوت إذ ضاق صدري

عليك ثم بدا لي

وقوله أيضاً:

فهم غالط مني فهماً

جاءني يسأل عما علما

مقسماً ما بلغته علتي

كاذب والله في ما زعما

رزق المظلوم منا رحمة

ثم لا أدعو على من ظلما

وقال ابن منقذ:

يا ظالماً يعرض عني إذا

دعوت غضبان على ظالمي

أظنه أنت وإلا فلم

تخشى دعائي دون ذا العالم

يا رب لا تسمعه فيه وإن

كان دعاء المغرم الهائم

وقال الآخر:

قلت لمحبوبي وقد مر بي

محبوبه كالقمر الساري

هذا الذي يأخذ لي طرفه

من طرفك الوسنان بالثأر

وقال الآخر:

ولما بدا لي أنه غير زائري

وإن هواه ليس عني بمنجلي

تمنيت أن يهوى سواي لعله

يقاسي مرارات الهوى فيرق لي

الباب العشرون

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي