ديوان الصبابة/عود المحب كالخلال وطيف الخيال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

عود المحب كالخلال وطيف الخيال

عود المحب كالخلال وطيف الخيال - ديوان الصبابة

عود المحب كالخلال وطيف الخيال

وما في معنى ذلك

من رقة خصر الحبيب وتشبيه الردف بالكثيب

أقول هذا باب عقدناه لذكر من أدى به النحول إلى الذبول وأصبح كالطلل بين الطلول فهو من شدة الضر كما قال صردر:

وكم ناحل بين تلك الخيام

تحسبه بين أطنابها

فمحبوبه في الجفاء واحد كالألف وهو في رقته كالخيال يمشي إلى خلف.

ولما رأتني كعود الخلال

وجسمي كما ينسج العنكبوت

فقالت تموت إلي كم ت

. . . فقلت أني. . . إلى أن أموت

والعلم المشهور في هذا الباب قول المتنبي:

أبلى الهوى أسفاً يوم النوى بدني

وفرق الهجر بين الجفن والوسن

روح تردد في مثل الخلال إذا

أطارت الريح عنه الثوب لم يبن

كفى بجسمي نحولاً أنني رجل

لولا مخاطبتي إياك لم ترني

وقال أيضاً:

ولو قلم القيت في شق رأسه

من السقم ما غيرت من خط كاتب

وقال أيضاً:

إلام طماعية العاذل

ولا رأي في الحب للعاقل

يراد من القلب نسيانكم

وتأبى الطباع على الناقل

وإني لأعشق من عشقكم

نحولي وكل فتى ناحل

ولو زلتم ثم لم أبككم

بكيت على حبي الزائل

وقال المعمار

ترك اصفراري والنحول كلاهما

في العشق جسمي ينذر العشاقا

فكأنه ألف بخط مذهب

جعل الدجى أرقى له أوراقا

وقلت أنا من قصيدة:

كأن ضباب الأفق ند سرت به

نسيم الصبا من نحو أرض الأحبة

كأن الصدا بين الجبال متيم

ولم يبق منه غير صوت وأنة

وقال المتنقل:

إن جفاني الكرى وواصل قوماً

فله العذر في التخلف عني

لم يخل الهوى بجسمي شخصاً

فإذا جاءني الكرى لم يجدني

وقال ابن لؤلؤ:

وأرقني خيال من حبيب

ثناءت داره لما رآني

فمن سهري يلم فما أراه

ومن سقمي يطوف فما يراني

وقال محي الدين بن عبد الظاهر:

أيها الصائد باللحظ ومن

هو من دون الورى مقتنص

لا تسم طائر قلبي هرباً

إنه من أضلعي في قفصي

وقال مضر المغربي:

أذابه الحب حتى لو توهمته

بالوهم خلق لا عياهم توهمه

لولا الأنين ولوعات تحركه

لم يدره بعيان من يكلمه

وقال محاسن الشواء:

ضنيت وضن من أهوى بوصل

وعاداني الخيال وكان عائد

فأشبهت الذي للسقم نقصاً

وإن خالفته صلة وعارض

وقال الأرجاني:

ولولا سناها لم يروني من الضنى

ولا أصبحوا من أجلها خصمائي

ولكن تجلت مثل شمس منيرة

فلحت خلال الضوء مثل هباء

وقال آخر:

قد كان لي فيما مضى خاتم

فدق جسمي فتمنطقت به

وزاد بي السقم فلو زج

في مقلة النائم لم ينتبه

وقال أبو العتاهية:

لم يبق إلا القليل في

وما أحسبها تترك الذي بقيا

وقال آخر:

رأيت العاشقين لهم جسوم

براها الشوق لو نفخوا لطاروا

وقال بن عبد ربه:

ولما أن رأى أهلي سقامي

تجاوز حده حد السقيم

سددت منافس النسمات عني

مخافة أن أطير مع النسيم

وقال آخر:

وإذا عائد دنا لكلامي

لعبت بي أنفاسه في الفراش

وقال آخر:

عبثت به أيدي الضنى فكأنه

سر خفي في ضمير كتوم

أنحلني حبك يا متلفي

وزادني الشوق فلم أعرف

وذبت حتى لو رمى بي الهوى

في ناظر الناظر لم يطرف

وقال ناصر الدين الفقعسي:

يقول جسمي لنحولي وقد

أفرط بي فرط ضنى واكتئاب

فعلت بي يا سقم ما لم يكن

يلبس والله عليه الثياب

ومما ينخرط في هذا اليلك ما وصفت به الشعراء الخصر من الخول وقد بالغ ابن إسرائيل فيه حيث قال وأحسن في المقال:

واها على الخصر الرفيق وإنما

قطع الطريق حديثه الموثوق

خصر أدير عليه معصم قبلة

فكأن تقبيلي له تعنيق

وقال الشيخ صفي الدين الحلي:

مليح يغار الغصن عند اهتزازه

ويخجل بدر التم عند شروقه

فما فيه معنى ناقص غير خصره

وما فيه شيء بارد غير ريقه

قلت أخذه من قول بلدينا محمد بن العفيف التلمساني وأراد قصره على الحسن فقصر وجرى خلفه ليعثر على المعنى فاعثر عليه بل تعثر والفرق بينهما كما بين الأجاح والكوثر والخصر والخنصر ألا ترى قول ابن العفيف وحلاوة منطقه الظريف.

فكم يتجافى خصره وهو ناحل

وكم يتحالىريقه وهو بارد

وكم يدعى صوناً وهذي جفونه

بفترتها للعاشقين تواعد

وقال أيضاً:

شكوت إلى ذاك الجمال صبابة

تكلف جفني أنه قط لا يغفو

فلانت لي الأعطاف والخصر رق لي

ولكن تجافى الشعروا ناقل الردف

وقال أيضاً:

تلاعب الشعر على ردفه

أوقع قلبي في العريض الطويل

يا ردفة جرت على خصره

رفقاً به ما أنت إلا ثقيل

وعلى ذكر الردف ما أحسن قول الآخر:

للبدر من وجنته نكتة

وفترة في الظبي من طرفه

إذا مشى جاذ به ردفه

كأنه يمشي إلى خلفه

وقال الشيخ صفي الدين الحلي في مليح راقص:

جاء وفي قده اعتدال

مهفهف ما له عديل

قد خففت عطفه شمال

وثقلت جفنه شمول

ثم أنثى راقصاً بقد

تثني إلى نحوه العقول

يجول ما بيننا بوجه

فيه مياه الحيا تجول

ورنح الرقص منه عطفاً

خف به اللطف والدخول

فعطفه داخل خفيف

وردفه خارج ثقيل

وقال ابن رشيق:

أحمل أثقالي على ردفه

وأمسك الخصر لئلا يضيع

وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:

سألت النقا والبان يحكي لناظري

روادف أو أعطاف من طال صدها

فقال كئيب الرمل ما أنا حملها

وقال قضيب البان ما أنا قدها

الباب الخامس والعشرون

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي