رأيت الذي لا بد لي منه جهرة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رأيت الذي لا بد لي منه جهرة لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة رأيت الذي لا بد لي منه جهرة لـ محي الدين بن عربي

رأيتُ الذي لا بدَّ لي منه جَهرة

ولم يك إلاّ ما رأيتُ من الكونِ

ولكنه منه على ما رأيته

كإنسانِ عينِ الشخصِ فيه من العينِ

ويأتي على ما يأتي للفصلِ والقضا

وقد كان قبلَ الخلقِِ في ذلك العينِ

وما جاءني في كلِّ معنى وصورةٍ

لأمر سوى ما يتقيه منَ العينِ

إذا المرءُ لم يعرف بسمعٍ ولا بدا

لعينٍ أتاه إلا مَن بالحفظ والصَّون

فرضنا له عينَ الكمالِ لأنه

إذا كان في الأحجارِ فيها من العين

إذا شاء أن يروي من الماء مرتوٍ

فلا يشربُ إلا ما يكون من العين

فذاك له مثلُ الرَّضاعِ لأنه

تولَّد منها عن فصالٍ وعن بين

وما كان قولي إنه عينُ ما يرى

من الكونِ إلا قوله لي بلا مين

ولما سألتُ الله عوناً على الذي

يكلفني من فرضِه كان في عَوني

ويا عجباً إن المعين هو الذي

يكون مُعاناً ردُّه شاهد البَينِ

ولو لم يكن في الغيب عينٌ لصورةٍ

لما كان للعينِ التصوُّر في العين

وما زينةُ الأعيانِ إلاَّ بربِّها

وقد ظهرتْ للعينِ في أحسن الزين

تباعد عنها الشَّينُ والشينُ كونها

فأنت ترى عَيناً وما ثَمَّ من شَيْن

إذا قال لي ما أنت إلا هويتي

فأين الذي قال المنازعُ من بوني

لقد حِرتُ في أمري وإني لصادقٌ

تقابلُ ألفاظٍ تُترجمُ عن عيني

وما عجبي عن واحدٍ عنه واحدٌ

كما قيل لكنْ مِن وحيدٍ عن اثنين

فلولاه لم أوجد ولولاي لم يكن

ولا بدَّ لي في كون ذاتي من اثنين

حقيقةُ ذاتي من حقيقةِ ذاته

ولا بدَّ من ذاتي فلا بدَّ من تَين

وإني من الأضدادِ في كلِّ حالة

كما هو مثل الغرِّ في اللوّنِ والجونِ

إذا كان عيني عينه فمن الذي

تحكم فيه بالنوى حاكم البَينِ

ومَن ذا الذي قد قيلَ فيه مُداين

وهل كان هذا الحكمُ إلاّ من الدّينِ

لقد حُجبتْ منا قلوبٌ صقيلةٌ

عن الكشفِ والتحقيقِِ من حُجُبِ الرِّينِ

لقد خالفوا في اللونِ وهو مشاهدٌ

وأينَ شهيدُ الكونِ من شاهد اللونِ

لقد لنتُ للأقوامِ حتى كأنني

عجزتُ عن التقييد من شِدَّة اللين

وقد جاء حكمُ الفالِ فيما علمتم

وحاشاه مما تعرفون من الغَين

كما قيلَ حَدّادٌ لحاجبِ بابهم

وقد قيلَ هذا اللفظ في العرفِ للقَين

ولوكان في الداعي إلى الله غلطة

لفرُّوا ولكنْ جاء باللين والهينِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رأيت الذي لا بد لي منه جهرة

قصيدة رأيت الذي لا بد لي منه جهرة لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي