رأى مذهبي في الحب خير المذاهب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأى مذهبي في الحب خير المذاهب لـ عمر الرافعي

اقتباس من قصيدة رأى مذهبي في الحب خير المذاهب لـ عمر الرافعي

رَأى مَذهَبي في الحبّ خيرَ المَذاهِب

فَأَلحَقَني بِالركب خيرِ الرَكائِبِ

نَبِيُّ هدىً قَد نِلتُ في نَهجِهِ الهدى

فَكَيفَ يضلُّ النَهجَ قَلبي وَقالِبي

شُغفتُ بِه حبّاً وَحبّيَ واجِبٌ

وَإِن لَم أَقم في الحبّ يوماً بِواجِبي

فَيا لَيلَة القُربِ الأَغرّ صباحهُ

بك اللَهُ أَولاني أَجلَّ الرَغائِبِ

جمعتِ محبّاً بِالحَبيب محمّدٍ

مناماً وَما أَحلى اِجتِماعَ الحَبائِبِ

فَما أَنتَ إِلّا لَيلَةُ القَدر قَد أَتَت

بِما لَم يَكُن يَوماً بِحُسبان حاسِبِ

لَقَد طبتِ يا بنت الرَبيع بِطَيِّب

سما نسباً ما مثلهُ في الأَطايِبِ

بهِ شَرَّفَ اللَهُ الوجودَ بعاقِبٍ

حمدنا بهِ في الهدي حسنَ العَواقِبِ

رَؤوفٌ رَحيمٌ جاءَ في الذكر نعتهُ

وَأَكرم بِمَنعوتٍ بأسمى المَناقِبِ

هو الحجَّةُ الكُبرى عَلى الخلق كلّهم

وَلِلَّهِ في المُختار حُجَّةُ غالِبِ

أقام منارَ الحقّ شرقاً وَمَغرِباً

فَضاءَت بهِ الأكوانُ من كُلّ جانِبِ

أَبانَ لنا في كلّ أَمرٍ طَريقَهُ

فَسِرنا عَلى أَهدى طَريقٍ مَناسبِ

هدانا وَخيرُ الهدي هديُ محمّدٍ

إِمام الهدى الهادي لخير المَذاهِبِ

نَفى بِضياء الرشدِ كلّ ضَلالَةٍ

وَسُنَّتهُ البَيضاءُ مجلى الغياهِبِ

أَلا في سَبيلِ اللَهِ أَدرَكتُ مَطلَبي

وَأَنظارِ خيرِ الخَلقِ أَسنى المَطالِبِ

إِلَيكَ حَديثاً من غَرائِب نكبَتي

وَما هو إِلّا البدعُ بَينَ الغَرائِبِ

وَقائِع أَيّام أَتت بِعَجائِبٍ

عَن الدَهر تَرويها رُواة العَجائِبِ

فَمن شاءَ فَليَنقله عنّي مصدِّقاً

وَمن شاءَ فَليُلبِسهُ حلَّة كاذِبِ

فَيَوم غَضِبنا غضبَةً مضرِيَّةً

عَلى التُرك إِذ راموا اِضطِهاد الأَعارِبِ

نَهَضنا إِلَيهِم عاتِبين عَلَيهمُ

بسُمر عَوالينا وَبيضِ القَواضِبِ

فَكانَ الَّذي قَد كان مِمّا لهوله

دجى المَشرِق الأَدنى وَربّ المَغارِبِ

إلى أَن سَقَطنا في يَد التُرك عنوةً

سُقوط أَخي الإيمان بَينَ الأَجانِبِ

فَلِلَّهِ كَم أوذيتُ في اللَهِ وحدَه

وَلِلَّهِ كم أوذي لأَجلي أَقارِبي

لَقينا من التَعذيب في آلِ أحمدٍ

ضُروب عَذابٍ كُنَّ صربةَ لازِبِ

لَئِن غابَ عَنهُم ما لَقينا لأَجلِهِم

فَعَن جدّهم وَاللَه لَيسَ بِغائِبِ

فَقَد عادَني في لَيلَةٍ بتُّ موجعاً

بِناب زَمان عَضَّني بِالنوائِبِ

وَبَشّرني في الأَمرِ خيرَ بشارَة

وَقد ضِقتُ بِالأَعدا وَضاقَت مَذاهِبي

فَهانَ مصابي أَي وَرَبّي وَقد أَتى

حَبيبي يُعَزّيني بِتِلكَ المَصائِبِ

وَفي جلَّق قامَت عَلَينا عصابَةٌ

تَكيد لَنا كيد العدوِّ المحارِبِ

خَشيتُ عَلى حقٍّ يَضيع لأُمَّتي

فَقُمتُ له ما بَينَ ماشٍ وَراكِبِ

وَأَعمَلت في تِلكَ الأَباطِح وَالرُبى

سرايَ مجدّاً بَينَ تِلكَ السَباسِبِ

إِلى أَن بَلَغت الركب حلُّوا بِطيبَةٍ

فَطِبتُ وَقَد يَمَّمتُ صَدر الرَكائِبِ

وَأَروَيتُ من تلكَ المَوارِد علَّتي

أُزاحِم أَملاك السما بِالمَناكِبِ

وَعدت قَريرَ العَينِ قد نِلت مَأربي

إِلى الشام مَغبوطاً بِنَيل المَآرِبِ

وَما زِلت في عودي إلَيها مُثابِراً

عَلى حُسنِ أعمالٍ خلَت عن شَوائِبِ

وَقد جاءَني خيرُ البَرِيَّة في الكَرى

بِآيات صدقٍ لا الأَماني الكَواذِبِ

وَقالَ مَقالاً وَهوَ أَصدَقُ قائِلٍ

وَما أَنا إِذ أَرويهِ عنهُ بِكاذِبِ

أَتَقبَلُ مِنّي بِالدَواء وَإِنَّهُ اِخ

تراعي الجَديدُ المُتقى بِالتَجاربِ

دَواءٌ لِتَحديدِ الشَوارِبِ نافِعٌ

وَتَأويلُهُ تَعديل هذي المَشارِبِ

دَواءٌ أَرى تَجريبهُ فيكَ أَوّلاً

وَمن بعدُ جَرِّبهُ لآخر واصِبِ

تَعالَ أُعَلِّمكَ الَّذي قَد نعتُّه

لِتَكسب من علمٍ جَليل المَكاسِبِ

وَخُذ فيهِ يا هذا اِمتِيازاً وَجئ بِهِ

إليَّ إِذا ما شئتَ أَخذاً بِواجِبِ

رُموزٌ لَقَد دَقَّت عَن الفِكرِ ثاقِباً

بِها تَذهَب الأفهام كلّ المَذاهِبِ

أَشارَت إِلى عامٍ بهِ قامَ سَيِّدٌ

بِمكّة في البَيت الرَفيع الجَوانِبِ

وَحَسبُكَ تاريخٌ أَتى لِبَيانِهِ اِخ

تِراعي الجَديد اِحسبهُ يا خير حاسبِ

تجد فيهِ تاريخ القِيامِ وَإِنَّهُ

قِيامٌ عَجيب قَد أَتى بِالعَجائِبِ

أَتانا لِتَعديل المَشارِب نافِعاً

وَما كُلُّ وردٍ راق عذبٌ لِشارِبِ

فَما بَينَ تَفريطٍ وإفراطِ مفرطٍ

ضَياعٌ وَتضييعٌ لآتٍ وَذاهِبِ

وَلا يَستَوي قول المحقّ بحُجّةٍ

وَآخرَ أَوهى من بيوت العناكِبِ

فَفي الكلّ قد جرَّبت نفسي وَإِنَّما اِع

تدلتُ أخيراً بعدَ طول التَجاربِ

وَلكِن مَتى اِمتازَ في الأَمر ميزَةً

وَلَم يَكُ مخطوبٌ لأَمرٍ كَخاطِبِ

أَلا يا أَجلَّ الرُسل منكَ إِجابَةً

لصبّ يُنادي ما لَهُ من مجاوِبِ

أَبثّك شَكوى من جفاء أَقارِبٍ

أباعدَ عن فعل الجَميل عقارِبِ

لمن أَشتَكي منهُم لغير رسولِهِم

وَقد قَطَّعوا أَرحالَهُم بِالمَثالِبِ

كَفاني أَن أشكو لِعلياكَ حُسَّدي

وَقد أَثقَلوا ظَهري بِعِبءِ المَتاعِبِ

لَقد ضِعتُ في قَومي وَما أَنا ضائِع

وَيُمنايَ في يُمناكَ يَا اِبنَ الأَطايِبِ

بِرَبِّكَ زِدني منكَ قرباً فَإِنَّني

أَرى القُربَ من علياك أَعلى المَراتِبِ

وَكن لي مجيراً بَل نصيراً عَلى العِدى

فَما غُلب المَنصور يوماً لِغالِبِ

وَلا تَقطَعَن حبلَ المحبّ فإنّه

بِوَصلِكَ يا خَير الوَرى خَير راغِبِ

عَلِمتَ بِقَصدي إِذ قَصَدتك زائراً

عَلى نُجُب الآمالِ أَحدو نَجائِبي

فَجُد لي قَريباً عاجِلاً غير آجل

بجذبةِ قربٍ حيثُ حبُّك جاذبي

عَسى أعمر البَيت الحَرام بِعُمرَةٍ

تَضُمُّ بَني الإِسلام ضَمَّ الأَقارِبِ

وَإلّا فَما هذي الحُروب الَّتي أَرى

فَقَد قامَ في الإِسلامِ ألفُ مُحارِبِ

تَصَدّوا لهدم الدين كيداً لأَهلِهِ

وَلكنَّهُم رُدّوا بذلَّة خائِبِ

وَلَيسَ يُحيق المكرُ إلّا بِأَهلِهِ

وَلا يَبلغُ المَقصودَ روغُ الثعالِبِ

وأنشَدتني بيتين من نظم شاعِر

رَوَيتُهُما معنىً لقارٍ وَكاتِبِ

أشرت إلى الحسّاد من نسل يافِثٍ

وَقد تَرَكوا الإِسلامَ رهن النَوادِبِ

طَغوا وَبَغوا في الأَمرِ حتّى كَأَنَّهُم

بِأَفعالهم أسطورَة في العَجائِبِ

بِهِم جَرّد الإِسلامُ من آل أحمدٍ

لِقَمع عداة الدين أمضى القَواضِبِ

وَما اِرتَدّ حتّى رَدّ شرذمةً عدت

عَلى قَومِهِ بِالفَتكِ من كُلّ جانِبِ

فلِلَّه يومُ الفَتح وَالمَوكِب الَّذي

لأَخمصهِ تعنو وجوه المَواكِبِ

لَقَد ذَكَّراني فَتح مكّة عنوةً

وَموكب خير الخَلق بَينَ الكَتائِبِ

أَلا يا شَفيعَ الخَلق كُن لي شافِعاً

لأَنجو بِيَوم الهَول من ذي المَعاطِبِ

تَفضّل بِنَيل السُؤل يا خير مرسلٍ

وَجُد لي بِتَحقيق المُنى وَالرَغائِبِ

عَلَيكَ من الرحمن ألف تحيَّةٍ

وَآلك وَالأَصحاب خير الأَصاحِبِ

مَدى الدَهر ما أنشَدت فيكَ مردّداً

رَأى مَذهَبي في الحُبّ خير المذاهبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأى مذهبي في الحب خير المذاهب

قصيدة رأى مذهبي في الحب خير المذاهب لـ عمر الرافعي وعدد أبياتها ستة و سبعون.

عن عمر الرافعي

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي. وهو أول من لقب بهذا اللقب وإليه تنسب الرافعية في مصر والشام. قاضي اديب وشاعر ومفتي متصوف نشأ وترعرع في طرابلس الشام ودرس تفسير القرآن بين يدي الشيخ محمد عبده في مصر حاول إنشاء جريدة باسم باب النصر بحلب سنة 1906 فلم ينجح، عمل محامياً بدمشق سنة 1913م ثم سجنه العثمانيون سنة 1916 بتهمة العمل ضد السلطنة والتعاون مع الجمعية الثورية العربية وصفه الشيخ عبد الكريم عويضة الطرابلسي بقوله: مجد الأدب الروحي في دنيا العرب تقريظاً لكتابه مناجاة الحبيب. انتخب في عام 1948 مفتياً لطرابلس وتوجه عمامة الفتوى السيد الحاج عبد الله الغندور. له: مناجاة الحبيب، أساليب العرب في الشعر والرسائل والخطب، الغضبة المضرية في القضية العربية.[١]

تعريف عمر الرافعي في ويكيبيديا

عمر تقي الدين بن عبد الغني بن أحمد الرّافعي الطرابلسي (17 أغسطس 1882 - 1964) (3 شوال 1299 - 1384) فقيه مسلم وقاضي ومتصوف نقشبندي وصحفي وشاعر عربي لبناني. ولد في مدينة صنعاء باليمن حيث كان والده رئيسًا لمحكمة استئناف الحقوق. تلقى دروسه الأولى بطرابلس ثم بيروت. ثم أكمل دراساته الحقوقية في أسطنبول والقاهرة. من مشايخه المصريين محمد عبده، حسين المرصفي ومحمد بخيت المطيعي. مارس المحاماة بمدينة طرابلس. تنقل في محاكم عدة مدن في بلاد الشام. كما مارس التدريس في عدة مدارس وكليات. سجن مدة سنتين أثناء الحرب العالمية الأولى. ثم أطلق سراحه بعد الحرب ليتولي قضاء في عدة مدن لبنانية. سلك النقشبندية في المدرسة الشمسية بطرابلس. توفي بها. له مؤلفات في الأدب وديوان مديح نبوي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. عمر الرافعي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي