ذكرى ليالي الهوى العذري تصبينا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكرى ليالي الهوى العذري تصبينا لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة ذكرى ليالي الهوى العذري تصبينا لـ ميخائيل خير الله ويردي

ذِكرى لَيالي الهَوى العُذرِيِّ تُصبينا

وَمَدمَعُ الرُّوحِ يُغني عَن مَآقينا

وَما الصَّبابَةُ إِلاّ سِحرُ فاتِنَةٍ

تَلاعَبَت بِفُؤَادٍ عاشَ مِسكينا

فَظّنَّ نارَ الهَوى لَهواً وَتَسلِيَةً

وَظَنَّ نُورَ الهُدى طِفلاً يُناغينا

وَحُسنُ ظَنِّكَ بِالغاداتِ مُعجِزَةٌ

يا لَيتَ مَن قالَ لا أَعطى البَراهينا

أَطَلعَةُ البَدرِ أُولِعنا بِرَونَقِها

أَم قامَةُ الرُّمحِ لانَت مِثلَهُ لينا

صالَت عَلَينا بِها حَتّى إِذا فَتَكَت

بِمُجَةِ الصَّبِّ أَولَتهُ الرَّياحِينا

وَلَيسَ يُجديهِ نَفعاً زَهرُ رَوضَتِها

كَفاهُ مِن حُرقَةِ الأشواقِ تَكفينا

عَشِقتُ مِنها ذَكاءً جَلَّ مُبدِعُهُ

كَأَنَّهُ البَرقُ بِاللألاءِ يَسبينا

وَرَنَّةً بِجَمالِ الصَّوتِ عالِقَةً

صَفاؤُها عَن شَجِيِّ اللّحنِ يُغنينا

فَإِن تُحَدِّث رَوَت أَو أَرسَلَت مَثَلاً

نَثراَ وَشِعراً وَإِنشاداً وَتَلحينا

وَما دَرَت ما الهَوى حَتّى نُعاتِبَها

فَكُلُّ عُشاقِها الماضينَ باكُونا

وَبابُها عامِرٌ بِالقادِمينَ فَإِن

رَمَتهُمُ بِلِحاظٍ لا يَفرُّونا

جَمعٌ مِنَ المُغرَمِينَ المُخلِصينَ لَها

تَلقاهُمُ لِلمَنايا مُستَعِدِّينا

لَو أَنَّها صَحِبَت جَيشاً لِمُعتَرِكٍ

وَنادَتِ النَّصرَ صاحَ الجَيشُ آمينا

فِدىً لِعَنَيكِ إِن متنا بِلا أَمَلٍ

فَكَيفَ إِن كُنتِ بِالمَحيا تُمَنّينا

فَيا حَياةً رَشَفنا مِن غَضارَتِها

مُنىً ضُروباً وَلَذَّات أَفانِينا

قولي برَبِّكِ هَل تَرضَينَ عَن أَحَدٍ

فَالعاشِقونَ عَلَى لَيلى يُغَنّونا

فَلَم تُجِب وَلَعَلَّ الحَظَّ حَيَّرَها

عِشرونَ صَبّاً عَلَى قَلبِ يُصَلُّونا

وعُدتُ أَشكو الهَوى وَالصَّحبُ رَدَّ مَعي

تَخَيَّري الآن مِنّا مَن تَشائِينا

فَأَطرَقَت وَأَجابَت سَوفَ أَسأَلُكُم

وَالقَلبُ يَقضي بِما أَنتُم تَقولونا

ماذا يُهَيءُ لي مَن لَم يَفُز بِيَدي

فَما غَدَت حُرَّةٌ زَوجاً لِعِشرينا

فَبَعضُهُم قالَ إِن مُتنا بِغًيرَتِنا

فَقَتلُ مَن فازَ ثَأرٌ لَيسَ يَكفينا

وَبَعضُهُم قالَ بَل نَقتَصُّ مِنكِ فَلَن

نَموتَ إِلاّ مَعاً ما لَم تُراضِينا

وَواحِدٌ قالَ بَل أَقضي عَلى أَمَلي

فَالرَّأيُ رَأيُكِ وَالمَولى يُداوِينا

فَكَم عَطَفتِ عَلَى غَيري وَعذَّبَني

مِنكِ الصُّدودُ فَقَرَّبتُ القَرابِينا

أَقسَمتُ بِالحُبِّ لا أَلقاكِ هائِمَةً

حَيرى تُلاقِينَ مِنّا ما تُلاقينا

وَمُنيَتي أَن تَظَلّي العُمرَ هانِئَةً

فَاستَلهِمي الحُبِّ حُكماً وَاعدِلي فينا

أُعيذُ قَلبَكِ أَن يُمنى بِلاعِجَةِ

وَإِن عَرَفتِ الهَوى العُذرِيَّ فَارثينا

وَغادِرينا فَلا نَلقاكِ بَعدئِذٍ

وَاستَحلفي طَيفَكِ أَن لا يُوافينا

وَساعِديني عَلَى قتلِ الهَوى بِيدَي

فَكَثرَةُ الصَّدِّ بِالسُّلوانِ تُغرينا

بانَت وَبِناَّ كَأَنَّ النَّأي يَنفَعُها

وَدارَةُ الحُبِّ مازالَت تُنادينا

وَالدَّمعُ ما زالَ يَهمي مِن مَحاجِرها

حَتّى بَراها فَعادَت نَحوَ نادينا

أَسمَعتُها مِن فُؤادي خَيرَ فَلسَفَةٍ

وَلَم تَجِد بَعدَ لأي مَن يُدانِينا

وَعِفَّتي نَوَّرَت أَرجاءِ مُهجَتها

وَلَقَّنتَها الهَوى العُذرِيِّ تلقينا

فَلَستُ أُبدي لِمَن أَهوى مُصانَعَةً

وَالحُرُّ مَن دانَ إِنصافاً كَما دِينا

فَفَضَّلَتني عَلَى العُشاقِ كُلِّهِمِ

لأَنَّني عِشتُ في حَرِّ الهَوى حينا

وَأَرسَلَت دَمعَةً ذابَت لِرُؤيَتِها

حُشاشَتي فَنَسِيتُ العَقلَ وَالدِّينا

وَقُلتُ يا قَلبُ أَسرِع وَاستَعِدَّ لَها

أَجابَ دَعني فَلَستُ الآن مَفتونا

رضىً وَسُخطٌ وَتَقديرٌ وَعَربَدَةٌ

تَناقُضٌ مُذهِلٌ ذُنا بِهِ الهُونا

تُرى أَتُرضيكَ يا ابنَ الفَنِّ عابِثَةٌ

لَم تَكتَرِث لِكُنوزِ العَبقرَيِّينا

لَو أَنَّها حَفِظَت لِلبَدرِ رُتبَتَهُ

لَما تَكتَرِث لِكُنوزِ العَبقَرِيِّينا

وَلَو أَحَبَّت بَديعَ الشِّعر لأَتَّخَذَت

حِماهُ مَغنىً وَهامَت باِالمُغَنِّينا

وَلَو تَسامَت إلى أَفلاكِنا لَشَدَت

لَيسَ الأُباةُ لِمَن ذَلُّوا مُساوِينا

فَلَستُ مُستَرجِعاً ذِكرى مَوَدَّتِنا

حَتَّى أَرى مِن هُدانا ما يُسَلِّينا

نارُ الهَوى كَهرَباءٌ لَوَّعَت كَبِدي

مَن يا تُرى مِن أَذى العَينَينِ يَشفينا

فَلا غُصونُ النَّقا رَدَّت مَباهِجَنا

وَلا الرِّياضُ وَلا الأوتارُ تُلهينا

وَلا اتَّخَذنا بَدِيلاً عَن هَواكِ هَوىً

فَبَعدَ نُورِ الهُدى لا بَدرَ يُصبينا

وَلا اختِياراً تَجَنَّبناكِ عَن كَثَبٍ

لكِن عَدَتنا عَلَى كَرهٍ عَوادينا

وَالآنَ ما زِلتُ أَرجو خَيرَ تَرضِيةٍ

فَالحُبُّ إِن كانَ زَقُّوماً وَغِسلينا

لا خَيرَ فيهِ فَمَن يَحفَظ كَرامَتَهُ

يَجِد بَديلَ الهَوى وَرداً وَنِسرينا

لي مِن شَبابي شَفيعٌ ما استَجَبتِ لَهُ

وَمِن جَمالِ فُنوني ما يُؤَاسِينا

وَمِن تَأَلُّقِ فِكري ما يُخَلِّدُ لي

في قِمَّةِ المَجدِ كُرسِيّاً وَقانونا

فَإن أَرَدتِ لَنا صَفواً وَتَسلِيَةً

صَفحتُ عَمّا رَأَيناهُ بِماضِينا

وَالحُبُّ روحانِ لا جِسمانِ فَاتَّخِذي

مِن دَولَةِ الرّوحِ ما يُبقي تَصافينا

وَهَل أُحِبُّكِ في دارِ الخُلودِ إِذا

لَم نَبتَنِ الدّارَ في الدُّنيا بِأَيدينا

زَهرُ الرُّبى زالَ أَمّا ذِكرُهُ فَغَدا

عِطراً يَفوحُ كَأَرواحِ تُناجينا

لا تَحسَبيهِ ظِلالاً لا بَقاءَ لَها

زَهرُ الرُّبى يا أُمَيمَ القَلبِ يُحيينا

فَشارِكي خالِداً أَو فَاعمَلي عَمَلاً

يُرضي الخُلودَ فَحُبُّ الأَرضِ يُفنينا

وَنَبِّهي الغيدَ أَن يَأخُذنَنا مَثَلاً

فَقَد يَنَلنَ ضِياءً مِن لَيالينا

وَقَد يَجِدنَ بِما ذُقناهُ مَدرسَةً

تَكفي المُحِبّينَ إِرشاداً وَتَبيينا

يا لَيتضنا لَم نَبِت إِلاّ عَلَى أَملٍ

وَلَم نُلاقِ عَذاباً ظَلَّ يُشقينا

وَلا تَرَكنا الهَوى حَتّى يُفَرِّقَنا

مِن حادِثِ الدَّهرِ ما يُؤذي المُحِبّينا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكرى ليالي الهوى العذري تصبينا

قصيدة ذكرى ليالي الهوى العذري تصبينا لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها اثنان و ستون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي