ديوان الصبابة/قلة عقل العذول

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

قلة عقل العذول

قلة عقل العذول - ديوان الصبابة

قلة عقل العذول

وما عنده من كثرة الفضول

أقول هذا باب عقدناه لذكر من أكثر القيل والقال من العذال واستحق بامساك لحيته عند عذله نتف السبال وكيف لا وهو لكثرة فضوله وقلة محصوله يدخل الروح والجسد والوالد والولدج طالما أصبح بين المحبين قفا بين صفاعين لا يفتح له باب ولا يرد عليه جواب.

وأتعب من ناداك من لا تجيبه

وأغيظ من عاداك من لا تشاكل

وما التيه خلقي في الهوى غير أنني

بغيض إلي الجاهل المتعاقل

فليته استراح وأراح وصان عرضه المباح فقد أكثرت الشعراء في الرد عليه واعتذرت المحبون ل إليه كما قيل:

يا عاذلي في هواه

إذا بدا كيف أسلو

يمر بي كل وقت

وكلما مر يحلو

وكان يقال ليس من العدل سرة

العذل وكان يقال رب ملوم

لا ذنب له وكان يقال

لعل لها عذراً وأنت تلوم

فكم عاذل زاد المحب بعذله لجاجة

وجنوناً أكثر من الحاجة

لأبدلن هوى بلوم أنه

كالريح يغري الناس بالأحراق

وقال آخر:

وماعذولي ناهياً عنكم

لكنه بالصبر أمار

قال اسلهم إن لم تطق هجرهم

قلت النار ولا العار

وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:

يا من إذا باعت الأبصار أسودها

بحبة فوق خديه فقد ربحت

يزيدني العذل تبريحاً ألذ به

فليت عذال قلبي فيك لا برحت

وما أحسن قول بلدينا محمد بن العفيف التلمساني:

أسرفت في اللوم ولم تقتصر

وزدت في لومك يا ذا العذول

قد رضيت نفسي بمحبوبها

وإنما المولى كثير الفضول

وقال والده وأحسن ما شاء.

ولي على عاذلي حقوق هوى

شكري عليه ببعضها يجيب

لام فلما رآه هام به

فكنت في عشقه أنا السبب

وقال آخر:

قد اجتهد اللاحي وجاء يلومني

وزخرف لي زور الكلام بمينه

وقال أسل عن هذا وعد عن غرامه

فقلت له هذا الفضول بعينه

وحكى ابن وكيع أنه كان يهوى غلاماً نصرانياً بتنيس فلامه بعض أصحابه عليه ولم يكن رآه فاتفق أن الغلام مر بهما فلما رآه صاحب ابن وكيع استحسنه وقال لو عشقت هذا ما لمتك ولم يعلم أنه محبوبه الذي لامه عليه فقال ابن وكيع في الحال:

أبصره عاذلي عليه

ولم يكن قلبها رآه

فقال لو عشقت هذا

ما لامك الناس في هواه

قل لي إلى من عدلت عنه

فليس أهل الهوى سواه

فظل من حيث ليس يدري

يأمر بالحب من نهاه

وقال شيخ الشيوخ بحماة:

زعموا أني هويت سواكم

كذبوا ما عرفت إلا هواكم

قد علمتم بصدق مرسل دمعي

فسلوه إن كان قلبي سلاكم

قال لي عذلي متى تبصر الرشد

وتسلو فقلت يوم عماكم

وقال أيضاً:

أن قوماً يلحون في حب سعدى

لا يكادون يفقهون حديثا

سمعوا وصفها فلاموا عليها

أخذوا طيباً وأعطوا خبيثا

وقال أيضاً:

من منصفي من عاذل جاهل

يخون باللوم لمن لا يخون

إن قلت ما نصحك إلا أذى

قال وما عشقك إلا جنون

وقال محمد بن شرف القيرواني:

قل للعذول لو اطلعت على الذي

عاينته لعناك ما يعنيني

أتصدني أم للغرام تردني

وتلومني في الحب أم تغريني

دعني فلست معاقباً بجنايتي

إذ ليس دينك في المحبة ديني

وما أحسن قول الآخر:

يقول لي العاذل في لومه

وقوله زور وبهتان

ما وجه من أحببته قبلة

قلت ولا قولك قرآن

وما آخر

لقد راعني بدر الدجى بصدوده

ووكل أجفاني برعي كواكبه

فيا عاذلي دعني عساه يعود لي

ويا مهجتي صبراً على ما كواك به

وقال عرقلة:

قال العواذل ما الذي استحسنته

منه وما يسبيك قلت جميعه

وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة رحمه الله:

يا خيبة العاذل الذي قد

أطال في العذل واستطالا

عذبني ثم قال تسلو

عن حب ماما فقلت لالا

وقال أيضاً:

أيها العاذل الغبي تأمل

من غدا في صفاته القلب ذائب

وتعجب لطرة وجبين

إن في الليل والنهار عجائب

وقال القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر:

كم على عاذلي وكم لحبيبي

ذاك تكبيرة وذا تهليله

يا ثقاتي وأيت مني ثقاتي

أين من ينبغي إلي الوسيلة

أنا ميت فقبلوني إليه

فحياتي وحقه وتقبيله

وقال النور الأسعردي

أقول لعاذلي لما نهاني

وقد وجد المقالة إذ جفاني

علمت بأنه مر التجني

وفاتك أنه حلو اللسان

وقال أبو الفتح قادوس في الأكتاف

من عاذري في عاذل

يلوم في حب رشا

إذا طلبت وصله

قال كفى بالدمع شا

ومثله قول شيخ الشيوخ بحماة:

أغضب العشاق منه أنني

لم أبع في حبه رشدي بغي

قلت قد أضنيت جسمي قال قد

قلت كي تذهب روحي قال كي

وقال أيضاً

راموا فطامى عن هوى

غذيته طفلاً وكهلاً

فوضعت في جيبي يدي

وقلت خلوني وإلا

ومثله قول الوادعي:

يا لائمي في هواها

أفرطت في اللوم جهلاً

ما يعلم الشوق إلا

ولا الصبابة إلا

وما أحسن قول ابن سنا الملك في هذا المعنى:

أهوى الغزالة والغزال وربما

نهنهت نفسي عفة وتديناً

ولقد كففت عنان عيني جاهداً

حتى إذا أعييت أطلقت العنا

وقوله أيضاً:دنوت وقد أبدى الكري منه ما أبدى فقبلته في الخد تسعين أو إحدى وقوله أيضاً:

وظبي حكى ريم الفلا في نفاره

فما باله لم يحكه في التلفت

يدافعني عن وصله بتهجم

فيا ليته لو كان يدفع بالتي

وقال شيخ الشيوخ بحماة:

إليكم هجرتي وقصدي

وفيكم الموت والحياة

أمنت أن توحشوا فؤادي

فآنسوا مقلتي ولاتو

وقال ابن المعتز:

زاحم كمي كمه فالتويا

وافق قلبي قلبه فاستويا

وطالما ذاقا الهوى فاكتويا

يا قرة العين ويا همي ويا

وقال ابن مطروح:

والله لا خطر السلو بمهجتي

ما دمت في قيد الحياة ولا إذا

رجع الكلام في العذل. وقال الآخر دوبيت

لما نظر العذال وجدي بهتوا

في الحال وقالوا لوم هذا عنت

مانحسب إلا أننا نعذله

يسمع من يعقل من يلتفت

وقال الآخر:

قالوا اسله واطرح هواه

فقد بدا كذبه وأفكه

فقلت بالله لا تطيلوا

والله والله ما أفكه

وما أحسن قول شهاب الدين ابن الخيمي رحمه الله:

وعذول رابني في نصحه

كلما زدت إبا زاد لجاجا

ما عذولي قط إلا عاشقاً

ستر الغيرة بالعذل وداجى

وقال آخر:

لو رأى وجه حبيبي عاذلي

لتفارقنا على وجه جميل

أنشدني الشيخ برهان الدين القيراطي:

ذهب العمر بلوم

وصدود من غزال

في سبيل الحب عمر

ضاع في قيل وقال

وقال الشيخ إبراهيم بن المعمار:

لو رأى حسن وجهه

عاذلي في التبسم

ذهبت روحه كما

قيل في دور درهم

وقال أيضاً:

لح العذول ولامني

فيمن أحب وعنفا

فهممت ألطم رأسه

مما ملئت تأسفا

لكنما زلقت يدي

وقعت على أصل القفا

ومات أظرف قول النور الأسعرديك

وقالوا دع المعشوق واهجره دائماً

ألم تره بعد الملاحة ينتف

أينتف من أجلي ويتعب دائماً

واهجره تالله ما أنا منصف

وقال آخر:

قل للعذول أطلت اللوم في قمر

يزيد في كل يوم حسنه نورا

إن كنت تزعم ما في حسنه عجب

قم فانظر الورد في خديه منثورا

وقال محيي الدين البغدادي

إن لامني من لا رآه فقد

جار على الغائب بالحكم

وإن لحاني من رأه فقد

أضله الله على علم

وقال البهازهير:

أنت الحبيب الأول

ولك الهوى المستقبل

عندي لك الود الذي

هو ما عهدت و أكمل

القلب فيك مقيد

ه الدمع فيك مسلسل

يا من يهدد بالصدو

د نعم تقول وتفعل

قد صح عذرك في الهوى

لكنني أتعلل

قل للعذول لقد أطل

ت لمن تتول وتعذل

عاتبت من لا يرعوي

وعذلت من لا يقبل

غضب العذول أخف من

غضب الحبيب و أسهل

وقال أبو العتاهية لقيت أبا نواس في المسجد الجامع فعذلته وقلت له ما آن لك أن ترعوي وتزدجر فرفع رأسه إلي وقال:

أتراني يا عتاهي

تاركاً تلك الملاهي

أتراني مفسد بال

نسك عند القوم جاهي

فلما ألححت عليه في العذل أنشأ يقول:

لاترجع الأنفس عن غيها

ما لم يكن منها لها زاجر

فوددت أني قلت هذا البيت بكل شيء قلته وقال جويان القواس.

أصغي إلى قول العذول بجملتي

مستفهماً عنه بغير ملال

لتلقطي زهرات ورد حديثكم

من بين شوك ملامة العذال

قلت هذا هو العاشق والمحب الوامق ألا تراه كيف صغى إلى عذوله الفاعل الصانع وجنى من عذله جني النحل ممزوجاً بماء الوقائع فهو في هذا المقام من الإثبات كما قال أبو الشيص من أبيات.

أجد الملامة في هواك لذيذة

حباً لذكرك فلتلمني اللوم

وقال ابن رشيق وقد زاد على أبي الشيص في قوله هذا ابن جابر الخزاعي حيث يقول:

هددت السلطان فيك وإنما

أخشى صدودك لا من السلطان

أهوى الملامه فيك حتى لو درى

أخذ الرشا مني الذي يلحاني

حسبي لقول الناس بعد منيتي

هذا قتيل في وداد فلان

فلأنفقن عليك عمري كله

ولأعشقن عليك كل هوان

قلت والذي أقوله أنا في هذا المقام أن صاحب هذا الكلام غريم الغرام ونديم كؤس المدام ألا تراه كيف بالغ حتى جعل للعذول جعاله فأصبحت حالته كما قيل ضغث على أباله فهو كما قال بعض السادات من أهل الولايات لو لم تعلم العوام ما في قلوبنا من حلاوة العفو لتقربوا إلينا بالجنايات ومثل قوله هددت بالسطان قول الآخر:

وإن نذرت فيك العشية قتلتي

فللموت عندي في هواك سلام

ومن أعجب الأشياء خوفي في الهوى

ولي كل يوم في حماك حمام

وقلت أنا:

عاذل بالغ في عذله

وقال لما هاج بلبالي

بعارض المحبوب ما تنتهي

قلت ولا بالشيب والوالي

وقلت أيضاً:

عذلوا على من رام قتلي في الهوى

فكلامهم ضرب من الهذيان

جهلوا وما علموا بأن الطعن في المح

بوب غير الطعن في الميدان

وقلت أيضاً:

كم خالف العذال قولي في الذي

في كل يوم حسنه يزداد

أن قلت أمسي في الملاحة مفرداً

قالوا تثنى عطفه المياد

وقلت أيضاً:

يا عاذلي لا تلمني

في حب هذا القبطي

واقطع بوصل بيننا

بالله رأس القط

وقلت أيضاً

مليح الترك لا سيما الخطابي

عليه الشيخ يعذر للتصابي

فدعني من ملامك يا عذولي

فحبي للخطا عين الصواب

وقلت فيمن اسمها حكم الهوى:

حكم الهوى صدت فبت لأجل ذا

ولهان من فرط الصبابة والجوى

يا عاذلي لا تلمني في حبها

نفذ القضاء وهكذا حكم الهوى

وقلت:

أقول لظبي قلبه يشتكي الأسى

هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوى سهل

نصحتك علماً بالهوى والذي أرى

مخالفتي فاختر لنفسك ما يحلو

وقلت من قصيدة:

وازنت ميلي للعذول وقده

فرأيت ميلي للقوام رجيحا

يا عاذلي لا صافحتك يد النوى

حتى توسد في التراب صفيحا

ولقد نصحت بني الصبابة في الهوى

لكنهم لا يقبلون نصيحا

وقلت: من قصيدة مدحت بها مولانا السطان الملك الناصر.

فيا من جاء يعدل مستهاما

على حلو الشمائل ما أمرك

وقلت: أيضاً من قصيدة أمدحه بها خلد الله ملكه مطلعها.

لك من حبيبك ما تحب وتشتهي

فاجعل مدامك من مقبله الشهي

وإذا بدا لك ثغره متبسماً

فاضحك على ذقن العذول وقهقه

وقلت: أيضاً من قصيدة أرسلتها إلى مولانا قاضي القضاة تاج الدين السبكي بدمشق الشام.

يا ساكني السفح لي في حكيم سكن

وأنتم في سويدا القلب سكان

دمعي يزيد كباناس لعبدكم

والعاذلون على ثوراء ثيران

ومنها

قد كان ما كان من هجرانه زمناً

وقد وفى الآن فالعذال لاكانوا

أنا الذي لاأبالي في الغرام بما

يروي فلان ولا ما قال فلتان

ومنها:

برهنت حسن الذي أهوى وقلت له

ما للعذول على ما قال برهان

ما لامني مذ رآني في الهوي رجبا

بمزح شعبان فما رمت شعبان

تنبيه كانت أسماء الشهور عند العرب غير هذه الأسماء المستعملة الآن لأنهم كانوا يسمون رجب الأصم ويسمون شعبان العاذل وبهذا يظهر معنى قولي في البيت الأخيرعلى أن الشعراء استعملوا هذا المعنى قديماً وحديثاً ومن أحسن ما سمعت فيه.

وشادن مبتسم عن حبب

مورد الخد مليح الشنب

يلومني العاذل في حبه

وما دري شعبان أني رجب

وقلت أنا أيضاً:

يسطو علي من الدلال كأنه

غازان إذ يسطو على حرمانه

إن ردني عنه قضيب قوامه

فأنا القتيل بلحظه وبيانه

إني وحقك في هواه متيم

صب غداً رجباً على شعبانه

وقولهم سبق السيف العذل هو مثل من أمثال العرب يضرب في الأمر الذي لا يقدر على رده وأصله أن سعداً وسعيداً ابني ضبة ابن أد خرجا في طلب أبل لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد فكان أبو ضبة إذا رأى رجلاً مقبلاً قال أسعد أم سعيد ثم أنه في بعض مسيره أتى إلى مكان ومعه الحرث بن كعب في الشهر الحرام فقال له الحرث قتلت ههنا فتى هيئته كذا وكذا وأخذت منه هذا السيف فتناوله ضبة فعرفه فقال أن الحديث شجون ثم ضره فعذله فقال سبق السيف العذل فتداولت الشعراء ذلك ونظموه. ومن أحسن ما سمعته فيه قول السراج الوراق:

قلت إذ جرد لحظا

حده يدني الأجل

يا عذولي كف عني

سبق السيف العدل

وعلى ذكر العذل والملام ذكرت قول أبي نواس في المدام:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء

وداوني بالتي كانت هي الداء

قال المفضل الضبي دخلت على الرشيد يوماً فقال دلني على بيت أوله أكثم بن صيفي في إصابة الرأي وجودة الموعظة وآخره أبقراط في معرفة الدواء فقلت يا أمير المؤمنين لقد هولت علي فقال هو قول أبي نواس:

دع عنك لومي

البيت قلت وبقى

لهذا البيت حكاية لطيفة حكاها الحريري في درة الغواص عن حامد بن العباس أنه سأل علي بن عيسى في ديوان الوزارة عن دواء الخمار وقد علق به فأعرض عن كلامه فقال ما أنا وهذه المسألة فجعل حامد منه ثم التفت إلى قاضي القضاة أبي عمر فسأله عن ذلك فتنحنح القاضي لإصلاح صوته ثم قال الله تعالى 'وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا'. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'استعينوا على كل صنعة بصالحي أهلها' والأعشى هو المشهور بهذه الصناعة في الجاهلية وقد قال:

وكأس شربت على لذة

وأخرى تداويت منها بها

ثم تلاه أبو نواس فقال:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء

وداوني بالتي كانت هي الداء

فأسفر حينئذ وجه حامد وقال لعلي بن عيسى ما ضرك يا بارد أن تجيب ببعض ما أجاب به قاضي القضاة وقد استظهر في جواب المسألة بقول الله تعالى أولاً ثم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ثانياً وبين الفتيا وأدى المعنى وتبرأ من العهدة فكان خجل على ابن عيسى من حامد بهذا الكلام أكثر من خجل حامد منه لما ابتدأه بالمسألة. وقال الشيخ صدر الدين ابن الوكيل.

إن الذي جعل الهموم عقاربا

جعل المدام حقيقة درياقها

لم يصلب الراووق إلا عندما

قطع الطريق على المدام وعاقها

ومعنفي في الخمر لو قد ذاقها

ما لامني لكنه ما ذاقها

قال أطرح صفراء يطفي خمرها

لهب القلوب إذا اشتكت احراقها

فأجبته ذقها وخذ من بعد ذا

في طرق لومك إن أردت فراقها

وقد أنصف شيخ الشيوخ بحماة حيث قال:

أعاذلي ليس مثلي من تفنده

وليس مثلك مأموناً على عذلي

ما دمت خلواً فما تنفك مهتماً

أعشق وقولك مقبول علي ولي

وقال الآخر:

لو تعلم الورق حنيني نحوكم

لمزقت من طرب أطواقها

ولو يذوق عاذلي صبابتي

صبا معي لكنه ما ذاقها

حكي أن السلطان صلاح الدين قال يوماً للقاضي الفاضل لنا مدة لم نر فيها العماد الكاتب فلعله ضعيف أمض إليه وتفقد أحواله فملا دخل القاضي إلى دار العماد الكاتب وجد أشياء أنكرها في نفسه مثل آثار مجالس أنس وطيب ورائحة خمر وآلات طرب فأنشده:

ما ناصحتك خبايا الود من رجل

مالم ينلك بمكروه ومن العذل

محبتي فيك تأبى ان تسامحني

بأن أراك على شيء من الذلل

الباب الثالث عشر

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي