ذهبت ايام الشباب سراعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذهبت ايام الشباب سراعا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة ذهبت ايام الشباب سراعا لـ جميل صدقي الزهاوي

ذهبت ايام الشباب سراعا

فوداعاً لهن ثم وداعا

كان لي كلما صبوت فاد

لجت كنجم يلقي عليّ شعاعا

لم اكن ادري قبلما خف ينأى

ان فيه على الرحيل زماعا

يوم اني القويّ اهبط وهدا

ناً فساحاً له واعلو تلاعا

سوف ابكي لو كان يجدى بكائي

املاً بعد ان تقرب ضاعا

ذهب العيش فيه عني حلواً

آه لو كان رده مستطاعا

كان ذاك العيش الذي لم يدم لي

حلماً مر طيفه خداعا

لست انسى جمال تلك الليالي

وان اخترن عن بقاعي بقاعا

ان للذكريات في قلب من فا

رق ما كان قد احب انطباعا

وكأن السنين قد كن ايا

ماً وتلك الايام قد كن ساعا

كان ذاك الشباب مثل ربيع

منبت من انواره انواعا

زهره باسم للحن القماري

فيلذ الانظار والاسماعا

حبذا اللهو اذ دعاني اليه

نزوان الصبا فكان مطاعا

قد حمدت الشباب اذ كان غضا

وذممت المشيب والاوجاعا

ليس هذا القتير في مفرقي ال

لا سحاباً ما ان يريد انقشاعا

انا من بعد ما وهنت من الش

شيب بناء جدرانه تتداعى

حيثما التفت اليه اشاهد

فيه شقاً يخيفني وانصداعا

محزني ان ارى لحبل حياتي

عن قريب من الزمان انقطاعا

ثم من بعد ان اقيم بقبري

لا ارى من شمس النهار شعاعا

انه حفرة من الارض في البط

ن وان كان الظهر منه يفاعا

بئس مثوى المعززين على ال

أرض ضريح يبلي الكلى والنخاعا

وارى بين الموت وهو امامي

وحياتي في كل يوم صراعا

امهلتني الصروف حيناً من الد

دَهر فلما أتين جئن سراعا

وكأني ارى حفيري بعيني

فاغراً فاه يبتغي لي ابتلاعا

وارى ايدياً تحاول دفني

ثم اني لا استطيع دفاعا

ليس من حبي للمنية اني

ان دنت مني اصبعاً ادن باعا

بل هو الشيب والكآبة وال

أمراض يمشين بي اليها سراعا

يحمل الشيخ في الحياة اماني

وقلباً الى الصبا نزاعا

ان قلب الشيخ الكبير كطفل

لم يشأ عن غلوائه اقلاعا

ليس ما للحياة من رونق في

نظر الشيخ الهمّ الاّ خداعا

انا بين الشيوخ لم انفرد في الذ

ذب عنها فان لي اشياعا

كلنا يسعى ان يعيش سعيدا

كلنا يهوى بالحياة انتفاعا

لا اخاف المنون فهو اذا ما

لاح لي القاه بوجهي شجاعا

انه سنة الطبيعة لا تش

هد فيما به تجيء ابتداعا

هل ينافي شجاعتي انني اح

رص ان لا تمضي حياتي ضياعا

ايها العيش انت لست على لو

ن فخير ساعا وشر ساعا

لا تكون الحياة في كل وقت

للألى يرغبون فيها متاعا

ولو ان المنون لم يك حقاً

لاخترعناه للحياة اختراعا

ليس للحملان الشقية في ال

أرض سلام حتى تكون سباعا

طالما في الفناء فكرت فار

تعت وما كان الظن ان ارتاعا

يجد المرء في البقاء على الار

ض لحاجات نفسه اشباعا

اقنعت نفسي بالبقاء ضميري

ولعقلي لم تستطع اقناعا

سدلت حسناء الطبيعة عن

بخل علي وجهها الجميل قناعا

انما هذه الحياة شرار

من زفير الاثير ثار فشاعا

ولها اسرار عن العقل تنبو

انا لا ادعى عليها اطلاعا

لم يضر رأيي في الحياة فتيلا

انه لا يرى له اشياعا

رب رأى للفرد كالسيف ماض

يخرق المأثورات والاجماعا

لا اود المقلدين سواهم

ولقد تنكر الطباع الطباعا

انا لو كنت املك اليوم حر

رية نفسي اذعت ما لن يذاعا

وتجاهرت بالحقيقة مثنى

وثلاثاً من بعده ورباعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذهبت ايام الشباب سراعا

قصيدة ذهبت ايام الشباب سراعا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها خمسون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي