رأيت الذي قد جاء من أرض بابل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأيت الذي قد جاء من أرض بابل لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة رأيت الذي قد جاء من أرض بابل لـ محي الدين بن عربي

رأيت الذي قد جاء من أرضِ بابلٍ

بعلمٍ صحيحٍ للهوى غيرِ قابلِ

فقلتُ له أهلاً وسهلاً ومَرحباً

فردَّ بتأهيلٍ على كلِّ آهلِ

ألا إنَّ شرَّ الناسِ من كان أعزبا

وإنْ كان بين الناسِ جمَّ الفضائلِ

وما في عبادِ الله من هو أعزب

فيا جاهلاً لم تخل مني بطائل

تأملْ وجودَ الأصل إذ شاء كوننا

فهل كنتَ إلا بين قولٍ وقائلِ

فقال لشيءٍ كُن فكان لحينه

عن أمر إله بالطبيعةِ فاعل

فأرضعني حولين جوداً ومنَّةً

تماماً لكي أربى على كلِّ كاملِ

فثَّنى ولم يفردْ فعمَّ وجودُنا

بحوليه جوداً كلَّ عالٍ وسافلِ

وفاطمتي ما كانت إلا طبيعتي

لآخذَ عنه العلمَ من غيرِ حائلِ

لقد فطمتني والهوى حاكمٌ لها

عليَّ بحبٍ من ثابتِ زائلِ

فما ثَمَّ إلا عاشقُ عينِ ذاته

عموماً وتخصيصاً لدى كلِّ عاقل

فلو لم يكن لي شاهدٌ غيرَ نشأتي

على الصورةِ المثلى كفاني لسائلِ

بها أقبل الأسماء منه تحققاً

ويقبل آسمائي حكومةَ عادل

إذا هو ناداني فتى فأجبتُه

به عند فصلِ واصلٍ غيرَ فاصل

لقد قسم الرحمن بيني وبينه

صلاةً على رغم الأنوفِ الأوائل

فقمت بها والعلم يشهد أنني

بها بين مفضولٍ يقومُ وفاضل

فقال وقلنا والخطوبُ كثيرةٌ

فاسمني شرّ الخطوبِ النَّوازل

وما قسمَ الرحمنُ إلا كلامه

فنحكي وما يُتلى بغير المقاتل

بذا جاء لفظُ العبدِ فيها لأنه

غيورٌ فينفي عنه جدَّ المماثل

كما جاء في الشورى وفيه تنبُّه

لكلِّ لبيبٍ في المحاضر واصل

تمنيت منه أن أفوز بقربه

فقال تمن حكمه غير حاصل

ومنْ يقتربْ منه يجد غيرَ نفسه

وليس أخو علم بأمرٍ كجاهل

ولو علمَ الرآؤون ماذا يرونه

وفيما رأوه لم يفوزوا بنائل

ولكنها الأوهام لم تخل فيهم

بأحكامها ما بين بادٍ وآفل

فيعطيك زهداً بالأفولِ ورغبةً

إذا هي تبدو ناجزاً غير آجل

تحفظ فإنَّ الوهم مدَّ شِباكه

وما يبتغي غيرَ النفوسِ الغوافل

فلا تطمعَنْ في الحبِّ فهو خديعة

أراك لتمشي في حِبالةِ حابل

لذلك كان الزهد أشرفَ حليةٍ

تحلَّى بها قلبُ الشجاعِ المناضل

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأيت الذي قد جاء من أرض بابل

قصيدة رأيت الذي قد جاء من أرض بابل لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي