رسالة جديدة .. من صديقة قديمة !!

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رسالة جديدة .. من صديقة قديمة !! لـ نزار قباني

1
شكراً على حُبِكَ.. يا حبيبي.
أنوثتي, لولاك, ما اكتشفتها.
وفتنتي, لولاك ما عرفتها.
أنتَ أحاسيسي التي تفتحت.
وأنت أعضائي التي تشكلت.
وأنت أنهاري التي تفجرتْ.
وأنت غاباتي التي قد أورقت..
وأنت لي, مدرسةُ الحب التي
من حسن حظي أنني دخلتها....

2
شكراً على اهتماماتكَ..
في فكري, وإبداعي, وفي ثقافتي.
شكراً على صياغتي.
فليس من قصيدةٍ شهيرةٍ.
وليس من عبارةٍ مأثورةٍ.
وليس من معزوفة جميلة.
إلاّ على يديكَ قد حفظتها...

3
يا رجلي الوحيد..
يا تجربتي الأولى التي جرَّبتها.
شكراً من القلب...
على لمساتك الأخيرة..
شكراً من النهد الذي رسمتهُ
تفاحةً من ذهب..
وقبَّةً من خزفٍ..
وقطةً شاميةً صغيرةْ!!

4
يا رجل الرجالِ...
يا أيقونةً في عنقي علقتها.
يا قهوة العشق التي
من يوم أنْ ولدتُ.. قد أدمنتها.
يا أحرفاً من فضَّةٍ
كنتُ على دشداشتي السوداء...
قد طرزتها...
يا وردةً جوريةً.
في بؤبؤ العينين..
قد زرعتها..

5
يا رجلاً مميزاً..
بعقله.. وشكله.. وصوتهٍ..
كم كان حظي في هواك جيداً..
فإنك الجائزة الكبرى التي ربحتها..
وأنت أحلى لحظةٍ طوال عمري عشتها..
وأنت, يا صديقي.
حماقةٌ رائعةٌ
بين حماقاتي التي ارتكبتها...

6
يا أيُّها العنيف, والرقيق..
والعاقلُ.. والمجنونُ..
والهادئُ.. والعاصفُ..
والساديُّ.. والرحيمُ..
لا تهتمَّ في حزني..
وفي خوفي..
وفي كل الشرايين التي قطعتها..
فإنني سعيدةٌ..
سعيدةٌ..
سعيدةٌ..
بلعبة الحُبِّ التي لعبتها !!.

7
يا سيدي المحفور في جلدي, وفي ذاكرتي.
يا دابحي بكلمةٍ جميلةٍ..
وباعثي بقبلةٍ طويلةٍ..
لن أتخلى عن طموحي أبداً..
فأنت أرقى عاشقٍ صادفتهُ..
وأنتَ أحلى طفلةٍ أنجبتها !!..

8
من أجل أن تبقى معي..
أصابعي الخمسُ أنا أشعلتها.
من اجل أن تكون لي.
كتبت آلاف المكاتيب..
وما أرسلتها..

9
ا سيدي: لا تتصور أننّي نادمةٌ..
أو أنني تائبةٌ.. أو أننّي هاربةٌ..
فأنت من أجمل أخطائي التي اقترفتها..
وأنتَ من أقوى الأعاصير التي واجهتها.

10
ا مضرم النيران في مشاعري.
يا واضع الكبريت في خزانتي.
يا ساكب الزيت على شراشفي..
سأدخلُ النار بلا تردد..
فإنَّ نارَ الحُبِّ لا تخيفني..
لأنني أحبُّبها.. أحبُّها.. أحبُّها!!..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي