ذكر المتيم للأحبة مألفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكر المتيم للأحبة مألفا لـ الستالي

اقتباس من قصيدة ذكر المتيم للأحبة مألفا لـ الستالي

ذكر المتيّم للأحبة مألفا

فسقى معاهدَه الدُّموع الوُكَّفا

وبكى بحرّ صبابةٍ زمنَ الصِّبا

أسفاً عليه وحقّ أن يتّأسَّفا

ما كان أطيبَ عيشنا وألذَهُ

لوساعدَ الزَّمنُ الخَؤون وأنصفا

أيامَ نلهو بالنّعيم المجتّنى

ونقرّ عيناً بالنَّديم المُصطَفى

ونحلّ حافاتِ اللَّواء ونرتعي

فيها ربيعاً للوصال وصيّفا

ونزورَ من سربِ الأوانس والحمى

رشَأً أغرَّ مُقرطَقاً ومُشنَّفا

حيثُ الجفون مريضُهنَّ تخالُه

في ضعف نظرتِه سقيماً مُدنَفا

بهج يميس غضاضةً وبضاضةً

غَنِجٌ يتيهُ تَدلُّلاً وتَطَرُّفا

رخص الشّوى فإذا أشار بكفِّه

أهدى بناناً بالخضاب مُطَرَّفا

يَفترُ عن بَرد كأنّ رضابَهُ

صفو السّلافة طيِّبٌ أن يُرشفا

وبه يهز فناً كسته يدُ الصِّبا

وشياً من الحسنِ البديع مُفَوَّفا

ويُقل مثل الدَّعص حشوَ إزارهِ

كفلاً يكادُ يبُتّ خَصراً أهيفا

ويُرجِّل لفرعَ الأثيثَ مضَمَّخاً

بالمسكِ بين قُرونِهِ ومُعَكّفا

يا صاحبيَّ أفّى تذكّر عاشقٍ

عهدَ الحبيب ملامَةٌ فَيُعنَّفا

مستَعبرٌ شَرِق بماءِ جفونهِ

أبداً يفيضُ مَرَقرَقاً ومُكَفكَفا

ولقد رآى لونَ المشيب فما أرعَوَى

وبكى فأقْرَح ناظريه فما اشْتَفى

ويَريبني صدُّ الأوانس بعدَما

قد كُنت أعهدها ورآئمَ عُطَّفا

إذ فيّ أبهجة الشباب وغرَّة

تجْزي الحَبيب إذا تدلّل أو جَفا

ومتى أشأْ نَبَّهتُ أُغيد فاتراً

نشوانَ من سُكر الدَّلال مهَفْهَفا

فرشفت من شَفتيه أشنَب صَافياً

شَبِما نازعني سُلافاً قَرْقَفا

حتّى إذا قذفت بنا أيدي النّوى

بالبين عن دار الأحبة مَقْذَفا

ألقى الزّمان على رياضٍ مياسِري

بَركاً فغادرهنَّ قاعاً صَفصفا

فنظمت من درَر المعاني حليةً

ونسَجتُ من حبر القوافي مُطْرَفا

وسلكتُ لجَّ البحر في سَيَرانِهِ

وقطَعتُ جَوز المهمه المتعَسَّفا

وصحبتُ آمالي وكلّفتُ السّرى

شُعثا لواغبَ في الأزمّةِ شنَّفا

حتى أزور أبا المغيرة طالباً

منه السّماحةَ والشَّجاعةَ والوَفا

أعني مُحمّد بنَ قَحطان الَّذي

بسط النّدى وله الفناء المقتفى

ورثَ العُلى وبنى لهُ آباؤهُ

بيتاُ على شرف السّماك مُشرّفا

وهو الذي حسُنت جميع صفاته

وتجلّ أخلاقٌ له أن توصَفا

لأبي المغيرة أنعُمٌ مُعتَادَة

أبداً نوءُ الكواكب أخلَفا

طلقُ اليدين بماله عن شيمةٍ

منه إذا بعضّ الرّجال تَكَلّفا

متَطلَّبُ حسنَ الثناءِ يعُدُّهُ

عِوَضاً له ممّا أفاد وأتلفا

حسنُ البديهة مبدعٌ من فكره

حِكما أرقَّ من الهواء وألطَفا

ومهذبٍ فطن خطيب مصَقع

ذلق اللّسان يخال سيفاً مُرهفا

ويسلَّ رأياً بالذّكاءِ مُجَرَّداً

ويهز غصناً بالمضاء مثقَّفا

وإذا الحروبُ تبادرت أقرانها

لقي الأسنَّة حاسراً أو أكشَفا

قسماً بوفد الكعبة الحرم اغتدوا

يسعون بين المروتين إلى الصّفا

وأليّةً بالرّائحات إلى مِنى

عوجاً يزرنَ محصّبا ومعرَّفا

لأبي المغيرة خسر شمسٍ لم يزَلْ

في آل قحطان أعزّ وأشرَفا

أصبحت يا ابن المعالي أوحداً

لا زلت في سبل العُلى متصرَّفا

وإليكها عربيّةً حلّيتها

دراًّ من الأدب الفصيح مؤلَّفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكر المتيم للأحبة مألفا

قصيدة ذكر المتيم للأحبة مألفا لـ الستالي وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن الستالي

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده (ستال) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه. عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما (سمد) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني. يمتاز شعره بالجودة، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني. (له ديوان - ط)[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي