رأى أطلالهم دمعي فسالا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأى أطلالهم دمعي فسالا لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة رأى أطلالهم دمعي فسالا لـ ناصيف اليازجي

رأى أطلالَهم دَمعي فسالا

فأظمأني وقد رَوَّى الرِمالا

عَرَفتُ لبعضِها أثراً وبعضٌ

عَفتْهُ الرِّيحُ إذْ عَصَفَتْ شَمَالا

ديارٌ للظِبا صارَتْ كِناساً

فما بَرِحتْ لها الغِزلانُ آلا

وأينَ ظِباؤها من ظَبْي إنسٍ

يَشُقُّ عليهِ أنْ يُدْعَى غَزالا

من العَرَبِ الكِرامِ عزيزُ قومٍ

تَمضَّرَ بينَهُمْ عَمَّا وخالا

وَثِقْنا مِنهُ بالتَّوحيد لمَّا

رأينا فوقَ وَجنتِهِ بِلالا

أرِقتُ لعُصبَةٍ في الحيِّ زَمُّوا

فُؤَادي عِندَما زَمُّوا الجِمالا

وقد جَدَّ الرَّحيلَ جَميلُ صبري

غَداةَ البينِ إذْ شَدُّوا الرِحالا

وَقَفْنا في رُسومِ الدَّارِ ندعو

ولكنْ منْ يُجيبُ لَنا سُؤَالا

جَرَتْ عَبرَاتُنا دالاً وميماً

فأصبحَ جَزْرُها ميماً ودالا

نُرَدِّدُ بينَ هاتيكَ الأثافي

حنينَ النُوقِ أبصَرَتِ الفِصالا

ونَلقَى من عَواصِفِها غُباراً

حسِبناهُ لأوجُهِنا جَمالا

إذا ناحَ الحمامُ أصابَ قلبي

كأنَّ على حَناجِرهِ نِبالا

وأذكُرُ من مُطوَّقِهِ أيادٍ

بِطَوْقِ البِرِّ قَلَّدَت الرِجالا

أيادٍ ظلَّ يَبسُطُها كريمٌ

تتيهُ المَكرُماتُ بهِ دَلالا

إذا قلتُ السَّحابُ كراحَتَيهِ

فقد شَبَّهتُ بالشَّمس الهِلالا

فتىً يَستَغرِقُ الأموالَ جُوداً

ولو أنَّ الجِبالَ جُعِلنَ مالا

تَزيدُ جبينَهُ الأضيافُ بِشراً

كنصلِ السَيفِ تُوسِعُهُ صِقالا

كريمٌ شَنَّ في الأموال حرباً

فما كانتْ ولا كانتْ سِجالا

شَرَى بالمالِ بينَ الناسِ حمداً

ورَبُّ الحمدِ مَن بَذَلَ النَوالا

وإنَّ المالَ كالصَهباءِ يُبدي

لَنا من نَفسِ صاحِبهِ خِصالا

فيكَتِسبُ اللئيمُ به هَواناً

ويكتسِبُ الكريمُ بهِ جَلالا

عرَفْنا القاسمَ الدِّرْعيَّ شَخصاً

تَوَهّمنْا الكرَامَ لهُ خَيالا

ينالُ دَمَ الفوَارِسِ يومَ حَرْبٍ

وليسَ يَنالُ من سَلَبٍ عِقالا

أشَدُّ الناسِ في الغَمَراتِ بأساً

وأحسَنُهم على الحَالين حالا

وأفصحُ كلِّ ذي قولٍ مَقالاً

وأنجَحُ كلِّ ذي فعلٍ فَعَالا

تُفاجي الوَفدَ نِعمتُهُ اغتيالاًُ

فتىً لا يَعرِفُ الحربَ اغتيالا

فليسَ القومُ ينتظِرونَ وَعداً

ولا يِشْكُونَ من وعدٍ مِطالا

فتىً يُصلي الحُسامَ بنارِ حربٍ

فلو لم يَنطفِئْ بِدَمٍ لَسالا

ويَفتخِرُ الحدِيدُ براحَتيهِ

على الحَجَرِ الكريمِ وإنْ تَغالَى

إذا حَمَتِ النِصالُ دِيارَ قومٍ

فبعضُ القومِ يَحْمُون النِصالا

وما تُجدِي النِصالُ بلا أكُفٍّ

تكونُ حُدُودُهنَّ لها مِثالا

تَكلَّفَ حاسدُوهُ لهُ طريقاً

فزَادَهم الضَّلالُ بها ضَلالا

لَعَمْرُكَ لا يكونُ العَفْوُ مُهراً

ولو كانَ النُضارُ لهُ نِعالا

وَفَدْنا بالقريضِ على ثَناهُ

نُطاوِلُهُ فَقَصَّرنا وطالا

إذا مَرَّتْ قَوافينا بِهَضبٍ

أرانا من عَظائِمِهِ جِبالا

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأى أطلالهم دمعي فسالا

قصيدة رأى أطلالهم دمعي فسالا لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي