رأى البرق مجتازا فبات بلا لب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأى البرق مجتازا فبات بلا لب لـ البحتري

اقتباس من قصيدة رأى البرق مجتازا فبات بلا لب لـ البحتري

رَأى البَرقَ مُجتازاً فَباتَ بِلا لُبٍّ

وَأَصباهُ مِن ذِكرِ البَخيلَةِ ما يُصبي

وَقَد عاجَ في أَطلالِها غَيرَ مُمسِكٍ

لِدَمعٍ وَلا مُصغٍ إِلى عَذَلِ الرَكبِ

وَكُنتُ جَديراً حينَ أَعرِفُ مَنزِلاً

لِآلِ سُلَيمى أَن يُعَنِّفَني صَحبي

عَدَتنا عَوادي البُعدِ عَنها وَزادَنا

بِها كَلَفاً أَنَّ الوَداعَ عَلى عَتبِ

وَلَم أَكتَسِب ذَنباً فَتَجزِيَني بِهِ

وَلَم أَجتَرِم جُرماً فَتُعتَبَ مِن ذَنبِ

وَبي ظَمَأٌ لا يَملِكُ الماءُ دَفعَهُ

إِلى نَهلَةٍ مِن ريقِها الخَصِرِ العَذبِ

تَزَوَّدتَ مِنها نَظرَةً لَم تَجُد بِها

وَقَد يُؤخَذُ العِلقُ المُمَنَّعُ بِالغَصبِ

وَما كانَ حَظُّ العَينِ في ذاكَ مَذهَبي

وَلَكِن رَأَيتُ العَينَ باباً إِلى القَلبِ

أُعيدُكِ أَن تُمنى بِشَكوِ صَبابَةٍ

وَإِن أَكسَبَتنا مِنكِ عَطفاً عَلى الصَبِّ

وَيُحزِنُني أَن تَعرِفي الحُبَّ بِالجَوى

وَإِن نَفَعَتنا مِنكِ مَعرِفَةُ الحُبِّ

أَبَيتُ عَلى الإِخوانِ إِلّا تَحَنِّياً

يَلينُ لَهُم عِطفي وَيَصفو لَهُم شِربي

وَإِنّي لَأَستَبقي الصَديقَ إِذا نَبا

عَلَيَّ وَأَهنوا مِن خَلائِقِهِ الجُربِ

فَمَن مُبلِغٌ عَنّي البَخيلَ بِأَنَّني

حَطَطتُ رَجائي مِنهُ عَن مَركَبٍ صَعبِ

وَأَنَّ اِبنَ دينارٍ ثَنى وَجهَ هِمَّتي

إِلى الخُلُقِ الفَضفاضِ وَالنائِلِ النَهبِ

فَلَم أَملَ إِلّا مِن مَوَدَّتِهِ يَدي

وَلا قُلتُ إِلّا مِن مَواهِبِهِ حَسبي

لَقيتُ بِهِ حَدَّ الزَمانِ فَفَلَّهُ

وَقَد يَثلِمُ العَضبُ المُهَنَّدُ في العَضبِ

كَريمُ إِذا ضاقَ اللِئامُ فَإِنَّهُ

يَضيقُ الفَضاءُ الرَحبُ في صَدرِهِ الرَحبِ

إِذا أَثقَلَ الهِلباجُ أَحناءَ سَرجِهِ

غَدا طِرفُهُ يَختالُ بِالمُرهَفِ الضَربِ

تَناذَرَ أَهلُ الشَرقِ مِنهُ وَقائِعاً

أَطاعَ لَها العاصونَ في بَلَدِ الغَربِ

لَجَرَّدَ نَصلَ السَيفِ حَتّى تَفَرَّقَت

عَنِ السَيفِ مَخضوباً جُموعُ أَبي حَربِ

فَإِن هَمَّ أَهلُ الغَورِ يَوماً بِعَودَةٍ

إِلى الغَيِّ مِن طُغيانِهِم فَهوَ بِالقُربِ

حَلَفتُ لَقَد دانَ الأَبِيُّ وَأُغمِدَت

شَذاةُ عَظيمِ الرومِ مِن عِظَمِ الخَطبِ

وَأَلزَمُهُم قَصدَ السَبيلِ حِذارُهُم

لِتِلكَ السَوافي مِن زَعازِعِهِ النُكبِ

مُدَبِّرُ حَربٍ لَم يَبِت عِندَ غِرَّةٍ

وَلَم يَسرِ في أَحشائِهِ وَهَلُ الرُعبِ

وَيُقلِقُهُ شَوقٌ إِلى القِرنِ مُعجِلٌ

لَدى الطَعنِ حَتّى يَستَريحَ إِلى الضَربِ

أَضاءَت بِهِ الدُنيا لَنا بَعدَ ظُلمَةٍ

وَأَجلَت لَنا الأَيّامُ عَن خُلُقٍ رَطبِ

وَمازالَ عَبدُ اللَهِ يُكسى شَمائِلاً

يَقُمنَ مَقامَ النَورِ في ناضِرِ العُشبِ

وَفَتىً يَتَعالى بِالتَواضُعِ جاهِداً

وَيَعجَبُ مِن أَهلِ المَخيلَةِ وَالعُجبِ

لَهُ سَلَفٌ مِن آلِ فَيروزَ بَرَّزوا

عَلى العُجمِ وَاِنقادَت لَهُم حَفلَةُ العُربِ

مَرازِبَةُ المُلكِ الَّتي نَصَبَت بِها

مَنابِرَهُ العُظمى جَبابِرَةُ الحَربِ

يُكِبّونَ مِن فَوقِ القَرابيسِ بِالقَنا

وَبِالبيضِ تَلقاهُم قِياماً عَلى الرُكبِ

لَهُم بُنِيَ الإيوانُ مِن عَهدِ هُرمُزٍ

وَأُحكِمَ طَبعُ الخُسرُوانِيَّةِ القُضبِ

وَدارَت بَنو ساسانَ طُرّاً عَلَيهِمِ

مَدارَ النُجومِ السائِراتِ عَلى القُطبِ

مَضَوا بِالأَكُفِّ البيضِ أَندى مِنَ الحَيا

بَلالاً وَبِالأَحلامِ أَوفى مِنَ الهَضبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأى البرق مجتازا فبات بلا لب

قصيدة رأى البرق مجتازا فبات بلا لب لـ البحتري وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي