ذوو الجهالة في هذا الورى عدم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ذوو الجهالة في هذا الورى عدم لـ محمد البيضاوي الشنكيطي

اقتباس من قصيدة ذوو الجهالة في هذا الورى عدم لـ محمد البيضاوي الشنكيطي

ذَوُو الجهالَةِ فِي هَذَا الوَرَى عَدمٌ

مَحضٌ وإِن كلَّ فِي إِحصائِها القَلَمُ

لاَ يفقَهُونَ وَإِن كَانُوا بأَفئِدَةٍ

صُمٌّ وليسَ عَلَى آذانِهِم صَمَمُ

عُميٌ وإِن كانَ في أحداقِهِم بَصَرُ

بُكمٌ وإِن بانَ من أفواهِهِم كَلِمُ

لَو فكَّرُوا لاستبانُوا أنَّهُم نَعَمٌ

بل هُم أَضلُّ ولكِنَّ النُّهَى قَسَمُ

فزِينَةُ الغُمرِ شينٌ وانتباهَتُهُ

نومٌ وصِحَّتُهُ فِي ذاتِهِ سَقَمُ

والقَلبُ مازَ بِهِ الإِنسانَ خالِقُهُ

لكنَّهُ دُونَ عقلٍ مُضغَةٌ ودَمُ

مَن فاتهُم نُورُ عِلمٍ تستَنِيرُ بِهِ

أبصارُهُم في دُجَى الجهلش البهِيمِ عَمُو

فهوَ الجَلاَءُ لمِرآةِ العُقولِ إِذَا

تراكمَت فوقَها الأصداءُ والظُّلَمُ

مصالِحُ الدينِ والدُّنيَا بِهِ انتَظَمت

فالخيرُ منتشِرٌ منهُ ومنتظِمُ

إنَّ السِّنينَ إِذَا ضنَّت بمَولِدِ ذِي

فهمٍ وإِن كَثُرت أبناؤُها عُقُمُ

مَن لم يُبيِّض بسِيما العِلمِ جَبهَتَهُ

يندَم إِذَا ابيضَّت الأذقَانُ واللِّمَمُ

وحُقَّ للمزدَرَي علماً يَسُودُ بِهِ

والرَّأسُ أسودُ أن يعتادَهُ النَّدَمُ

والجيلُ إن يخلُ من علمٍ حقِيقَتُهُ

لا شيءَ فَهوَ سرابٌ مرَّ أَو حُلُم

إن عَدَّ لَم يُحصِ ما لِلِّهِ مِن نِعَمِ

ونعمَةُ العِلمِ لم تُعدل بِها النِّعَمُ

ما أحسَنَ الجَوهَرَ العِلميَّ ينشُرُهُ

وقد تلقَّتهُ أَيدى الطَّالِبِينَ فَمُ

وأبهَجَ المجلسَ الدَّرسيَّ تشهَدُهُ

أشتاتُ قومٍ لَنَفيِ الجَهلِ تلتَئِمُ

بَنِي عشائِر آخَى الدرسُ بينَهُم

فَيَا لَها رَحِماً ما مثلَها رَحِمُ

لا يكسبُ العلمَ إِلاَّ من تعلَّمَهُ

وما تعلَّمَ إِلاَّ من لَهُ هِمَمُ

بَنِي المغاربَةِ الغُرِّ الكِرامِ تعلَّ

مُوا فبَينكُمُ المِدرَاسُ والنَّظِمُ

وَقَد تدلَّت قُطوفُ العلمِ دانِيَةً

وطابَ للوِردِ منهُ المشرَبُ الشَّبِمُ

بالأمسِ في الغَربِ مرفُوعٌ لَهُ خَطرٌ

واليومَ فِي الحوزِ منصُوبٌ لَهُ عَلَمُ

فِي ظلِّ مَن طَيَّبَ المولَى أُرُومَتَهُ

فما يُزاحِمُهُ في فضلِهِ أرَمُ

وزَيَّنَ اللهُ جِيدَ الصَّالِحاتِ بِهٍ

فَصَانَ دولَتَهُ عن كلِّ ما يَصِمُ

وحارَبَ الجَهلَ بالعِلمِ الصَّحِيحِ فَه

ذَا العِلمُ مُنتَصِرٌ والجَهلُ مُنهزِمُ

فأنجُمُ الثَّانويَّاتِ الثَّلاثِ تُضي

ءُ فِي الدَّياجِي الغواشي حبَّذا النجمُ

مَن باسمِ إِدريسَ في فاسٍ مُباهيةٌ

أساسُها أدبٌ جُدرانُها حِكَمُ

واليوسُفيَّةُ في ثَغرِ الرِّبَاطِ وَذِي ال

مُحمديَّةُ في الحمراءِ تبتَسِمُ

وما لمنهُومِ علمٍ نافعٍ شِبَعٌ

من مُجتناهُ كما لا يشبَعُ النَّهِمُ

تَثَبَّتُوا وضعُوا الأقدَامَ راسَخَةً

فما تثبَّتَ مَن زلَّت بِهِ قدَمُ

لا يخدعَنَّكُمُ صخَّابَةٌ عَجِلٌ

يصيحُ خصماً ولا يلفَى بِهِ حَكَمُ

يُلقِي على البُلهِ من سَفسافِه جَدَلاً

فتحسَبُ الشَّحمَ فِيمن شحمُهُ وَرَمُ

تَخيَّرُوا سُفُناً تُنجِي مَدَارِكَكُم

فعِلمُ ذَا القرنِ كالدَّأماءِ مُلتَطِمُ

خُذُوا مِنَ العصرِ ما أَنمَى خلائِقَكُم

فالجِلُّ مَن عِلمُهُ تنمو بِهِ الشِّيَمُ

وارعَوا فضائِلَ في آبائِكُم قَدُمَت

فالفضلُ فِي الخَلقِ لا يُزرِي بِهِ القدَمُ

دُومُوا على الدَّرسِ لا يقطَعكُمُ سَأمُ

فَآفَةُ الطَّالِبِ التَّقطِيعُ والسَّأمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ذوو الجهالة في هذا الورى عدم

قصيدة ذوو الجهالة في هذا الورى عدم لـ محمد البيضاوي الشنكيطي وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن محمد البيضاوي الشنكيطي

محمد البيضاوي الشنكيطي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي