رأى الأمة استولى عليها جمردها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأى الأمة استولى عليها جمردها لـ مصطفى الغلاييني

اقتباس من قصيدة رأى الأمة استولى عليها جمردها لـ مصطفى الغلاييني

رأَى الأُمَّةَ اسْتَوْلَى عليها جُمُردُها

وكادَ يُوارِيها الفَناءَ خُمُودُها

بها نَزَلَ الخَطْبُ العَصِيبُ فَهَدَّها

وكانَ ثَبِيرا في الرّواسي عَمُودُها

وما راعَها مِنْ قَبْلُ ما لَوْ حَمَلْتَهُ

على حَمَلاَيا ذَلَّ وَهْناً وَطِيدُها

فَكَمْ حَفَّها رُزْءٌ جَلِيلٌ ونابَها

شُجُونٌ إِذا عُدَّتْ شَجاك عَديدُها

وَكَمْ اثّقَلَتْها الحادِثاتُ بِعِباها

وشَدَّ عليها بالتَّجَنِّي شَدِيدُها

فَما وَهَنَتْ مِنْ حادثٍ جَلَّ خَطْبُهُ

وَلاَ لاَنَ في يومِ الشَّدائدِ عُودُها

راى ما دَهاها بَعْدَ عِزٍّ ومَنْعَةٍ

تَهابُ لِقاءَ الكانِساتِ اسُودُها

قَدِ اسْتَضْعَفَتْ لَيْثَ الشَّرَى في عَرينهِ

ظِباءٌ أَمانيُّ الغُرُورِ نَقُودُها

فَراعَتْ اسُودَ الغابِ ما الذُّعْرُ راعَها

ولكنَّ اعْباءَ الخِلافِ تاودُها

أَبى أَنْ يَرَى شُوشَ الرِّجالِ عَلَى الأَذَى

تَبِيتُ وتَعْنُو لِلْخُطُوبِ حُدُودُها

فقامَ وما في الحَيِّ لِلْمَجْدِ قائِمٌ

يَرُدِّ عنْ الحيِّ العِدَى ويَذُودُها

دَعا الوَطَنَ الكابي فَلَبَّتْهُ امَّةٌ

تَداعَتْ مَعالِيها وطالَ رَقُودُها

أَحاطَتْ بها منْ كُلِّ صَوْبٍ نُحُوسُها

تُذَلِّلُها حَتَّى اجْتَوَتْها سُعُودُها

اذا هِيَ نامَتْ فالقَتادُ فِراشُها

وانْ هيَ قامتْ اثْقَلَتْها قُيُودُها

تَراها عَلَى الحالَيْنِ تَصْلَى بِشَجْوِها

وما ذَنْبُها في الناسِ الا وُجُودُها

رَمَتْها مَصايِيبُ الدَّواهي بِحادثٍ

إِذا حَلَّ بالشُّمِّ الرَّواسي يُمِيدُها

رآها فلمْ يَمْلِكْ بَوادِرَ دَمْعِهِ

تَرُودُ الرَّزايا والهَوانُ يرُودُها

فَهَبَّ إلى أَغْلالِها غيرَ جُبَّإٍ

فَحَطَّمَها حتَّى تَخَلَّصَ جِيدُها

وأَوْقَدَ فيها نارَ عَزْمٍ وهِمَّةٍ

الى انْ نَضَتْ عنها الرُّقادَ رُقُودُها

فَقامَ يَحُدُّ الباسَ كُلُّ سَمَيْذَعٍ

إلى الثأْرِ حتى شَيْخُها وَوَلِيدُها

وهَبَّتْ اسُودُ الغابِ مِنْ كلِّ وِجْهَةٍ

لِتَنْشُدَ مَجْداً ضَيَّعَتْهُ قُرُودُها

مَشَتْ للوَغَى تَشْدُو وقَدْ لَمَعَتْ ضُحىً

ظُباها وما غيرُ المَعالي نَشِيدُها

إِذا قُصِّدَتْ فَوْقَ الطُّرُوسِ قَصِيدةٌ

فإِنَّ العَوالي للمَعالي قَصِيدُها

وإنْ هامَ بالظِّباءِ عَميدُها

فإِنَّ الظُّبَى الجِلادِ عَمِيدُها

سَرَتْ والدُّجا فَحْمٌ الى العِزِّ سِيرَةً

يَرُوعُ العِدَى قَبْلَ اللِّقاءِ وعِيدُها

اذا لَمَعَتْ قَبْلَ الطِّعانِ بُروقُها

أَجابَتْكَ إِذْ يَحْمَى الوَطِيسُ رُعُودُها

ولَما التَقَتْ في حَوْمَةِ الحَرْبِ والعِدَى

تَمَشَّى الرَّدَى بينَ الجُيُوشِ يَصِيدُها

فما انْ تَرَى الا الرِّجالَ يَسُوقُها

الى حَتْفِها صَوْتُ العُلا ويَقُودُها

قَدِ اصْطَبَرَتْ لِلْمَوتِ في مَأْزِقِ الوَغَى

حِذارَ هَوانٍ انْ تَراخَتْ يَسُودُها

وقَدْ بَذَلَتْ حُرَّ الدِّماءِ اما ترَى

إلى الأَرْضِ كيفَ احْمَرَّ منها صَعِيدُها

لَئِنْ خَفَقَتْ مِنْ قَبْلُ حُمْراً بُنُودُها

فَقَدْ خَفَقَتْ بالسُّؤْدَدِ اليومَ سُودُها

بني وَطَني هذا فَتَى التُّرْكِ مُصْطفَى

كَمالٍ وَذي أَنْصارُهُ وجُهُودُها

ابَوا انْ يَرَوا في ارْضِ تُورانِ ذُلَّةً

يُعَبِّدُهُمْ طُولَ الزَّمانِ خُلُودُها

ففَكُّوا عَنِ الأَيْدِي القُيُودِ وَحَطَّمُوا

سَلاَسِلَ في الأَعْناقِ يُؤْذي حَديدُها

وَهَبُّوا الى الاعْداءِ مِنْ كلِّ جانبٍ

مَخافَةَ هَونٍ لِلْبِلادِ يُبِيدُها

وما برحُوا يَصْلَوْنَ مضْطَرِمِ الوَغَى

ويَصْلُونَ غُزَّى أَرْضِهِمْ يكِيدُها

وأَنْتُمْ بَنِي العُرْبِ اسْتَنَمْتُمْ إلى الأَذى

فَنِمْتُمْ عَلَى ضَراءَ اضْنَى مَدِيدُها

يَحِيقُ بكمْ قَيْدٌ مِنَ الذُّلِّ ضَيِّقٌ

وَيُشْجِيكُمْ ضَيْمُ العِدَى وحُقُودُها

قَرَرْتُمْ عَلَى عَيْشِ العَبِيدِ وسِرْتُمُ

إلى غايةٍ ضَلَّ السَّبِيلَ مُريدُها

اما فيكمُ يا مَعْشَرَ العُرْبِ مُصْطَفى

كَمالٍ يَشُبُّ النارَ يَذْكَو وَقُودُها

ويَنْهَضُ في عَرْضِ البلادِ وطُولِها

الى امَّةٍ اوْهَى قُواها خُمُودُها

إلى أمَّةٍ فَتَّ العِدَى في يَمِينِها

وازْرَى بها احْجامُها وقُعُودُها

تَمُدُّ إلى الخَطْبِ الجَليلِ ذَلِيلَةً

يَداً خَفَقَتْ بالمُؤْلِماتِ كُبُودُها

يَدٌّ ضاقَ هذا اليومَ بالبُؤْسِ ذَرْعُها

وقد وَسِعَ الأَقطارَ منْ قبلُ جُودُها

لها كان يَعْنُو مُصْعَبُ الدَّهْرِ صاغرا

ويَدْنُو إِليها منْ مُناها بَعيدُها

إذا مُدَّتِ الأَيْدِي إلى المجدِ والعُلاَ

فما خَفَفَتْ إِلاَّ بمجدٍ بُنُودُها

فَلِلَّهِ مَجْدٌ ضَيَّعَتْهُ وعِزَّةٌ

وفَخْرٌ بَنَتْهُ بالعَوالي جُدُودُها

رَمَتْها يَدُ الاقْدارِ عَنْ قَوْسِ ايِّدٍ

بِرُزْءٍ عَنا منهُ جَزُوعا جَلِيدُها

وَشدَّ عليها الدَّهْرُ لم يَرْعَ ذِمَّةً

فنامتْ عَلَى ضَيْمِ اللَّيالي جُنُودُها

ألاَ أسَدٌ يَحْمِي العَرِينَ غَضَنْفَرٌ

صَبُورٌ على الأَهْوالِ يَلْظَى وَقِيدُها

يَهِيجُ إلى المَجْدِ المُضَيَّعِ أُمَّةً

تَعالَى عَلى هامِ النُّجومِ تَلِيدُها

لها في جَبِينِ الدَّهْرِ آثارُ عِزَّةٍ

صَحائِفُ تاريخِ المَعالي شُهُودُها

ويُوقِظُ منها نائمَ العَزْمِ عَلَّها

تَعُودُ إلى عِزٍّ مَضَى لا يَعُودُها

ايا امَّةً طالتْ لِيالي هُجُوعها

وضَرَّ بها إِهْمالُها وجُمُودُها

تُحيطُ بها الأَرْزاءُ وَهْيَ مُقيمَةٌ

عَلَى الضَّيمِ تَنْحُو خُطَّةً لا تُرِيدُها

افِيقي افاقَ الشَّرْقُ مِنْ هَجَعاتهِ

وأَبْناؤُكِ الأَغْرارُ طالَ هُجُودُها

أقامتْ عَلَى الذُّلِّ المُبَرِّحِ سُجَّداً

زَماناً مَدِيداً طالَ فيه سُجُودُها

حَرامٌ عَلَى اهْلِ الحِمَى يَتْرُكُونَهُ

كما عاثَ في مَرْعَى الأُقاطِيع سِيدُها

أَصِيخُوا لِمَنْ يَدْعُو وَهُبُّوا مِنَ الكَرى

وفُكُّوا قُيُوداً عنْ طُلاكُمْ تَؤُودُها

فإِنْ لَم تُجِيبُوا داعيَ المَجْدِ والعُلاَ

وَرَدْتُمْ حياضاً لا يَسُوغُ وُرُودُها

فَتُمْسي العِدَى فيكمْ عَلى الدهْرِ سادةً

وتُصْبِحُ أَرْباباً وأَنْتُمْ عَبِيدُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأى الأمة استولى عليها جمردها

قصيدة رأى الأمة استولى عليها جمردها لـ مصطفى الغلاييني وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن مصطفى الغلاييني

مصطفى بن محمد سليم الغلاييني. شاعر من الخطباء الكتاب من أعضاء المجمع العلمي العربي مولده ووفاته ببيروت وتعلم بها وبمصر وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده سنة 1320هـ‍. ولما كان الدستور العثماني أصدر مجلة النبراس سنتين ببيروت ووظف فيها أستاذاً للعربية في المدرسة السلطانية أربع سنوات. وعين خطيباً للجيش العثماني الرابع في الحرب العالمية الأولى فصحبه من دمشق مخترقاً الصحراء إلى ترعة السويس من جهة الإسماعيلية وحضر المعركة والهزيمة. وعاد إلى بيروت مدرساً وبعد الحرب أقام مدة بدمشق وتطوع للعمل بجيشها العربي وعاد إلى بيروت فاعتقل بتهمة الاشتراك في مقتل أسعد بك المعروف بمدير الداخلية سنة 1922 وأفرج عنه فرحل إلى شرقي الأردن. فعهد إليه أميرها الشريف عبد الله بتعليم ابنيه فمكث مدة وانصرف إلى بيروت فنصب رئيساً للمجلس الإسلامي فيها وقاضياً شرعياً إلى أن توفي. من كتبه: (نظرات في اللغة والأدب -ط) و (عظة الناشئين -ط) ، و (لباب الخيار في سيرة النبي المختار -ط) ، و (الدروس العربية -ط) ، و (ديوان الغلاييني -ط) وغيرها من الكتب المثيرة.[١]

تعريف مصطفى الغلاييني في ويكيبيديا

مصطفى بن محمد بن سليم بن محي الدين بن مصطفى الغلاييني (ولد في بيروت سنة 1885 الموافق 1302 هـ) هو صحافي وأستاذ للعربية وقاضٍ ورئيس سابق للمجلس الإسلامي في بيروت. تعلم في بيروت والقاهرة، بدءاً من نشاطه العملي كأستاذ للغة العربية ومبادئ الفقه الشرعي بالكلية الإسلامية في بيروت، وكانت له حلقات علم في المسجد العمري الكبير بوسط المدينة. انضم سنة 1910م لجمعية الاتحاد والترقي وأصدر مجلته الشهرية النبراس والتحق بجمعية الإصلاح البيروتية، وأخيراً تطوع بالجيش العثماني وشارك بحرب الترعة ضد الجيش الإنجليزي، حيث أخفق الجيش العثماني باجتياز قناة السويس البحرية الاستراتيجية، وبعد ظهور راية الملك فيصل الأول العربية على مشارف بلاد الشام انضم الغلاييني إليه، فاختاره الأمير عبد الله بن الحسين ليدرس أبنائه اللغة العربية والعلوم الشرعية. عاد مصطفى الغلايييني وبعد سنتين من هذا المنصب التشريفي إلى مدينته بيروت ليواجه تهمة مقتل مدير الداخلية في حكومة دولة لبنان الكبير، حيث نقل إلى جزيرة أرواد واعتقل في سجنها المركزي سبعة أشهر، ثم أُطْلِقَ سراحه بحكم مشروط هو عدم العودة إلى بيروت، وأُبعد إلى فلسطين وما إن وصلت السفينة إلى يافا حتى خرج منها متوجهاً إلى بيروت ، فقررت المفوضية العليا الفرنسية اعتقاله بحبس انفرادي ثم أبعدته مرة أخرى إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية ، فتوجه طوعاً إلى حيفا عند رئيس بلديتها (وهو صديق قديم له) إلى أن خفت وطئة فرنسا في الشرق، بسبب بوادر الحرب العالمية الثانية مع ألمانيا النازية، فعاد إلى بيروت للمرة الرابعة والاخيرة وتولى انتخابياً رئاسة المجلس الإسلامي ومستشاراً للمحكمة الشرعية العليا وقاضياً فيها، إلى أن وافته المنية في بيروت سنة 1944م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مصطفى الغلاييني - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي