ذاك العقيق وهذا دونه ملل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذاك العقيق وهذا دونه ملل لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة ذاك العقيق وهذا دونه ملل لـ ابن هتيمل

ذاكَ العَقيقُ وَهَذا دُونَهُ مُلَلُ

فاعكِف فَما مِن عُكُوفٍ فيهما مُلَلُ

وَما يَضُرُّكَ أن أبكي عَلى طَلَلُ

دَمي ودَمعي بِهِ مِن أهلِهِ طَلَلُ

تُرجَى اندِمالُ جُرُوحِ المَشرَفيِّ وَفي

قَلبي مِنَ البَينِ جُرحٌ لَيسَ يَندَمِلُ

إيّاكَ تَسألُ عَن رُوحي فَهُم عِوَضٌ

مِنها وَهُم بَدَلٌ ما بَعدَهُم بَدل

هَيهاتَ أينَ فَراغي مِن مَحَبَّتِهِم

لا أكذِبُ اللهََ لي عَنهُم بِهِ شُغل

وَفي القِبابِ الغَوادي اللاَّتي قَد بُنيَت

مِنَ القُلُوبِ على حافاتِها كَلَل

وَحُرَّةٍ كَمَهاةِ الرَّملِ إن سُلِبَت

عَنها الثّيابُ كَساها الفاحِمُ الرَّجلُ

مَجدُولَةٌ كَقَضيبِ التِّبرِ مُدمَجَةٌ

فيها اعتِدالٌ وَفي أعطافِها مَيَل

تُصمي القُلُوبَ بِقَوسٍ ما لَها وَتَرٌ

غَيرَ الجُفُونِ وَعَينٍ كُحلُها الكَحَل

بَيضاءَ يَهتَزُّ أعلاها إذا خَطَرَت

ليناً وَيرتَجُّ في أثوابِها الكَفَل

تُدمي النَّواظِرُ خَدَّيها إذا سَفَرت

مِنَ النّقابِِ فَكَيفَ الضَّمُّ والقُبَلُ

إذا المُحِبُّ جَنَى ناريجَ وَجنَتِها

بِاللَّحظِ عَصفَرَها التَّوريدُ والخَجَلُ

إليكَ ما أنا مِن لَهوٍ وَمِن غَزَلٍ

وَلَّى الشَّبابُ فَوَلَّى اللَّهوً والغَزَل

خَلِّ الإقامَةَ لِلرّاضي بِمَنقَصَةٍ

إنَّ الإقامَةَ أسرٌ غُلُّهُ قَمِلُ

فَما يُقَرِّبُ لي عِزّاً وَيُبعِدُني

مِنَ التَّذَلُّلِ إلاَّ الأينُقُ الذُّلُلُ

يَأبَى لِنَفسيَ أن تُغضي عَلى مَضَضٍ

قُلبٌ أحَدُّ وَرَأيٌ ما بِهِ خَلَلُ

إن كانَ عُمريَ مَوقُوتاً إلى أجَلٍ

فَلَيسَ يَقطَعُهُ شَيءٌ وَلا يَصِلُ

ما لي وللِنّاسِ زادَتني جَهالَتُهُم

عِلماً وَفَضلاً بِما قالُوا وَما فَعَلوا

عُميٌ وَحُولٌ عَنِ الشَّمسِ التي طَلَعَت

دامَ العَمَى لَهُمُ ما دَمتَ والحَوَلُ

قَيَّدتُ باليَأسِ ذَودي عَن مَطامِعِهِم

فَلَيسَ لي ناقَةٌ فيها وَلا جَمَلُ

دَع حاسِدي والَّذي تُخفيهِ أضلُعُه

فالوَردُ أقتَلُ شَيءٍ شَمَّهُ الجُعَلُ

كَم ظَلَّ يَجمَعُ رُوقيهِ لينطَحَني

وَما يُفيدُ بِنَطحِ الصَّخرَةِ الوَعِلُ

البَدرُ أشرَفُ قَدراً في سَعادَتِهِ

مِن أن يُماثِلَهُ المِرّيخُ أو زُحَلُ

حسبي غنى وكفاني كل نائبة

أني على الله والمهدي متكل

القاسِميِّ الذي لا شَيءَ يَنقُصُهُ

مِنَ المَثالِبِ إلاَّ أنَّهُ رَجُل

والعارِضُ الهَطِلُ المُحيي بِدَيمَتِهِ

ما لَيسَ يَجمَعُ فيه العارِضُ الهَطِلُ

خَيرُ ابنِ أمٍ إلى عِرقِ التُّرابِ أباً

فَخماً وَأفضَلُ مَن يحفَى وَيَنتَعِلُ

مُرٍّ وَحُلوٌ إذا كَيَّفتَ حالَتَهُ

في الحربِ والسِّلمِ فَهُو الصّابُ والعَسَلُ

بَحرٌ يَطِمُّ عَلى العافي عَوارِفُهُ

ما مِن مَواهِبِهِ الضَّحضاحُ والوَشَلُ

وَضَيغَمٌ غِيلُهُ في كُلِّ قَسطَلَةٍ

بِيضُ القَواضِب والخِطَّيَّةِ الذَّبُل

حَذارِ تًلقاهُ والهِنديّ في يَدِهِ

فَإنَّهُ أجَلٌ في كَفِّهِ أجَلُ

لا يَنتَحي لَكَ مَطلا في مَواعِدِه

ولا يَصُدُّكَ عَن أموالِهِ العِلَلُ

شَجاعَةٌ وَسَماحٌ لا يُداخِلُهُ

في الشَّرِّ والخَيرِ جُبنٌ لا وَلا بُخُل

كَأَنَّ فَيضَ يَدَيهِ فَيضُ غاديَةٍ

وَطفاءَ صَيِّبَةٍ شُؤبُوبُها وَبَلُ

يُلقي الرِّجالُ إليهِ الأمرَ إن جَهِلُوا

فيهِ الصَّوابَ وإن أعَيَتهُمُ الحيَلُ

أبقَى الحسينُ مِنَ المهدي ما فَخُرت

بِهِ الأواخِرُ عَن عَدنانَ والأُولُ

اللهُ جارُكَ حَتَّى لا تُمَدَّ يَدٌ

إلاَّ وَفي كَفِّها عَن نَيلِكُم شَلَلُ

أمّا حَضُورُ وَيَوماها اللَّذانِ بِها

كانا لَكُم فيهِما صِفّين وَالجَمَلُ

مَثُلتَ للتُّركِ في جَرداءَ لَو صَدَقَت

فُرسانُها جَبَلاً لَم تَمثُلِ الجَبَلُ

أقبلتَهُم غُرَرَ الخَيلِ الجيادِ وَقَد

أتَتكُمُ بِجُنُودٍ ما لَها قِبَلُ

ثُم انثَنَى وائِلاً تَغلِبه رَدعتُهُ

عَلى الحقيقَةِ إنَّ النَّكسَ لا يَئِلُ

يَرعاكَ بالطَّرفِ شَزراً وَهوَ مُنهَزِمُ

فاعجَب لأحولَ ما في عَينِهِ حَوَل

يَفديكَ أنكدُ ما في وَجهِهِ بَلَلٌ

مِنَ العُبُوسِ وَلا في كَفِّهِ بَلَلُ

إذا بَقيتَ وأبقَتكَ الخُطوبُ لَنا

فَكُلُّ داهيَةٍ تأتي بِها جَللُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذاك العقيق وهذا دونه ملل

قصيدة ذاك العقيق وهذا دونه ملل لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي