ردي سلامي يا فتاة الحكمة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ردي سلامي يا فتاة الحكمة لـ أحمد تقي الدين

اقتباس من قصيدة ردي سلامي يا فتاة الحكمة لـ أحمد تقي الدين

رُدّي سلامي يا فتاةَ الحكمةِ

فأَنا تقيُّ الدينِ رأسُ الحِكمةِ

وإذا جهلتِ سلي طروسَك إنني

بيدٍ الوفا سجّلتُ فيها حُجّتي

وإذا خشيتِ من القضاء صروفَه

فأَنا بفضلك من قضاةِ الجنَّةِ

أو خفت من مرّ الزمان فليس في

شرع المحب إذا وفى من مُدة

ولئنْ خَفيتُ عليك من طول النّوى

فستعرفيني بعد وضعي عِمَّتي

إني متى احسرْ لثام عواطفي

تتبيني مل تحتَه من رقَّةِ

أَوَلستُ من أوفى طيورك كلما

غردتُ جاءت حكمتي في سَجعتي

وتركتني ودجى الصَّبا في مفرِقي

ولقيتِني وضحى الهدى في لِمَّتي

فلئنْ تَرَيْ شيخاً بغير عِمامة

فلأنني أبقيتُها في خَلوتي

وخرجتُ للدنيا فتىً متساهلاً

وملأتُ من نبل المحبة جُعبتي

واممتُ دارَك في حِلى وطنيَّتي

ومحبة الأوطان أفضل حِلية

وأَتيتُ قبل الأربعينَ مخافةً

من أن تُحالَ على الجمود قريحتي

إيهِ ضهورَ الأشرفية كم لنا

من جلسة فوق الصّخور ووقفة

ولكم رتعنا في رباك أعزّةً

والهمُّ عن أحلامنا في غفلة

ولكم سلبنا زهرَها من نُكهة

ولكم سلبنا طيرَها من نَفحة

ولكم حفظنا فيك من أمثولة

ولكم نسينا فيك من أُمثولة

فتذكريني يا منابتَ حكمتي

وتذكريني يا مقاعدَ صَبوتي

وإذا ذكرتِ خواطري وعواطفي

لا تذكري عبثَ الصِّبا بكهولتي

بل حدثيها كم وقفتُ مناجياً

وطني ومعتزاً بلبنانيّتي

جبلي وأجملُ كلِّ ربعٍ ربعُه

بلدي وأبقى كلِّ صَقعٍ بلدتي

دارٌ رعيتُ بها صبايَ فكيف لا

يبقى إليها القلبُ قيدَ تلفُّتِ

دار ترعرع في حِماها خاطري

أفلا يحدّث خاطري بالمِنّة

أّوَ لا أُدِلُّ بها على دُور الورى

وهي التي أبقت على عربيتي

أبقت على لغتي أمينةَ فكرتي

فكأنها أبقت على قوميّتي

لغتي عُرى قومي فإن أهملتُها

أَوهنتُ في الأوطان أوثقَ عُروة

فتعلموا لغة البلاد وبعدَها

ما تبتغون من اللغات الحيّة

إن اللغاتِ حِمى العلوم وكم أرى

من لؤلوءٍ في بحر أفرنسيّتي

لغةُ البيان وحسبها آدابُها

وغِنى ذويها بالمبادي الحُرّة

يا دارُ بالآثار حسبُكِ غبطةٌ

لا بالسنينَ وما بها من غِبطة

إن السنينَ وإن تكاثر عدُّها

حُجج على فضل إذا هي جَلَّت

مرت بكِ الخمسون أفضلُ ما يُرى

والفضل بالخمسين سِنَّ هِداية

يا روضةَ الآداب حسبُك أن تَرَيْ

شتَّى طيورِك غُرّداً في حفلة

ما إن يفيك نشيدُهم في حفلة

وثناؤُهم لا ينتهي في حِقبة

وأنا ضعيفٌ لو سمحتُ لخاطري

لأَطلتُ فيك ولم أُطِل تائيتي

إيه تلاميذَ المدارس إنكم

في راحة بين الطروس ونِعمة

أنتم رجاءٌ للبلاد فحققوا

آمالَها بصلاحكم يا إخوتي

إن البلاد كثيرةٌ آلامُها

وتفرّقٌ الأديان أصل العِلّة

عجباً وروحُ الدين ليس مفرِّقاً

لكنَّ جهلَ الناس أصل الفُرقة

والين خير في سنى آدابِه

لكنّما الدنيا أساسُ الفِتنة

والدين أن يُفهمْ صلاحٌ للملا

والدين أن يتبعْ هُدَى البشرية

داء يرى الاجماعُ أَن دواءَه

في وَحدةِ التعليم روحِ النهضة

يا وحدَةَ التعليم يا خير المنى

أنتِ الصفا وعليك أَبني بيعتي

فابنوا المدارس تبتنوا استقلالكم

إن المدارسَ مَنبِتُ الحُرّية

وأْتوا بيوتَ الدّين إن طريقها

خيرٌ وخوفُ اللّه رأسُ الحِكمةِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ردي سلامي يا فتاة الحكمة

قصيدة ردي سلامي يا فتاة الحكمة لـ أحمد تقي الدين وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن أحمد تقي الدين

أحمد تقي الدين. شاعر، ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداوودية ثم مدرسة الحكمة. ثم درس الشريعة على كبار العلماء ثم أصبح من محجاته في لبنان. زاول المحاماة، ثم عين قاضياً وشغل مناصب القضاء في عدة محاكم منها، بعبدا وعاليه، وبعقلين وكسروان وبيروت والمتن. وقد كان مرجعاً لطائفته الدرزية في قضاياها المذهبية وقد كان شاعراً عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة. له (ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد تقي الدين في ويكيبيديا

أحمد عبد الغفار تقي الدين (1888 - 29 مارس 1935) شاعر وقاضي لبناني. ولد في بعقلين، ودرس في المدرسة الداودية في عبيه ثم مدرسة الحكمة في بيروت. درس الشريعة على كبار العلماء ثم عُيِّن قاضيا سنة 1915، وشغل منصب القضاء في محاكم عدة وظل بسلك القضاء حتى آخر حياته. وكان مرجعاً في القضايا المذهبية لطائفة الدرزية. وصف بشاعراً «عبقرياً حكيماً، يعالج علل الأمة، بفكر ثابت ورأي سديد ومدارك واسعة». مُنح وسام الاستحقاق اللبناني بعد رحيله، ورفع رسمه في دار الكتب الوطنية (1974) إحياء لذكراه، ورصد ريع ديوانه لإنشاء نادٍ باسمه في مسقط رأسه.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد تقي الدين - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي