رحلت سمية غدوة أجمالها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رحلت سمية غدوة أجمالها لـ الأعشى

اقتباس من قصيدة رحلت سمية غدوة أجمالها لـ الأعشى

رَحَلَت سُمَيَّةُ غُدوَةً أَجمالَها

غَضبى عَلَيكَ فَما تَقولُ بَدا لَها

هَذا النَهارُ بَدا لَها مِن هَمِّها

ما بالُها بِاللَيلِ زالَ زَوالُها

سَفَهاً وَما تَدري سُمَيَّةُ وَيحَها

أَن رُبَّ غانِيَةٍ صَرَمتُ وِصالَها

وَمَصابِ غادِيَةٍ كَأَنَّ تِجارَها

نَشَرَت عَلَيهِ بُرودَها وَرِحالَها

قَد بِتُّ رائِدَها وَشاةِ مُحاذِرٍ

حَذَراً يُقِلُّ بِعَينِهِ أَغفالَها

فَظَلِلتُ أَرعاها وَظَلَّ يَحوطُها

حَتّى دَنَوتُ إِذا الظَلامُ دَنا لَها

فَرَمَيتُ غَفلَةَ عَينِهِ عَن شاتِهِ

فَأَصَبتُ حَبَّةَ قَلبِها وَطِحالَها

حَفِظَ النَهارَ وَباتَ عَنها غافِلاً

فَخَلَت لِصاحِبِ لَذَّةٍ وَخَلا لَها

وَسَبيئةٍ مِمّا تُعَتَّقُ بابِلٌ

كَدَمِ الذَبيحِ سَلَبتُها جِريالَها

وَغَريبَةٍ تَأتي المُلوكَ حَكيمَةٍ

قَد قُلتُها لِيُقالَ مَن ذا قالَها

وَجَزورِ أَيسارٍ دَعَوتُ لِحَتفِها

وَنِياطِ مُقفِرَةٍ أَخافُ ضَلالَها

يَهماءَ موحِشَةٍ رَفَعتُ لِعَرضِها

طَرفي لِأَقدِرَ بَينَها أَميالَها

بِجُلالَةٍ سُرُحٍ كَأَنَّ بِغَرزِها

هِرّاً إِذا اِنتَعَلَ المَطِيُّ ظِلالَها

عَسفاً وَإِرقالَ الهَجيرِ تَرى لَها

خَدَماً تُساقِطُ بِالطَريقِ نِعالَها

كانَت بَقِيَّةَ أَربَعٍ فَاِعتَمتُها

لَمّا رَضيتُ مَعَ النَجابَةِ آلَها

فَتَرَكتُها بَعدَ المِراحِ رَذِيَّةً

وَأَمِنتُ بَعدَ رُكوبِها إِعجالَها

فَتَناوَلَت قَيساً بِحُرِّ بِلادِهِ

فَأَتَتهُ بَعدَ تَنوفَةٍ فَأَنالَها

فَإِذا تُجَوُّزُها حِبالَ قَبيلَةٍ

أَخَذَت مِنَ الأُخرى إِلَيكَ حِبالَها

قِبَلَ اِمرِئٍ طَلقِ اليَدَينِ مُبارَكٍ

أَلفى أَباهُ بِنَجوَةٍ فَسَما لَها

فَكَأَنَّها لَم تَلقَ سِتَّةَ أَشهُرٍ

ضُرّاً إِذا وَضَعَت إِلَيكَ جِلالَها

وَلَقَد نَزَلتُ بِخَيرِ مَن وَطِئَ الحَصى

قَيسٍ فَأَثبَتَ نَعلَها وَقِبالَها

ما النيلُ أَصبَحَ زاخِراً مِن مَدِّهِ

جادَت لَهُ ريحُ الصَبا فَجَرى لَها

زَبِداً بِبابِلَ فَهوَ يَسقي أَهلَها

رَغَداً تُفَجِّرُهُ النَبيطُ خِلالَها

يَوماً بِأَجوَدَ نائِلاً مِنهُ إِذا

نَفسُ البَخيلِ تَجَهَّمَت سُؤآلَها

الواهِبُ المِئَةِ الهِجانَ وَعَبدَها

عوذاً تُزَجّي خَلفَها أَطفالَها

وَالقارِحَ العَدّا وَكُلَّ طِمِرَّةٍ

ما إِن تَنالُ يَدُ الطَويلِ قَذالَها

وَكَأَنَّما تَبِعَ الصُوارَ بِشَخصِها

عَجزاءُ تَرزُقُ بِالسُلَيِّ عِيالَها

طَلَباً حَثيثاً بِالوَليدِ تَبُزُّهُ

حَتّى تَوَسَّطَ رُمحُهُ أَكفالَها

عَوَّدتَ كِندَةَ عادَةً فَاِصبِر لَها

اِغفِر لِجاهِلِها وَرَوِّ سِجالَها

وَكُن لَها جَمَلاً ذَلولاً ظَهرُهُ

اِحمِل وَكُنتَ مُعاوِداً تَحمالَها

وَإِذا تَحُلُّ مِنَ الخُطوبِ عَظيمَةٌ

أَهلي فِداؤُكَ فَاِكفِهِم أَثقالَها

فَلَعَمرُ مَن جَعَلَ الشُهورَ عَلامَةً

قَدَراً فَبَيِّنَ نِصفَها وَهِلالَها

ما كُنتَ في الحَربِ العَوانِ مُغَمَّراً

إِذ شَبَّ حَرُّ وَقودِها أَجزالَها

وَسَعى لِكِندَةَ غَيرَ سَعيِ مُواكِلٍ

قَيسٌ فَضَرَّ عَدُوَّها وَبَنى لَها

وَأَهانَ صالِحَ مالِهِ لِفَقيرِها

وَأَسا وَأَصلَحَ بَينَها وَسَعى لَها

ما إِن تَغيبُ لَها كَما غابَ اِمرُؤٌ

هانَت عَشيرَتُهُ عَلَيهِ فَغالَها

وَتَرى لَهُ ضُرّاً عَلى أَعدائِهِ

وَتَرى لِنِعمَتِهِ عَلى مَن نالَها

أَثَراً مِنَ الخَيرِ المُزَيِّنِ أَهلَهُ

كَالغَيثِ صابَ بِبَلدَةٍ فَأَسالَها

ثَقِفٌ إِذا نالَت يَداهُ غَنيمَةً

شَدَّ الرِكابَ لِمِثلِها لِيَنالَها

بِالخَيلِ شُعثاً ما تَزالُ جِيادُها

رُجُعاً تُغادِرُ بِالطَريقِ سِخالَها

أُمّاً لِصاحِبِ نِعمَةٍ طَرَّحتَها

وَوِصالِ رِحمٍ قَد نَضَحتَ بِلالَها

طالَ القِيادُ بِها فَلَم تَرَ تابِعاً

لِلخَيلِ ذا رَسَنٍ وَلا أَعطالَها

وَسَمِعتُ أَكثَرَ ما يُقالُ لَها اِقدَمي

وَالنَصُّ وَالإيجافُ كانَ صِقالَها

حَتّى إِذا لَمَعَ الدَليلُ بِثَوبِهِ

سُقِيَت وَصَبَّ رُواتُها أَشوالَها

فَكَفى العَضاريطُ الرِكابَ فَبُدِّدَت

مِنهُ لِأَمرِ مُؤَمَّلٍ فَأَجالَها

فَتَرى سَوابِقَها يُثِرنَ عَجاجَةً

مِثلَ السَحابِ إِذا قَفَوتَ رِعالَها

مُتَبارِياتٍ في الأَعِنَّةِ قُطَّباً

حَتّى تُفيءَ عَشِيَّةً أَنفالَها

فَأَصَبنَ ذا كَرَمٍ وَمَن أَخطَأنَهُ

جَزَأَ المَقيظَةَ خَشيَةً أَمثالَها

وَلَبونِ مِعزابٍ حَوَيتَ فَأَصبَحَت

نُهبى وَآزِلَةٍ قَضَبتَ عِقالَها

وَلَقَد جَرَرتَ إِلى الغِنى ذا فاقَةٍ

وَأَصابَ غَزوُكَ إِمَّةً فَأَزالَها

وَإِذا تَجيءُ كَتيبَةٌ مَلمومَةٌ

خَرساءُ تُغشي مَن يَذودُ نِهالَها

تَأوي طَوائِفُها إِلى مُخضَرَّةٍ

مَكروهَةٍ يَخشى الكُماةُ نِزالَها

كُنتَ المُقَدَّمَ غَيرَ لابِسِ جُنَّةٍ

بِالسَيفِ تَضرِبُ مُعلِماً أَبطالَها

وَعَلِمتَ أَنَّ النَفسَ تَلقى حَتفَها

ما كانَ خالِقُها المَليكُ قَضى لَها

شرح ومعاني كلمات قصيدة رحلت سمية غدوة أجمالها

قصيدة رحلت سمية غدوة أجمالها لـ الأعشى وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن الأعشى

ميمون بن قيس بن جندل من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس، ويقال له أعشى بكر بن وائل والأعشى الكبير. من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات. كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، غزير الشعر، يسلك فيه كلَّ مسلك، وليس أحدٌ ممن عرف قبله أكثر شعراً منه. وكان يُغنّي بشعره فسمّي (صناجة العرب) . قال البغدادي: كان يفد على الملوك ولا سيما ملوك فارس فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية (منفوحة) باليمامة قرب مدينة الرياض وفيها داره وبها قبره.[١]

تعريف الأعشى في ويكيبيديا

أعشى قيس (7 هـ/629 -570 م) شاعر جاهلي من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية لقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر، والأعشى في اللغة هو الذي لا يرى ليلا ويقال له: أعشى قيس والأعشى الأكبر. ويكنى الأعشى: أبا بصير، تفاؤلًا. عاش عمرًا طويلًا وأدرك الإسلام ولم يسلم، عمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره. كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعرًا منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرج الأصفهاني، كما يقول التبريزي:

أما حرص المؤرخين على قولهم: أعشى بني قيس، فمردّه عدم اقتصار هذا اللقب عليه دون سواه من الجاهليين والإسلاميين، إذ أحاط هؤلاء الدارسون، وعلى رأسهم الآمدي في المؤتلف والمختلف، بعدد ملحوظ منهم، لقّبوا جميعًا بالأعشى، لعل أبرزهم هو أعشى باهلة (عامر ابن الحارث بن رباح)، وأعشى بكر بن وائل، وأعشى بني ثعلبة، ربيعة بن يحيى، وأعشى بني ربيعة، عبد الله بن خارجة، وأعشى همدان، وأعشى بني سليم وهو من فحول الشعراء في الجاهلية. وسُئل يونس عن أشعر الناس فقال: «امرؤ القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهير بن أبي سلمى إذا رغب، والأعشى إذا طرب».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الأعشى - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي