رأت والليل قد سدل الرواقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأت والليل قد سدل الرواقا لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة رأت والليل قد سدل الرواقا لـ لسان الدين بن الخطيب

رأتْ واللّيْلُ قد سَدَلَ الرِّواقا

شُعاعَ البرْقِ يأتَلِقُ ائْتِلاقَا

وحقّقَتِ الوَميضَ وميضَ نجْدٍ

فهاجَ فؤادَها نجْدٌ وشاقَا

ونازَعَها الزِّمامُ فَما ثَناها

وعارَضَها العِقالُ فما أطاقَا

تَقولُ ليَ السُّراةُ وقدْ أجَدَّتْ

أخَبْلاً تشْتَكي قُلْتُ اشتِياقا

إلى عُمَرَ بن عبْدِ اللهِ حنّتْ

رِكابِي فهْيَ تسْتَبِقُ اسْتِباقا

إلى الغَيْثِ الذي إنْ شحّ غيْثٌ

فمِنْ يمْناهُ ينْدَفِقُ انْدِفاقا

إلى اللّيْثِ الذي راعَ الأعادِي

وأمّنَ رِفْقُ سِيرتِهِ الرِّفاقا

إلى حبْرِ السّياسَةِ لا يُجارَى

ولا يَبْغِي مُعارِضُهُ اللِّحاقَا

إلى الفَطِنِ الذي لوْلا نَداهُ

إذا ما جُسْتَهُ خِفْتَ احْتِراقا

إلى قمَرِ الوِزارَةِ جلّلَتْهُ

إياةُ السّعْدِ نوراً واتّساقَا

وَحيدُ الفضْلِ مُشتَرَكُ الأيادِي

بمَيْدانِ العُلا حازَ السِّباقا

إذا نسَقَ الحَديثَ الرّطْبَ قُلْنا

أهَذا الشّهْدُ أمْ أحْلَى مَذاقا

وإنْ ذُكِرَتْ مَفاخِرُهُ ابْتَدَرْنا

مهَبَّ الطّيبِ يُنْتَشَقُ انْتِشاقا

مَرينِيُّ النِّجارِ فَلا ادِّعاءً

تَقولُ إذا مدَحْتَ ولا اخْتِلاقا

ومَنْ كأبِيهِ عبْدِ اللّهِ رأياً

إذا ما المُعْضِلُ انْطَبَقَ انْطِباقا

لَعَبْدُ اللّهِ في الوِزارَةِ مهْما

تُذوكِرَ خيْرُ مَنْ ركَضَ العِتاقَا

ظَهيرُ الأمْرِ والقِدْحُ المعَلّى

وأكْرَمُ مَنْ نَضا البِيضَ الرِّقاقَا

غَدَتْ عُلْياهُ فوْقَ البَدْرِ تاجاً

وللجوْزاءِ قدْ مثَلَتْ نِطاقَا

لقدْ غَدَتِ الوِزارةُ منْكَ تُزْهى

بمَنْ رقّتْ سَجاياهُ وَراقا

وسيْفُ المُلْكِ أنتَ وأيُّ سيْفٍ

كَفى الأزَماتِ دونَ دَمٍ أراقَا

ركِبْتَ الهَوْلَ في سُبُلِ المَعالي

فَلُقّيتَ السّعادَةَ والوِفاقَا

ضرَبْتَ الصّخْرَ فانْفجَرَ انْفِجاراً

ضرَبْتَ البَحْرَ فانْفرَقَ انْفِراقا

وِزارَتُكَ التي حقّاً تُهنَّى

فَما هَدَراً وَلِيتَ ولا اتِّفاقا

فلَمْ تَزْدَدْ برُتْبَتِها عُلُوّاً

ولمْ تزْدَدْ بنِعْمَتِها ارْتِفاقَا

ولكِنْ بعْضُ حقِّكَ قُمْتَ فِيهِ

بحقِّكَ بعْدَما استُرِقَ اسْتِراقا

خطَبْتُ عُلاكَ قبلَ اليوْمِ وُدّاً

بذَلْتُ منَ الوَفاءِ لهُ صَداقا

وأوْعَدْتُ الزّمانَ بِكَ انتِصاراً

وأرْغَمْتُ الخُطوبَ بكَ اعْتِلاقا

فسامِحْني فعُذْري غيْرُ خافٍ

إذا ما العُذْرُ في التّقْصيرِ ضاقَا

شَكَوْتُ لكَ التّغرُّبَ قبْلَ هَذا

وها أنا بعْدَهُ أشْكُو الفِراقَا

فلَوْلا ما تَوالَى منْ حَديثٍ

بعِزِّكَ لمْ أكُنْ ممّنْ أفاقَا

فقَرِّرْ حالَتي منْ غيْرِ لُبْثٍ

هَناءً واحْتِراماً وانْطِلاقا

ركِبْتَ الدّهْرَ مُنْقاداً ذَلولاً

بحُرْمَةِ مُصْطَفَى ركِبَ البُرَاقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأت والليل قد سدل الرواقا

قصيدة رأت والليل قد سدل الرواقا لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي