رب ساعد على البيان لساني

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رب ساعد على البيان لساني لـ اسماعيل صبري

اقتباس من قصيدة رب ساعد على البيان لساني لـ اسماعيل صبري

ربِّ ساعِد عَلى البَيانِ لساني

في جمال قد ضاعَ فيه بياني

مُبدعَ النثرِ والقريضِ أغثني

أنتَ عوَّدتَني رقيقَ المعَاني

كيف أسلُو هوى غَزالٍ رشيقٍ

ماسَ عُجباً بكأسهِ وَسَقاني

أضرَمَ الوَجدُ في الفؤادِ سعيراً

وبسهم الجُفونِ منه رماني

أهنيفٌ أغيدٌ تملَّكَ لُبِّى

في مجالٍ قد راقَ فيه زمَاني

يستحي البَدرُ أن يَرَاهُ ويأبى

بدلالٍ من البُدُورِ التَّداني

فاقَ شمسَ الضُّحى بِضَوءِ جبينٍ

وقوامٍ ايزرى بغصنِ البَانِ

يا نسيمَ الصَّبا تَرَفَّق بِقَلبٍ

باتَ يشكُو من الأسَى ويُعاني

صاقي الرَّاحِ هات بنت الدِّنانِ

من رحيقٍ مزفوفةً لابن حانِ

هاتِ تبراً علاهُ دُرُّ حبابٍ

كنضارٍ مُنضَّدٍ بِجُمانِ

عاطنيها وَغَنِّ يا بَدرُ أنسي

واطرب السَّمعَ رحمةً بجناني

وتفضَّل على النَّدامى بُسؤرٍ

من رحيقً تعتَّقَت في القناني

رَشفَةُ الرَّاحِ مالها من مَثيلٍ

لَعِبَت بالعقولِ لِعبَ القِيانِ

هاتِها يا نديمُ في الكأس تجلى

بينَ غنَّاءِ روضةٍ وأغاني

وغزالٍ يَرنُو إلى كلِّ كأسٍ

بعيونٍ واللَّحظُ منه بَرَاني

نالَ منه الرحيق نشوةَ صَبِّ

منه مُدَّت إلى الكؤُوسِ يَدانِ

يا حُماةَ القَريضِ هل من بليغٍ

ينظِمُ الدُّرَّ واصفاً ما أعاني

ينظُرُ البدر بَينَ بُرجٍ وبُرجٍ

هكذا البَدرُ دائبُ الدَّوَرَانِ

أشعَلَ الجمرَ في فُؤادي لمَّا

غابَ عَنِّي بحُسنِهِ الفَتَّانِ

وتجلت لي الطبيعةُ تكسُو

سُندُسَ الأرضِ حُلَّةَ الأُرجُوانِ

مَطلَعُ الشَّمسِ أوَّلُ المهرجانِ

يا سماء اكتسي خدود الغواني

شَفَقٌ يفتنُ الشقائِقَ في الرو

ض ويصبى قُلُوبَ حُورِ الجِنانِ

لونه يملأُ العُيُونَ جمالاً

ويثيرُ السَّعيرَ بالوَلهانِ

بينما كنت غارقاً في خَيَيالي

ولذيذُ المنامِ قد عادَاني

كان زَهرُ الرُّبى وطَيرُ الأراكي

وَنسيمُ الصَّباحِ من نُدمَاني

هَبَّت الرِّيحُ أحيَتِ القلبَ مِنِّي

أنعَشتني فضاعَفَت أشجاني

زَفَّ نَحوي النسيم أحسنَ بُشرى

وَجَرَى للسُّوَيس يَهدى التهاني

فتناشَدتُ ذِكرَ من رَقَّ طبعاً

وَغَدا حائزاً جميلَ المعاني

وَتَرَنَّمتُ عاشَ محمودُ وَهبي

رَاقي المجدِ ما بَدا الفَرقَدَانِ

جاء وادي قِنا وكان وكيلاً

فامتطى الجدَّ رغبةَ العُمرانِ

بات فيه حليمَ طبعٍ كريماً

معلى الحقِّ مقسطَ الميزانِ

ناصراً للضعيفِ خيرَ شفقيقٍ

باسمَ الثَّغرِ صادِقَ الإيمانِ

جاذِباً نحوَهُ النفوسَ بفضلٍ

وحنانٍ يدعو إلى الإذعانِ

كَوكَبَ المجدِ نُورُهُ قد تجلَّى

في قنا فازدَهَت على البُلدانِ

جاء بَرداً على قِنا وسلاماً

عاطرَ الذِّكرِ يستحقُّ التهاني

شادَ للأمنِ حِصنَ مجدٍ منيعاً

زادها رفعةً فصيحَ اللّسانِ

وتجلَّى على المعارفِ فيها

فاستنارت بالعلمِ والعُرفانِ

كم ديارٍ للعلمِ عنها تخلَّى

هاطِلُ الغيثِ فارتَوَت بالأماني

جادها الغيث فارتوى العُودُ حتى

عمَّ ماءُ الحياةِ بالعيدانِ

أصبح العلمُ شاكراً سعى شهمٍ

رقى المجدَ فوق هامِ الزمانِ

مدَّ وادي قنا إليه يميناً

ثم أبدى له مزيدَ امتنانِ

وتمَشَّت قِنا إليه وقالت

دُم بنيلِ المُنى عزيزَ الشَّانِ

لستُ أنسى عُلاكَ ما اهتَزَّ غُصنٌ

بنسيمٍ وما بدا النِّيرانِ

كلُّ من في قنا ومن في الضَّواحي

بين نائي الهِضابِ والوديانِ

إن يكن عَزَّ أمرُ بُعدِكَ عنهم

إذ مَلَكتَ القلوبَ بالإحسانِ

فَصُعُودُ العُلا لمثلك يدعو

كلَّ قلبٍ لأن يَزُفَّ التهاني

أيها المُولَعُونَ بالشِّعرِ جُودُوا

كيف لم يَدعُكُم قَريضٌ دعاني

أيها الساكِنونَ في الحوض بُشرى

أنَّ بدرَ العُلا قريبُ التَّداني

أيها السَّيِّدُ العظيمُ لساني

لم يزَل قاصراً عن التِّبيان

يا رعى اللَهُ يوم سافَرَت وهبي

من قنا والقلوبُ في خَفَقَانِ

حين هَلَّ القِطارُ كُنتَ محاطاً

بلفيفِ الوُجُوهِ والأعيانِ

يرأَسُ الكلَّ خيرُ شهمٍ مديرٍ

باتَ والسَّعدُ طَوعُ امرِ البنَانِ

دُم خليلَ العُلا محمَّدَ نايل

يا عظيماً يَهابُهُ الثَّقَلانِ

يا كريماً أتى يُوَدِّعُ وهبي

عش ووَهبي فأنتم آيتانِ

حين هَمَّ القِطارُ مُدَّت أيادٍ

لوداعٍ أجرى الدموعَ القوَاني

وتمشَّت بين الضُّلُوعِ قلوبٌ

هَزَّها الوَجدُ فاشتكَت ما تُعاني

آسِفاتٍ لِبُعدِهِ راقصاتٍ

باسماتٍ لِفَضلِهِ المُزدانِ

غَرَّدَ الطيرُ فوق رأسِ جُنُودٍ

أطربتنا بناعِمِ الألحانِ

حين طار القطارُ يحملُ وهبي

صاحَ جمعُ الأحباب سِر بأمانِ

هامَ صبري به فأنشدَ يشدو

رَبِّ ساعِد على البيانِ لِسانيء

عامَ وهبي رُقِّى قِنَا أرَّخَتهُ

أنتَ فردٌ حجَّت إليه الأماني

شرح ومعاني كلمات قصيدة رب ساعد على البيان لساني

قصيدة رب ساعد على البيان لساني لـ اسماعيل صبري وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن اسماعيل صبري

إسماعيل صبري باشا. من شعراء الطبقة الأولى في العصر الحديث، امتاز بجمال مقطوعاته وعذوبة أسلوبه، وهو من شيوخ الإدارة والقضاء في الديار المصرية، تعلم بالقاهرة، ودرس الحقوق بفرنسا، وتدرج في مناصب القضاء بمصر، فعين نائبا عموميا، فمحافظاً للإسكندرية، فوكيلا لنظارة (الحقانية) وكان كثير التواضع شديد الحياء، ولم تكن حياته منظمة كما يظن في رجل قانوني إداري. يكتب شعره على هوامش الكتب والمجلات، وينشره أصدقاؤه خلسة، كان كثيراً ما يمزق قصائده صائحاً: إن أحسن ما عندي ما زال في صدري! وكان بارع النكتة سريع الخاطر، وأبى وهو وكيل للحقانية (العدل) أن يقابل (كرومر) فقيل له: إن كرومر يريد التمهيد لجعلك رئيساً للوزارة؛ فقال: لن أكون رئيسا للوزارة وأخسر ضميري! ولما نشبت الحرب العامة الأولى سكت، وطال صمته إلى أن مات. توفي بالقاهرة ورثاه كثيرون من الشعراء والكتاب. وجمع ما بقي من شعره بعد وفاته في (ديوان - ط) .[١]

تعريف اسماعيل صبري في ويكيبيديا

إسماعيل صبري باشا (1270 هـ - 1341 هـ / 16 فبراير 1854 - 21 مارس 1923)، أحد شعراء الإحياء والبعث في تاريخ الشعر العربي الحديث، ويُلقب بشيخ الشعراء.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. اسماعيل صبري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي