ربيع من جبينك قد أطلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ربيع من جبينك قد أطلا لـ محمود قابادو

اقتباس من قصيدة ربيع من جبينك قد أطلا لـ محمود قابادو

رَبيعٌ مِن جَبينكَ قَد أطلّا

عَلى أفقِ الجزائرِ فَاِستهلّا

تَقابَلَ مِنهُما فيهِ سعودٌ

سَما شرقيّها الغربيّ فَضلا

سَرى هَذا عَلى فلكٍ هويّاً

وَسارَ بذاكَ فلكٌ مُستقلّا

فَأَمسى ذاكَ ليلاً قَد توارى

وَأصبحَ ذا نهاراً قد تجلّى

وَما قيسَ الهلالُ وإن تسامى

لتاجِ جبينكَ الأسمى محلّا

وَكَم سبلٍ رَكِبتَ بها جياداً

يودُّ لها الهلالُ يكونُ نَعلا

سُرورٌ لا يُقاسُ بهِ سرورٌ

مَعادكَ حائزُ القدحِ المعلّى

فَيا لَها نيّة قَرُبت زماناً

وَقَد عَظُم المرامُ بِها وجلّا

رَميتَ لَها الغواربَ مِن خضمٍّ

بِعزمٍ فوقهُ مدّاً وَفَضلا

طَوَيت الشقَّة القعساءَ منه

بِبارجةٍ تبرّجُ فيه دلّا

فَكادَ البحرُ يهدي ما حواهُ

لو اِنّ البحرَ يدري ما أقلّا

وَلم يبلُغ إِلى شرفٍ خطيرٍ

فَتى ما عدّ حزن الأمرِ سَهلا

لَك الرأيُ الّذي يفري مضاءً

إِذ العضبُ الجرازُ نَبا وكلّا

تَغمّدَ مَنطقاً فصلاً حكاهُ

فَكانَ كِلاهُما غمداً ونصلا

وَبأسٌ قَد تألّف فيه حلمٌ

كَما سُمَّ الحسامُ وراقَ صَقلا

وَحزمٌ آخذٌ بعنانِ عزمٍ

إِذا أكبت مذاكي السبقِ جلّى

وَخلقٌ زانهُ خُلقٌ كريمٌ

فَكان كِلاهُما لأخيهِ شَكلا

شَمائلُ ما رَأينا مِن مليكٍ

سِواكَ اليومَ ضمّ لَهنُّ شَملا

تَوسَّمَها بديهة كلّ راءٍ

بمرآكَ الوسيمِ قَدِ اِستدلّا

لأمرٍ ما وعَن رأيٍ متينٍ

وصلتَ بِمن سَعيتَ إليهِ حَبلا

رَعيتَ لَهُ الجوارَ وكانَ حقّاً

عظيماً رعيُه شَرعاً وعقلا

وَأكّدت المودّة وهيَ عهدٌ

تضمُّ لفرضِ عهدِ السلمِ نَفلا

تَحفّلَ لاِقتبالك غير آلٍ

عَنِ الإكرامِ مَنزلةً ونزلا

وَناطَ عَلى علامَته اِبتهاجاً

عَلانةَ أهلِ بيتك فهيَ أعلى

وَكانَ بِصَدرهِ وطنٌ وعرضٌ

فَضمّ إِلَيهما مِن تلكَ إلّا

فَيا لمكانةٍ ما إِن حَباها

لِغيركَ قبلُ أيّا كانَ أَصلا

وَيا للّه ما أَهداهُ رأياً

وَألطفهُ مجاملةً ونبلا

وَلا برحَ التزاورُ مُستجدّاً

وَلا سيما لأهلِ الملكِ وَصلا

سَيحمدُ غبّه مَن لَيسَ يَدري

وَيعلم أنّه ما كانَ بطلا

فَيا أهدى الملوكِ لكلِّ فضلٍ

وَأكرمَ محرزٍ للسبق خصلا

بِعفوكَ قَد قَصَرنا من ثناءٍ

رَأَينا طولهُ عيّاً وجَهلا

وَسرتَ فَلم نطق وصفًا ولكن

جَلَبنا القلّ إذ لم نَحوِ جلّا

بقيتَ لنا وللإسلامِ عزّاً

وَعنّا شكركَ المولى تولّى

وَلا زلتَ المؤيّد بِاِنتِصارٍ

وَعزٍّ حيث أَنتَ حللتَ حلّا

وَلا تَبرَح بِنا برّاً رحمياً

تعمّ جَميعَنا عدلاً وفضلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ربيع من جبينك قد أطلا

قصيدة ربيع من جبينك قد أطلا لـ محمود قابادو وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن محمود قابادو

محمود بن محمد قابادو أبو الثنا. نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة. برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين. ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.[١]

تعريف محمود قابادو في ويكيبيديا

محمود بن محمد قابادو (1230هـ=1815م - 3 رجب 1288هـ= 7 سبتمبر 1871م) مصلح تونسي. كان كاتبًا وباحثًا في الدراسات القرآنية، وعالمًا إسلاميًا، ومدرسًا من الطبقة الأولى في مدرسة جامع الزيتونة. عمل الشيخ محمود قابادو قاضيًا ثم مفتيًا في تونس. ولد محمود بن محمد قابادو في تونس سنة ونشأ في أسرة أندلسية الأصل لجأت إلى تونس في بداية العهد العثماني في أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ثم نزح والده إلى العاصمة تونس حيث كان يعمل في صناعة الأسلحة. تنقل لطلب العلم بين مصراتة في ليبيا وإستانبول ومكث في الأخيرة أربع سنوات عاد بعدها إلى تونس وعين مدرسا بمدرسة باردو الحربية (المكتب الحربي). كان يحبب تلاميذه للترجمة من الفرنسية. انتقل قابادو إلى جامع الزيتونة حيث عين مدرسا من الطبقة الأولى، عين قاضيا لباردو عام 1277 هـ ثم عين في منصب الإفتاء عام 1285 هـ. له ديوان شعر.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمود قابادو - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي