ذلك البدر كنت أدري مصيره

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذلك البدر كنت أدري مصيره لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة ذلك البدر كنت أدري مصيره لـ ميخائيل خير الله ويردي

ذلِكَ البَدرُ كُنتُ أَدري مَصيرَه

بَينَ قَومٍ لا يَستَحِقُّونَ نُورَه

فَكَأَنّي نُبِئتُ مِن عالَمِ الغَيبِ

خَفاياه أَو قَرَأتُ سُطورَه

وَتَمَعَنَّتُ في لحَقائِقِ مِثلَ النَّاسِ

لكِن سَبَقتُهُم بِالبَصيرَه

فَأَتَيتُ الوَرى بِكُلِّ صَريحٍ

وَأَتَوني بِتُرَّهاتٍ كَثيرَه

لَيتَ شِعري أَكُلَّما أَحزَنوا الحَقَّ

تَعَهَّدتُ أَن أَرُدَّ سُرورَه

أَو أَقاموا لِلبُطلِ سوراً تَصَدَّيتُ

لِبُطلانِهِم فَهَدَّمتُ سُرورَه

ها أنا سائِرٌ وَحَولي أُناسٌ

يَمنَعونَ عَن كُلِّ حُرٍّ مَسيرَه

يَحجُبونَ الضِّياءَ عَن كُلِّ راءٍ

أَيُّ مِسكٍ صانَ الخِباءُ عَبيرَه

أَيُّها العَبقَرِيُّ لا تَخشَ شَرّاً

عاشِقُ الشَّرِّ مَن يُغذّي جُذورَه

نَكَدُ الأرضِ ناجِمٌ عضن بنَيها

رُبَّ أُمٍّ مِن وِلدِها مُستَجيرَه

أَنكَروكَ وَعذَّبوكَ طَويلاً

مَن تُرى يَطمِسُ البُدورَ المُنيرَه

سَوفَ يَلقَونَ مِنكَ خَيرَ جَزاءٍ

يَومَ تَستأسِدُ الظِّباءُ الغَريرَه

وَسَتحيا بِالرَّغمِ عَنهُم قَريراً

عالَمُ الفِكرِ لا يَخُونُ أَميرَه

قيلَ إِنّي مُشاغِبٌ في سَبيلِ الحَقِّ

وَالعَدلِ قُلتُ نِعمَ الوَتيرَه

ذاكَ فَخري وَذاكَ سِرُّ جمالي

وَأَجَلُّ الجَمالِ طُهرُ السَّريرَه

فَدَعِ الغانِياتِ يُحيينَ ذِكري

حينَ يَروينَ لِلوَرى خَيرَ سيرَه

قَد عَشِقتُ الجَمالَ أَنَّى تَبَدَّى

فَوَجَدتُ الجَمالَ يَهوى نَظيرَه

والجَمالُ الكَمالُ فَارثِ لِصَبٍّ

إِن تَراءَى لَهُ جًَمالٌ بِصورَه

فَهوَ يَغدو كَالطِّفلِ قَلباً فَيَهوى

ما يَراهُ وَلَيسَ يَدري شُرورَه

أَيُّ حُسنٍ مِنَ المَثالِبِ خالٍ

أَيُّ عَينٍ بِسِرِّ نَفسي خَبيرَه

إِنَّ شَرَّ الجَمالِ ما لَعِبَ

التَّضليلُ في كُنهِهِ وَأدرَكتَ زورَه

أَوَ لَيسَ التَّضليلُ عَيباً مَهولاً

وَذَوُوهُ اللِّئامُ شَرَّ عَشيرَه

لَيتَ مَن يَملِكُ الجَمالَ يُخَلّيهِ

بَريئاَ مِنَ العُيوبِ الخَطيرَه

وَيُغَنّي مِثلَ المَلائكِ لَحناً

يَملأُ الدُّنيا بِالأغاني النَّثيرَه

قُل لِبَدرِ الدُّجى سَميرِ اللَّيالي

يا حَبيبَ النُّجومِ وَالحُبُّ جيرَه

لا تَلُمها فَمَن أَحبَّت وَحيداً

حَفِظَت عَهدَهُ وَوَفَّت نُذورَه

لَيتَ مَن رَدَّدت غَرامَكَ سِرّاً

أَظهَرَت حُبَّها وَرَوَّت بُذورَه

لَيتَها أَدركَت هُيامَكَ بِالرُّوحِ

فعاشَت عَلَى هَواكَ قَريرَه

لَيتَها شارَكتكَ في الوَحيِ وَالإبداعِ

يا ذا الرُّؤى وَكانَت مُشيرَه

لو رَعَت عَهدَكَ الكَريمَ لَباتضت

في ظِلالِ المُنى أَعَزَّ سَميرَه

وَا عَذابي مِن فاتِنٍ حَسِبَ

الإخلاصَ بَغياً وَالمَكرُماتِ جَريرَه

تاهَ في مَهمَهِ الضَّلالِ فَلَم أَدرِ

أَأَبقى حَتّى المَماتِ أَسيرَه

أَم أَمُدُّ يدي فَأَسحَقُ في قَلبي

هَوىً ثائِراً وَأَكسِرُ نيرَه

عِزَّةُ النَّفسِ أَدرَكَتني فَخَلِّ الدَّهرَ

يُفني تِلكَ الأَماني الحَقيرَه

وَدَعِ الكُرهَ يَطرُدُ الحُبَّ حَتَّى

يَتَلاشى فَيَملِكَ الكُرهُ دروَه

ثُمَّ يَأتي النِّسيانُ بَعدَ سُكُونِ الحالِ

مُستَطلِعاً وَيُلقي سُتورَه

أَوَ لَيسَ النِّسيانُ خَيراً مِنَ العَفوِ

عَنِ اللُّؤم وَالنُّفوسِ الصَّغيرَه

فَيُجازى في دَولَةِ الرُّوحِ عاتٍ

لَم تَكُن روحُهُ بِروحي جَديرَه

حَدِّثوني عَنِ المَحاسِنِ في الزَّهرِ

فَمِثلي يَهوى الرِّياضَ النَّضيرَه

وَيُثيرُ الحَنانَ فيهِ غِناءٌ

يا لَروحٍ يَهوى الفُنونَ المُثيرَه

أَتُرى تُصبِحُ الحَياةُ نَعيماً

عِندما المُدَّعي يُقاضي ضَميرَه

ليتَ نَفسي عِطرٌ يُطيِّبُ دَهري

لَيتَ فَنّي الجَميلَ كانَ أَثيرِه

لَرَأَى النّاسُ مِن بَساطَةِ روحي

ما يُنيرُ الدُّنيا كَشَمسِ الظَّهيرَه

وَيُقيمُ السَّلامَ في الأرضِ حَتَّى

يَسعَدَ المَرءُ في الحَياةِ القَصيرَه

تَعَبٌ كُلُّها الحَياةُ فَهَلاّ

تُدرِكُ المُنتَهى العُيونُ الحَسيرَه

أَيُّها العَبقَرِيُّ لا تَبكِ فَالنَّوحُ

كَبيرٌ عَلى النُّفوسِ الكَبيرَه

إِنَّني أَكبتُ الكَآبَةَ حَتَّى

يَغرَقَ القَلبُ بِالدُّموعِ الغَزيرَه

وَلَعَلَّ الدُّموعَ تَغسِلُ حُزني

حينَما تَقضي الذِّكرَياتُ المَريرَه

ذِكرَياتُ الجَهولِ مَن أَبصَرَ

الحُسنَ وَوالاهُ ثُمَّ جافى بُدورَه

وَاستَعاضَ النًّجومَ عَنها بَديلاً

آمِلاً مِن أَضوائِها أَن تُنيرَه

مَن أَضاعَ البَدرَ المُنيرَ سَيَحيا

نادِماً يَشتَكي اللَّظى وَسَعيرَه

فَجَميعُ النُّجومِ لا تُدرِكُ البَدرَ

جَمالاَ وَلا تُضارِعُ نُورَه

هَذِهِ قِصَّةٌ سَمِعنا صَداها

فَسَأَلنا عَنها القُلوبَ الكَسيرَه

فَأَجابَت لا تَسأَلوا الأسَدَ الوَرد

بَياناً فَقَد سَمِعتُم زَئيرَه

فَهَتَفنا لَكِنَّهُ كَهَزارٍ

فَرَّ مِن أَسرِهِ فأَبدى حُبورَه

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذلك البدر كنت أدري مصيره

قصيدة ذلك البدر كنت أدري مصيره لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي