رد جفني بسافح الدمع يندى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رد جفني بسافح الدمع يندى لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة رد جفني بسافح الدمع يندى لـ السري الرفاء

رَدَّ جَفني بسَافحِ الدَّمعِ يَندى

حينَ حيَّيتُه فأحسَنَ رَدَّا

سَمَحَت لي به السُّجوفُ فما حا

دَ عن العينِ والرَّكائبُ تُحدَى

قمرٌ كلَّما مَنَحناه لَحظاً

منحَ اللَّحْظَ جُلَّناراً وَوَرْدا

هو كالرِّيمِ ما تَلفَّتَ جيداً

وهو كالغُصْنِ ما تأوَّدَ قَدَّا

أنا إن راحَ أو غَدا لفِراقٍ

في رَواحٍ من الحِمامِ ومَغْدَى

أيها البرقُ إن وَجَدْتَ غَماماً

فَاسْق نجداً به ومَن حَلَّ نَجدا

وتعهَّدْ تلكَ الخِيامَ ففيها

ظَبَياتٌ يَفتُكْنَ بالصَّبِّ عَمْدا

بجديدِ الشُّؤبوبِ يُصبحُ منه

خَلَقُ الرَّوْضِ نَاضراً مُستَجِداً

ومُرِبٍّ يُخفي صَنائعَ بيضاً

حينَ يُبدي لنا شمائلَ رُبْدا

وكأنَّ الوميضَ يَنشُرُ نُوراً

في أعاليه أو يُفَوِّتُ بُرْدا

عادَ بحرُ السُّرُورِ بالشَّيبِ جَزْراً

بعدما كان بالشَّبيبةِ مَدَّا

وأساءَ الزَّمانُ فيه إلينا

حينَ أعطى القَليلَ منه وأكدى

كانَ كالبرقِ فاستَتمَّ خُموداً

قبل أن يَستَتِمَّ للعينِ وَقْدا

قد غَنِينا عَنِ السَّحابِ ولو كا

نَ رَحيقاً بين السُّقاةِ وشَهْدا

أصبحَتْ راحةُ الأميرِ أبي الهي

جاءِ أحلَى جَنىً وأعذبَ وِرْدا

سَيِّدٌ يَهدِمُ الثَّراءِ ويَبني

سُؤدُداً في حِمى النُّجومِ ومَجدا

غَمَرَتْنا له سِجَالُ عطَايا

كَسِجالِ الغَمامِ أسرفَ جِدَّا

يَضعُفُ الشُّكرُ عن مُكافاةِ ما نَوْ

ولَ فيها وما أفادَ وأَسدى

وإذا عُدَّتِ المَناهِلُ كانَتْ

يَدُهُ منهلاً من العُرفِ عِدَّا

سَدَّ منه وجهَ الخُطوبِ فأضحَى

دونَ ما يتَّقي من الدَّهرِ سَدَّا

وكفى الوَفْدَ أن يَحُثَّ المَطايا

بندىً يغتدي إلى الوَفْدِ وَفْدا

أنت سَعدُ العُفاةِ يا ابْنَ سعيدٍ

وكَفاهم بأن تُطاوِلَ سَعدا

مستهلٌّ إذا تبسَّمَ برقاً

وهو بينَ الخُطوبِ قَهقَةَ رَعدا

باتَ يُهدي إليَّ شَوْقاً إلى بِشْ

رِكَ مستبشِراً إلى الرَّوْضِ يُهدى

وبطئٌ في السَّيرِ يُسرعُ وَمْضاً

مثلَ ما تُسرِعُ الأناملُ عَدَّا

فتذكَّرْتُ جِدُّ نُعماكَ لَمَّا

مِرحَ الغَيثُ في الرِّياضِ وجدَّا

أنا جَلْدٌ على الخطوبِ ولكنْ

لستُ فيها على جَفائِكَ جَلْدا

أُوسِعُ الدَّهَر مذ تعتَّبْتَ ذَمّاً

بعدَما كنتُ أُوسعُ الدَّهرَ حَمْدا

فكأني أرى السُّرورَ عَدوّاً

أَتحَامَاهُ والمُدامةَ ضِدَّا

فلو أني ارتشفتُ ثَغْرَ حبيبٍ

باردِ الظَّلْمِ لم أنلْ منه بَردا

أجَفاءً مُرّاً ولم أَجْنِ ذَنْباً

فأُجازَى به بُعاداً وصَدَّا

واطِّراحاً يَبيتُ يُخْلِقُ صَبْراً

بينَ أحشايَ أو يجدِّدُ وَجْدا

حينَ جارَت عليَّ أحداثُ دَهْرٍ

ليسَ يسلُكْنَ بي إذا سِرتَ قَصْدا

نُوَبٌ لو علَتْ شماريخَ رَضوى

أوشكَت أن تَخُرَّ منهنَّ هَدَّا

عَرَضَتنْي على الحُسامِ فأضحَى

كلُّ عُضوٍ مني لِحَدَّيْهِ غِمْدا

وكَسَتْ مَفْرِقي عِمامةَ ضَرْبٍ

أُرجُوانيَّةَ الذَّوائبِ تَنْدَى

وإذا قِسْتُ هجرَكَ المُرَّ بالدَّهْ

رِ وما قد جَناه كان أشَدَّا

أنا حُرٌّ إذا انتسبْتُ ولكنْ

جَعلَتْني لكَ الصَّنائعُ عَبْدا

لا أقولُ الغَمامُ مثلُ أيادي

كَ ولا السيفُ مثلُ عَزْمِكَ حَدَّا

أنتَ أمضى من الحسامِ وأصفى

من حَيَا المُزنِ في المُحولِ وأندَى

شرح ومعاني كلمات قصيدة رد جفني بسافح الدمع يندى

قصيدة رد جفني بسافح الدمع يندى لـ السري الرفاء وعدد أبياتها أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي