رسل الإمام المقبلين صباحا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رسل الإمام المقبلين صباحا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة رسل الإمام المقبلين صباحا لـ أحمد الكاشف

رسل الإمام المقبلين صباحا

يهدون مصر سلامها الفياحا

كثرت إلينا سبلكم فاخترتمُ

في الجو ميداناً لكم ومراحا

عوجوا على الوادي المقدس واهبطوا

أرضاً تفيض لكم ندى وسماحا

إن تنزلوا أبراجها وقصورها

فلقد ملكتم قبلها الأرواحا

طرتم بأجنحة الحديد إلى حمىً

ودت رباه لو تكون رياحا

وطويتمُ الآفاق وهي صحيفة

تتلون فيها البينات فصاحا

ورأيتم الأوطان حول مجازكم

متطلعات أجبلاً وبطاحا

ودنوتمُ والدهر سلمٌ بعد ما

ملأ الحماة الكائنات كفاحا

أنتم أحق بنضرة الوطن الذي

أضحى متاعاً للعباد مباحا

وعرفتمُ أبناءه إخوانكم

وأميره ذا النجدة المناحا

والنيل وهو يود لو يجري إلى

أخويه دجلة والفرات قراحا

أهل الفتوحات التي سلفت كفى

بالعلم بعد حسامكم فتاحا

أهلاً بعهدكم الجديد معاوداً

ذاك الفخار الطائل الوضّاحا

إني رأيت غريمكم قد خافكم

فوفى ونجم الشرق عاد فلاحا

لو تحرصون على بقيّة ملككم

أرجعتمُ ما فات منه وطاحا

وسبقتمُ أرقى الشعوب ورعتمُ

شوس الملوك تطاولاً وطماحا

إن الأمانيَّ التي ناجيتها

صدقت فجئتكمُ بها صداحا

وشهدت موكبكم بها متأهِّباً

فشهدت مأمول النجاة متاحا

وسمعت عن آت الحياة حديثكم

فشربت من هذا الحديث الراحا

أنا من عرفتم قلبه متلهباً

والرأي حراً والبيان صراحا

أسوان في بلد حُرمتُ ربيعه

ولقيت لافح صيفه اللواحا

لو كان يحمل ذا الحنين حنينه

أصبحت في بوغازكم ملَّاحا

لأرى شمائل في فروقَ كريمة

وأرى وجوهاً في فروق مِلاحا

وعساي فيها أسترد وديعة

عند الزمان وأتقي مجتاحا

فمروا النسيم بأن يقل متيماً

يأبى عليه البين أن يرتاحا

كم بات يسمع بارقاً متكلماً

عنكم ويسأل بارقاً لمّاحا

ولو استحال إباؤه وولاؤه

لكمُ سيوفاً أصبحا ورماحا

هذي تحية شاعر غنى بها

لكمُ وباغته النعاة فناحا

ملأوا ليَ الأقداح سمّاً بعد ما

أبصرت أيامي عليّ شحاحا

إن المسرّات التي في مهجتي

عادت سقاماً في الحشا وجراحا

واستلّت الأقدار سلوة خافق

ألف الأسى وتعوّد الأتراحا

وبغى على العقبان عاتٍ عاصفٌ

أعياهمُ بأساً وطال جماحا

ألقاهمُ من بعد ما جدُّوا به

مستأمنين وأوسعوه مزاحا

وقعوا على الصخر الأصم وليتهم

وقعوا على المهج الصحاح صحاحا

جاروا صلاح الدين ثم تجاوروا

تعلي دمشق مقامهم والساحا

لم يذهب الملأ السيوف ضحية

إلا ليلقى اللاحقون نجاحا

كم مفتد أوطانه أروى الثرى

دمه الذكي فأنبت الإصلاحا

رعياً لأبطال تواروا بعد ما

رفعوا الحجاب وأوقدوا المصباحا

إخوانهم إن السبيل ممهد

فخذوه جواً أو خذوه براحا

ولئن شفى أعداءكم دمكم فكم

أنجبتمُ لدمائهم سفاحا

فخذوا بثارات الرجال وآخذوا

هذا الزمان بما أسرَّ وباحا

شرح ومعاني كلمات قصيدة رسل الإمام المقبلين صباحا

قصيدة رسل الإمام المقبلين صباحا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي