ذكر المعاهد في العقيق وما جرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذكر المعاهد في العقيق وما جرى لـ كاظم الأزري

اقتباس من قصيدة ذكر المعاهد في العقيق وما جرى لـ كاظم الأزري

ذكر المعاهد في العقيق وما جرى

فجرت مدامعه عقيقاً أحمرا

دمن لهوت بها وأيام الصبا

كالغصن عاوده الشباب فاثمرا

كانت وكنا لا نراع بحادث

ولنا من الأيام أن نتبخترا

ويلاه من فلك قضى دورانه

أن لا نرى منه الذي كنا نرى

أيام تشرق بالخدود كأنها

زهر أصاب من السحائب ممطرا

أيام ترشفنا النعيم زجاجة

ماء الحياة بها يرى متفجرا

يسعى بها ذو وجنة قمرية

يشفي الغليل بها ويجلوا المنظرا

للَه نفس متيّم جشمتها

خطط الغرام ورمت أن تتبصرا

رامت من المقل النجاة فما نجت

ما كل واردة أصابت مصدرا

قالوا جنيت فقلت أي جناية

لهوى النفوس بما عليها قدرا

خلوا فؤادي والغرام فإنه

لا ذنب للإنسان في قدر جرى

يا أيها القمر الذي حركاته

في كلّ آونة تزين الأعصرا

أنظر إلي ولا تسل عن حالتي

فالعين ليس يفيدها ما لا ترى

يا حاديي تلك الركاب عشية

جدّ الهوى فترفقا بي تؤجرا

إن تسرقا لي نظرة أحيا بها

فكأنما أحييتما كل الورى

كم ليلة عانقت بيض ظبائها

وعناقها بالبيض منعقد العرى

صافحت فيها كل صفحة وجنة

نلت الجنان بها وذقت الكوثرا

والنفس تأنس حيث حل حبيبها

ولو أنها باتت مجاورة الثرى

ولقد ذكرت الخيل يوم طرادها

والشمس تلتثم القتام الأكدرا

فوقفت ما بين الأسنة والظبي

ظمآن أرتشف النجيع الأحمرا

والعيش في شرف النفوس ومن يهن

كان الحمام به أحق وأجدرا

كم سرت في طلب المعالي موعياً

عزماً تضيق لديه أوعية السُرى

قلقلت فيه ركائباً تعشو إلي

نار الوغى وتصد عن نار القرى

وهززت أطراف الرماح لغارة

هصرت لي العود الذي لن يهصرا

إن التأخر في الأمور هو الردى

أو ما ترى عصر المشيب تأخرا

لو كان معنى الجبن شخصا بارزاً

لم تلق خلقاً منه أسوء منظرا

فإذا حلمت حلمت لا عن ذلة

لكن لي معنى بذاك مقدرا

وإذا غضبت نفخت في قصب القنا

فأحلتها في الحال جمرا مسعرا

إياك من غضب الحليم فإنه

كالنصّل صيّره الصقال مجوهرا

ولربّ صاعقة أتت من ممطر

والنار قد تلج القضيب الأخضرا

ولقد أقول لبائس يشكو الأذى

متأسفاً من دهره متحسّرا

خفض عليك فلا تكن قلق الحشا

إن الظلام يعود صبحاً مسفرا

تشكو الزمان وفي الزمان ندى الذي

لولا مس الحصباءَ أصبح جوهرا

فلقد أذمَّ من الخطوب سميدع

ذمم المكارم عنده لن تخفرا

إيه فصبغة كلّ علم أصبحت

أمة لأعلم من رأيت ومن ترى

هو صبغة اللَه الذي اكتحلت به

عين السواد من العراق فأبصرا

هو صبغة اللَه التي حيّا بها

زحل الزمان فصار بدرا نيّرا

الفاضح الحكاء بالحكم التي

وقف الكمال ببابها متحيّرا

لم تثنه في الجود لومة لائم

أرأيت بالجبل النسيم مؤثّرا

تجري المكارم من مواقع بأسه

فتخال عذب الماء من حجر جرى

زانت مكارمه المكارم كلّها

فكأنها كانت لعين محجرا

وأغر في مرآة جوهر علمه

أمست وجوه الغيب أوضح ما يرى

نالت به الأيام أوفر حظها

للَه من وجد النصيب الأوفرا

قيسَ الوجود به فكان كماله

كفاً وكان العالمون الخنصرا

يا من به صور المكارم أبصرت

والدهر لولا الشمس لم يك مبصرا

أأقيس جودك بالمكارم كلّها

من قاس بالذهب الصعيد الأغبرا

لم تجر خيلك في ميادين النّدى

إلا أثرت من المكارم عثيرا

إني رأيت لك الحوادث غلمة

لو رمتَ أهداها إليك تصورا

أبدلت بالقلم الحسام فلم تزل

تبري يداك به الوشيجَ الاسمرا

أعددت منه كتائباً ملكيّة

تثني بأيسرها العديد الأكثرا

قلم إذا أرسلته في مشكل

وافاك عن نبأ الغيوب مخبّرا

يجري فلا يمضي الزمان مضاءه

ما كل منصلت يقد المغفرا

للَه عصرك فاز منك بسؤدد

كنت الأنام به وكان الأعصرا

ولقد رفلت من العلى بموشح

لو مسّ ترب الأرض أصبح عنبرا

طبع الزمان على هواك فأصبحت

تلقي ضمائره إليك المضمرا

ولك اليد البيضا الكريمة لم تكن

إلا ثريا الجود في فلك الثرى

بحر لو إنّ البحر يشبه وردها

لم يهد للوراد إلا جوهرا

بأبي انفرادك في العلوم كأنما

قلم العلوم بغير لوحك ما جرى

يا آل بيت اللَه عزّ مقامكم

عن أن يقال وجلّ عن أن يذكرا

لكم الحديث حديث قرآن العلى

يتلو من الآيات ما لا يفترى

إن كان علم الناس أصبح عارضاً

فعلومكم كانت لذلك أبحرا

لمعت لكم في المكرمات بوارق

لو شامها قيظ الزمان لا مطرا

تاللَه ما نشر السماحة ريحه

إلا وجدت لها المكارم عشيرا

أنت الذي نبهت راقدة الهدى

من بعد ما عبثت بها سنة الكرى

ولكم كففت من الحوادث راميا

من بعد ما جذب القسبيّ فأوترا

يا موجباً بذل الجوائز إذ غدا

لكتاب آيات السماح مفسّرا

حاشا لجودك أن تجود بأصغر

والدهر نال بك الفخار الأكبرا

يا آخذاً بيد الندى من أمة

تركته متلول الجبين معفّرا

إن يحيى فيك اللَه دارسة العلى

فكذاك يحيي اللَه بالماء الثرى

من ذا يحاول وصف شأوك كلّه

لا بل يجل ثناك عن أن يحصرا

ولقد وقفت ببابه أنا والورى

كل تحير عن مداه وفصرا

لو يشتري ذاك الثناء شريته

لكن من الأشياء ما لا يشتري

أو ما ترى الإنسان يحسب هاذياً

في القول إن بسط الكلام فأكثرا

هذا كتاب غلا جعلت ختامه

من غيبة الأسرار مسكا أفذرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذكر المعاهد في العقيق وما جرى

قصيدة ذكر المعاهد في العقيق وما جرى لـ كاظم الأزري وعدد أبياتها أربعة و سبعون.

عن كاظم الأزري

كاظم بن محمد بن مهدي بن مراد الوائلي البغدادي الشهير بالأزري. شاعر فحل، من أهل بغداد، يقال له شاعر أهل البيت. أشهر شعره قصيدة مطلعها: لمن الشمس في قباب قبابها، تزيد على ألف بيت. وله ديوان -ط مرتب على الحروف أكثره مدائح في أهل البيت، وقصيدة من المدائح النبوية خمّسها جابر بن عبد الحسين الربعي الكاظمي، وسماها قرآن الشعر الأكبر - ط.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي