ديوان الصبابة/ذكر الحافظ محمد بن ناصر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

ذكر الحافظ محمد بن ناصر

ذكر الحافظ محمد بن ناصر - ديوان الصبابة

ذكر الحافظ محمد بن ناصر

من حديث مجالد عن الشعبي قال قدم عبد القيس على النبي ص وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه عليه السلام وراء ظهره وقال كانت خطيئة من مضى النظر وفي الكامل عن أبي هريرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحد الرجل النظر إلى الغلام الأمرد وكان سعيد بن المسيب يقول إذا رايتم الرجل يلح بالنظر إلى غلام أمرد فاتهموه وصرح الشيخ محي الدين النووي في المنهاج بتحريم النظر إلى وجه الأمرد بشهوة أو بغير شهوة وذكر الخطيب من حديث عبد الرحمن ابن وافد عن عمرو بن أزهر عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجالسوا أولاد الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلي الجواري العواتق. وكان إبراهيم النخعي وسفيان الثوري وغيرهم من السلف ينهون عن مجالسة الأمرد وقال النخعي مجالستهم فتنة وإنمائهم بمنزلة النساء حكى عن أبي سعيد الجزار وكان من المشايخ المعروفين بالزهد والعبادة أنه قال رأيت إبليس في منامي وهو يمر عني ناحية فقلت تعال فقال أي شيء أعمل بكم أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس قلت وما هو قال الدنيا ثم قال غير أن لي فيكم لطيفة قلت وما هي قال صحبة الأحداث فأخذت العصا لأضربه فقال أنا ما أخاف من العصا إنما أخاف من نور القلب. قال فتح الموصلي صحبت ثلاثين شيخاً من الأبدال كلهم يقولون إياك ومعاشرة الأحداث وحكى أبو عبد الله أحمد ابن الجلاد قال كنت أمشي مع أستاذي فرايت حدثاً جميل الصورة فقلت أترى يعذب الله هذه الصورة بالنار فقال أو نظرت إليه سوف ترى غبها قال فنسيت القرآن بعد عشرين سنة ومن المعلوم أن النظر إلى الأمرد يوقع في سكرة العشق كما قال تعالى عن عشاق الصور لعمرك أنهم لفي سكرتهم يعمهون فالنظر كاس من خمر والعشق هو سكر ذلك الشراب وسكر العشق هو أعظم من سكر الخمر فإن سكران الخمر يفيق وسكران العشق لم يفق إلا وهو من عسكر الأموات.

سكران سكرى هوى وسكر مدامة

ومتى يفيق فتى به سكران

أنشدني بعض مشايخ العصر:

يا من غدا بالمرد ذا لوعة

ما أنت في حبهم بالمصيب

في الخرد العين الذي تشتهي

منهم و يفضلن بحب الحبيب

وقال آخر:

حبك الغلمان إن أم

كنك النسوان غبن

إنما يفسق في الظه

ر إذا أعوز بطن

على أن عشق النسوان أيضاً والنظر إلى من لا يجوز النظر إليها فيه ما فيه مما لا يدرك تلافيه وقد ثبت في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال 'ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء' قلت ولا سيما نساء هذا الزمان من كل شمس خدر تطلع من قوادها بين قرني شيطان وغيرها ممن اشتغلت بالسحاق والخروج بعد زوجها من الباب أو الطاق كما قيل في معنى ذلك:

شغل المرد بالبدال وأضحى

نسوة الناس شغلهم بالسحاق

كل جنس بجنسه قد تكفي

فعزاء يامعشر الفساق

وحكى عن بعضهم أنه قال لجارية تساحق ارجعي إلى الحق فقال الحق بعض مرادي تريدان السحق بعض حروفه الحق وهذا من الأجوبة اللطيفة فما أحقها أن يقال في حقها:

مغرمة بالسحاق أضحت

تبكي عليه بكل عين

فما اكتفت في الهتوك إلا

تضيف إسحاق في حنين

حكى أن رجلاً دخل إلى بيت فوجد امرأتين وهما في السحاق فجذبه التي هي من فوق وقعد مكانها وقال هذا عمل يحتاج إلى حبال ورجال. وقال شيخنا زين الدين ابن الوردي في نساء أهل العصر هذا الشعر:

قولوا لمن تهوى السحاق الذي

حرمه الله و ما فيه خير

أخطأت يا كاملة الحسن إذ

أقمت إسحاق مقام الزبير

وقال آخر:

قل لمن تدعى السحا

ق إلى كم تساحقي

ليس يشفي غليلك

من جميع الخلائق

غير ذي الأصلع الفقي

ر الحليق الجوالق

وقال ابن سناء الملك:

يا هذه لاتستحي

مني قد انكشف المغطى

إن كان. . . تثا

ءب. . . قد تمطى

وقال بعض مشايخ العصر:

. . . إذا نديته

لحاجة تختص بي

قام لها بنفسه

ما هو إلا عصبي

وسألني بعض الأصحاب أن أنظم له مثل هذا فقلت واستغفر الله وأتوب إليه.

تأخرت لحيضها

قلت لها تقدمي

. . . هذا عصبي

يدخل معك في الدم

وقال بعض مشايخ العصر:

و كنت إذا رأيت ولو عجوزاً

بيادر بالقيام على الحرارة

فأصبح لا يقوم لبدر تم

كأن النحس قد ولى الوزارة

وقلت أنا:

يا. . . إن مر الحبيب مسلما

و أشار نحوك دون كل الناس

فانهض لخدمته و لأنك أحمقا

ما في وقوفك ساعة من بأس

وقلت أيضاً واستغفر الله العظيم من كل ذنب. ولما وفى في الصيام الحب أنشدني. . . وقال: اشترط ما شئت واحتكم فالأمر أمرك ما عندي مخالفة إن صمت صمنا وإن أفطرت لم نصم وحكى قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان بعد أن رد قول بعضهم.

و لقد قال لي صديقي لما

أن رآني أضرني الإفلاس

قم تسكع بذا العمود فهذا

. . . يرجى بمثله و يرأس

قلت قد كان ذا ولكن دهري

أهله كلهم لئام خساس

أين من كان عندهم يرفع

. . . وعلى الراحتين ثم يباس

أين من كان عالماً بمقاد

ير. . . الكبار مات الناس

فقال قيل أن الأمير فخر الدين ابن الشيخ رأى هذه الأبيات مكتوبة على ظهر كتاب بخط شرف الدين ابن قيم الشام فكتب تحتها من خلف مثلك ما مات وقال آخر:

زعموا أنني خسرت عليها

ليت شعري من أين تلك الخسارة

من مغل من ضيعتي من قماشي

من بقايا أموال تلك التجارة

حضرتني فقام. . . إذ ذا

ك يحاكى بقطينة أو خيارة

وقال آخر:

ويحك يا. . . أما تستحي

تخجلني ما بين جلاسي

تطلع من طوقي كذا عامداً

تنكس العمة عن رأسي

وقال ابن مطروح:

سألت من أمر ضنى

في قبلة تشفي الألم

فقال لالا أبداً

قلت له نعم نعم

فقال غصباً قلت لا

إلا سماحا وكرم

قال فسر أقلت لا

إلا على رأس علم

قال فخذها بالرضا

مني حلالاً و ابتسم

فلا تسل عما جرى

واستغفر الله و نم

الباب الثلاثون

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي