ردوا لها أيامها الأوائلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ردوا لها أيامها الأوائلا لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة ردوا لها أيامها الأوائلا لـ ابن قلاقس

رُدُّوا لها أَيامَها الأَوائِلا

وإِن تَقَضَّتْ بالحِمى قلائلا

وبَدِّلُوها من سُرَاهَا راحَةً

ومن حَرُوْرِ وَهْجِها طَلاَئلا

وجنِّبُوها هَضَبَاتِ عالِجٍ

واستقبِلوا سِقْطَ اللِّوَى قبائلا

واستنشِقُوا الريحَ البليلَ عَلَّها

تُخْمِدُ من نارِ الجَوَى بلابلا

فَفَوْقَهَا كُلُّ قتيلِ صَبْوَةٍ

يَهْوِي وهَلْ يَهْوَى القتيلُ القاتلا

يَسْتَخْبِرُ الرِّيحَ رسولاً عنهُمُ

ورُبَّما حَمَّلَها رسائلا

وما الصَّبا رِيحىَ لَوْلاَ أَنَّها

تَجُرُّ في رُبُوعِها الغائلا

هاتِ الشَّمولَ إِنني أَرى بها

من ظَبَيَاتِ عاقِلٍ شَمَائِلا

فَثَمَّ رِيمٌ كلما رِيمٌ أَبَى

إِلا صُدودًا في الهوى مُواصِلا

تحسَبُهُ من مَعْطِفَيْهِ رامِحاً

ومن فُتورِ مُقْلَتَيْهِ نابلا

وطالما قبَّلْتُ منه قمرًا

بدرًا وعانَقُتُ قضيبًا مائلا

أَيامَ كانَتْ لِمَّتِي مُسْوَدَّةً

أَنصِبُ للبيضِ بها حبائلا

لا أَخْتَشِي صَدَّ حبيبٍ واصِلٍ

يومًا ولا أَبْكِي خليطاً راحلا

أَقطِفُ أَثمارَ التَّصابِي غضَّةً

وأَحْتَسِي ماءَ الهوى سلاسلا

فاليومَ أَستَسْقِي غماماً مُقْلِعًا

منهمْ وأَسْتَطْلِعُ بَدْرًا آفِلا

كَأَنَّني ما سُمْتُ إِلا غائباً

قَطُّ ولا استنصرتُ إِلا خاذلا

سقي الغمامُ طللاً بعاقلٍ

راحَ لقلبي بعدَهُنَّ عاقلا

أَو راحَةُ الحافِظِ تَهْمِي إِنها

عَلَّمَتِ الجُودَ الغمامَ الهاطلا

جَلَّى به اللُّه الزمانَ فاغتدَى

يُزْهَى بما نالَ وكان عاطِلا

لو صُوِّرَ الدَّهْرُ لأَضْحَى تاجَهُ

وأَصبَحَتْ كِرامُهُ خلاخلا

يا طالِب العِلْمِ اغْتَرِفْ من زاخرٍ

لا يُدْرِكُ الأَوهامُ منه ما حلا

ويا أَسيرَ الفَقْرِ قِفْ ببابِه

مستنصرًا راحَتَه أَو سائلا

قد أُنشِرَ الفضلُ وكانَ مَيِّتاً

وأُظهرَ المَجْدُ وكانَ خاملا

أَصبح بَيْتُ المال منه مُقْفِراً

وظَلَّ بَيْتُ الشكرِ منه آهلا

فارسُ عِلْمٍ جَرَّدَتْ فِطْنَتُه

على مُجَارِيهِ به مَنَاصِلا

أَلْوى طويلُ السّاعِدَيْن أَروَعٌ

قامَ بأَعباءِ المعالي حاملا

انْظُرْ إِلى البدرِ تَجِدْ من حُسْنِهِ

فيه إِذا أَبْصَرّتَهُ مَخَايِلا

واستَنْشِق الروض تجِدْ من نَشْرِهِ

وبِشْرِهِ الممدوحِ مَعْنًى حاصِلا

فَرَتْ إِليه العِيسُ أَثواب الدُّجَى

رافِلَةً بين الرُّبَى ورافِلا

لا تشتكِي السَّيْرَ على أَنَّ السُّرَى

أَبادَ مَتْنَ ظهرِها والكاهِلا

يا حافِظًا للمستجيرِ حافِظاً

وعالِماً بما لَدَيْهِ عاملا

أَلبست عيدَ الفطرِ منك بهجةً

بعها غدا عيداً لدينا كاملا

واسلَمْ متى غنَّى الحمامُ سَحَراً

وهزَّتِ الرياحُ غُصْنًا ذابلا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ردوا لها أيامها الأوائلا

قصيدة ردوا لها أيامها الأوائلا لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي