رب إنا نضج من ظلم قوم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رب إنا نضج من ظلم قوم لـ محمد توفيق علي

اقتباس من قصيدة رب إنا نضج من ظلم قوم لـ محمد توفيق علي

رَبِّ إِنّا نَضِجُّ مِن ظُلمِ قَومٍ

مَلَأَ الأَرضَ ظُلمُهم وَالشُرورُ

فَأَجِرنا مِنهُم فَإِن لَم تُجِرنا

فَبِمَن غَيرِ رَبِّنا نَستَجيرُ

كَم مَواعيدَ بِالجَلاءِ وُعِدنا

فَأَتى البَعثُ قَبلَهُ وَالنُشورُ

لَو عَلى الطُورِ بَعضُ ما حَمَّلونا

مِن أَذى حُكمِهِم لَدُكَّ الطّورُ

نِصفُ قَرنٍ أَهرامُنا فيهِ شاخَت

وَهيَ بِكرٌ لَم تَفتَرِعها العُصورُ

سَرَقوا النيلَ هَل رَأَيتَ طُغاةً

بعضُ ما يَسرِقونَ نَهرٌ شَهيرُ

يا أَبا الهَولِ لا تَنَم وَتَحَرَّك

فُرصَةُ اللِصِّ أَن يَنامَ الخَفيرُ

أَيُّها القاسِطونَ صولوا وَطولوا

لَيسَ يُرجى فينا لِرَأيٍ قَصيرُ

لَم يَصُل يَعرُبٌ وَلا طالَ خوفو

قَد تَمَشّى عَلى عُلانا الدُثورُ

إِنَّكُم تُخطِئونَ في طَلَبِ الحُب

بِ جَزاءَ الأَذى فَذاكَ عَسيرُ

خَطَأَ الغيد رُمنَ مِنّا شُعوراً

يَتَلَظّى وَما لَهُنَّ شُعورُ

أَينَ أَموالُنا وَأَينَ غِنى مِص

رَ وَأَينَ المَخزونُ وَالمَوفورُ

بَل وَأَينَ الإِصلاحُ إِن كانَ إِص

لاحٌ وَأَينَ التَنظيمُ وَالتَعميرُ

شَكَتِ الأَرضُ وَالسَماءُ إِلى اللَ

هِ وَضَجَّت لَهُ القُرى وَالكُفورُ

كَم مَشَت وَحشَةُ الخَرابِ عَلَيها

كَم تَمَطّى بِجَوزِهِ دَيجورُ

أَقُماشٌ أَسمالُنا أَم جُلودٌ

أَبُيوتٌ أَكواخُنا أَم وُكورُ

نِصفُنا يَشتَكي صُنوفاً مِنَ الأَم

راضِ تُردي وَالنِصفُ عُميٌ وَعورُ

يَعمَلُ الزارِعُ الخَزينُ وَيَشقى

وَالجَزاءُ الفَتيلُ وَالقِطميرُ

كَم زَرَعنا وَكَم حَصَدنا حُقولا

لَم يَصِلنا مِن ريعِهِنَّ نَقيرُ

وَعَلامَ الأُلوفُ مِن دَمِنا الأَح

مَرَ يَجني مُنافِقٌ مَأجورُ

لَيسَ يُرضيهِ مِن مَخازيهِ إِلّا

أَن يُرَقّى وَيُدفَنَ الجُمهورُ

شَرُّ أَعداءِ مِصرَ مِن أَهلِ مِصرٍ

وَبَنيها وَيلٌ لَهُم وَثُبورُ

مِصرُ يَرثي لِما بِها مَن يَراها

فَإِلامَ الإِسرافُ وَالتَّبذيرُ

لَستُ أَدري وَلا المُنَجِّمُ يَدري

لِمَ مِنّا في كُلِّ مُلكٍ سَفيرُ

هَل مَلأنا الدُنيا نَشاطاً وضاقَت

بِصِناعاتِنا هُناكَ الثغورُ

أم لَنا المُنشَآتِ في البَحرِ

كَالأَعلامِ أَقصى المُستَعمراتِ تَزورُ

لَن يُبالوا ما أَلجَأَونا لِوَهمٍ

أَنَّنا دَولَةٌ وَمُلكٌ كَبيرُ

بَدَّدوا ما لَنا عَطاءً وَبَذلا

وَالحِمى صارِخٌ لِفَلسٍ فَقيرُ

حَكَّموا الجَهلَ في رِقابِ بَنينا

وَتَغَنَّوا في مِصرَ لِلعِلمِ دورُ

سَخَّرونا لِلقُطنِ يُنهَبُ بَخساً

وَهوَ في كُلِّ مَصنَعٍ مَشكورُ

أَحرَجونا فَلَيسَ لِلقَمحِ سِعرٌ

إِن زَرَعنا وَلَيسَ يُغني الشَعيرُ

بادَلونا قِنطارَ قُطنٍ بِيَردٍ

أَو تُعَرّى أَبدانُنا وَنَبورُ

كُلُّ ذاكَ الغِنى الَّذي بَعثَروهُ

لُؤلُؤٌ مِن جِباهِنا مَنثورُ

طالِعونا وَالشَمسُ تَغلي عُراةً

جِلدُنا مِن لُعابِها مَصهورُ

نَفلَحُ الأَرضَ بِالمَعازِقِ حَتّى

قَد تَلَوَّت أَعناقُنا فَهيَ صورُ

وَعَلَينا لَوافِحٌ مِن هَجيرٍ

وَسِوانا عَلَيهِ تُرخى سُتورُ

وَالحَظونا في الماءِ نَسقي حُفاةً

وَلأَسنانِنا شِتاءً صَريرُ

وَبِأَعناقِنا فِراءُ صَقيعٍ

وَبِأَعناقِ غَيرِنا السَمُّورُ

كَم تَلَوّى بِصَدرِنا صندوقُ

كَم تَغَنّى بِكَفِّنا طنبورُ

كَم قَضى بَينَ قَريَتَينِ بِشَرٍّ

دَلوُ ماءٍ غَدا هُوَ الأَكسيرُ

فَلَقَد شَحَّت المَساقي عَلَينا

وَأَتانا المحَتَّمُ المَقدورُ

وَاِستَقى يَقتُلُ الشَقيقُ أَخاهُ

وَهوَ في قَتلِ نَفسِهِ مَعذورُ

وَتَقَضَّت أَعمارُنا في شِقاقٍ

بَينَ جاءَ القاضي وَعادَ المُديرُ

وَإِذا لاحَ نائِبٌ أَو طَبيب

فَلَقَد زارَ مُنكَر أَو نَكيرُ

كُلُّ تَعليمِهِم لَنا نِصفُ قَرنٍ

أَن يُهابَ الأَميرُ وَالمَأمورُ

ذاكَ تَمدِينُنا وَتَعميرُ مِصرٍ

كَم يَكونُ التَخريبُ وَالتَدميرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رب إنا نضج من ظلم قوم

قصيدة رب إنا نضج من ظلم قوم لـ محمد توفيق علي وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن محمد توفيق علي

محمد توفيق بن أحمد بن علي العسيري العباسي. شاعر مصري ولد في زاوية المصلوب من قرى بني سويف بمصر الوسطى وتعلم بها ثم في القاهرة. وتخرج ضابطاً فترقى في الجيش المصري إلى مرتبة يوز باشي واستقال فعاد إلى قريته يمارس الزراعة والتجارة إلى أن توفي. نسبته إلى قبيلة العسيرات النازل قسم منها بمصر العليا ويقال أن هذه القبيلة تنتمي إلى العباس بن عبد المطلب. ويصف نفسه بالنفور من معاشرة الناس إلا ممن تجمعه به ضرورة عمله أو من يطرق بيته من الأضياف. في شعره رقة وجودة أورد صاحب شعراء العصر مختارات منه في إحدى عشرة صفحة ويقول عبد الحليم حلمي الشاعر المصري في نعته: شاعر جاهلي إسلامي حضري بدوي جمع بين سلاسة العبارة وحسن الديباجة له (ديوان التوفيق -ط) الجزء الأول منه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي