ديوان الصبابة/ذكر الإشارة إلى الوصل والزيارة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ذكر الإشارة إلى الوصل والزيارة

ذكر الإشارة إلى الوصل والزيارة - ديوان الصبابة

ذكر الإشارة إلى الوصل والزيارة

أقول هذا باب عقدناه لذكر الزائر والمزور وما قيل فيهما من منظوم ومنثور وغير ذلك من عيادة الحبيب وما يستدل به عليه من روائح الطيب كما قيل:

لو أن ركباً يمموك لقادهم

نسيبك حتى يستدل بك الركب

نعم طالما أهدى الحبيب بزيارته سروراً وأمس له الفضل زائراً ومزوراً كما قيل:فلفضله فالفضل في الحالين له فالزيارة من الحبيب لا تمل ولو ألحق فيها الوابل بالطل ومن أحسن ما قيل في زيارة الحبيب وعوده من قريب قول العكوك:

بأبي من زارني مكتتما

خائفاً من كل شيء جزعا

زائراً نم عليه حسنه

كيف يخفي الليل بدراً طلعا

رصد الغفلة حتى أمكنت

ورعى السامر حتى هجعا

ركب الأهوال في زورته

ثم ما سلم حتى ودعا

وما أحسن قول المعتز:

زارني والدجى أحم الحواشي

والثريا في الغرب كالعنقود

وكأن الهلال طوق عروس

بات يجلى على غلائل سود

ليلة الوصل ساعدينا بطول

طول الله فيك غيظ الحسود

وقال الآخر:

زارت عله غفلة الرقيب

كظبية روعت بذيب

وكان وقت الوصال منها

أقصر من جلسة الخطيب

قال الشيخ العلامة علاء الدين مغلطاوي في كتابه الواضح المبين أنشدنا عبد العزيز بن سرايا الحلى لنفسه زاعماً أنها أصدق كلمة قالها الأواخر.

يقولون لي بالله ما أنت فاعل

إذا زرارك المحبوب قلت أ. . .

وقال يعقوب الشيباني:

قلت إذ زار من أحب وجنح الليل

روض أبدي النجوم نهاراً

ملك الحب زاره ملك الحسن

فزادا على الوجود اقتدارا

فافرشوا الورد أطلسا حين يمشي

واجعلوا عسجد الكؤس نثارا

واصرفوا حاجب الهلال فقد نم

يسري إلى العيون مرارا

واحجبوا أبيض الصباح وقولوا

لنجاشي الظلام كن برد دارا

وعلى ذكر البرد دارا ما أحسن قول الآخر دوبيت:

يا ليل بك الثناء والمدح يليق

إذ أنت لأهل العشق خل وصديق

إذ أنت جعلت برد دار الهم

لا تعط عليهم قط للصبح طريق

وقال ابن النبيه:

قلت لليل إذ حباني حبيباً

وغناء يسبي النهي وعقارا

أنت يا ليل حاجبي فامنع الصبح

وكن أنت يا دجى برد دارا

وما أحسن قول شمس الدين محمد ابن العفيف.

ومليح كالبدر زار بليل

فجلا حسنه الدجى إذ تجلى

ما درى منزلي ولكن قلبي

بلهيب الجوى هداه ودلا

وعجيب منه فقيه ذكي

بمحل النزاع كيف استدلا

وقال الآخر:

يا حبيبي وأنت ما

زلت بالوصل منعما

زرتني بعض ليلة

بت فيها مهموما

حين وليت غائبا

أفل البدر في السما

ليت شعري من الذي

من أخيه تعلما

وقال بشار بن برد.

يا أطيب الناس ريقاً غير مختبر

إلا شهادة أطراف المساويك

قد زرتنا مرة في الدهر واحدة

ثنّ ولا تجعلها بيضة الديك

قيل أن الديك يبيض في السنة بيضة ولهذا قال بشار ذلك وقال ابن الساعاتي في تاريخه في سنة ست وتسعين وستمائة باض ديك ببغداد وسألت جماعة عن ذلك فأخبروني به. قلت وأخبرني الآن بعض الصوفية المقيمين عندي بالصهريج أنه باض عندهم ديك بيضة صغيرة وجعل يصيح مثل الدجاجة ثم أقام بعد ذلك سبعة أيام ومات رجع الكلام وقلت أنا.

لي حبيب له حبيب مواف

كل يوم يأتي إليه مرارا

قلت زرني فقال حبي عندي

شغل الحلى أهله أن يعارا

وقلت أيضاً من قصيدة.

زار الحبيب ووجه الورد خجلان

فاصفر حين تثنى قده البان

قد كان ما كان من هجانه زمناً

وقد وفى الآن فالعذل لا كانوا

ما ضرني ضيق عيشي حين واصلني سم الخياط مع الأحباب ميدان

فصل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي