رشا بطرف ناعس وسنان
أبيات قصيدة رشا بطرف ناعس وسنان لـ صالح مجدي
رَشا بطرف ناعس وَسنانِ
يَسطو بأفتك من ظَباً وَسنانِ
فتكت لَواحظُه غداة رَحيله
يَوم الوَداع بمهجتي وَجناني
وَمِن المَحاجر صارَ فيض مَدامعي
يَجري عَلى الخَدين في غدران
فَأَذاع سرّي في الهَوى بَعد الخَفا
لَونٌ لهاتيك المَدامع قاني
وَالجسم أَصبَح لا خيال لَهُ يُرى
مِن فَرط ما لاقى مِن الهجران
لَكن أَنيني حينَ جدَّ بي الجَوى
دل العَذول عَلى خفيّ مَكاني
فَاِختال في حلل المَسرة وَاِشتَفى
مِني وَبالغ في الأَذى وَلحاني
وَعليّ حرَّم وَصله وَأَتى عَلى
تَحليل نَقض العَهد بِالبُرهان
يا وَيحه أَيروم مني سَلوة
حَيث الأغنّ أَطاعه وَعَصاني
وَأَنا الَّذي عَقد الغَرامُ لي اللوا
وَإِلى جِهاد العاذلين دَعاني
فَطفقت أَخترق الصُفوف وَأَصطَلي
نار الغَضا في جَومة الجولان
حَتّى هزمت لَدى النِزال جُموعَهم
بِالصَبر لا بمثقفٍ وَيمان
حاشا تلين مِن الصدود شكيمتي
أَو يَلتوي في الحادِثات عناني
وَالجَد أَسعدَ اللَيالي سالمت
وَصَفا بِنصر العاشقين زَماني
لم لا وَجَيش الجور بُدِّدَ شَملُه
بِالعَدل من حامي حِمى الإِيمان
صَدر الصُدور سَعيدٍ الشَهم الَّذي
أَحيا مَعاهد ذمة وَأَمان
عالي الذُرى في عَصره فاقَ الوَرى
وَسما بهمته عَلى كيوان
بطل الوَغى وَمبيد مغرور طغى
في فَيلق مِن عصبة الشجعان
لَيث الشَرى وَمذل كُل مَن اِفتَرى
وَمذيقه في الخَطب كَأس هَوان
غَيث جَرى في كُل واد فازدرى
لِمَديد نيل نَداه بِالطُوفان
وَروى البِلاد كَما أَراد وَقَد كَسا
فيها العِباد مَلابس الرضوان
وَبنى القِلاع لحفظ مصر وَأَهلها
مِن شرِّ حزب الزيغ وَالعُدوان
وَرماهمُ منها بِنارِ مدافعٍ
هدمت أَساس الحيف وَالبُهتان
وَأَباد بِالإقدام عِندَ هُجومه
في الحَرب أَهل الغَيّ وَالطُغيان
وَالجَيش بَين يَديه في حملاته
خاض العجاج وَماج في الميدان
وَتعوّدت أَفراده يَوم اللقا
تَفريق جَمع كَتائب الفُرسان
وَقَد اِستَقام عَلى صِراط حَماسة
بِسياسة وَرياسة وَبَيان
وَعلا بِنَشر مَعارف وَلَطائف
مَصر بِها اِفتَخرت عَلى البُلدان
وَغَدا جَديراً بِالثنا في دَولة
سادَت بِهِ في أَبهَج الأَزمان
لا زالَ هَذا الداوريْ في حكمه
بِالحَق يَصدع كُلَّ خصم جاني
ما هام في وادي نَفيسِ مَديحِه
قَلبي وَأَعرب عَنهُ فيهِ لِساني
وَبحسن سيرته تحلَّى وَاِزدَهى
بَين المَلا في عصره دِيواني
فَسُطوره رُسِمت بصدر طُروسه
كَقلائدٍ نُظمت مِن العقيان
وَثغوره ابتسمت فَأَسفر برقُها
عَن حسن أَسلوب وَعَن تبيان
فَإذا تلوا مِنهُ المَديح بمحفل
قالوا وَقَد نظروا إِلى أَوزاني
أَحسنتَ في مَدح الخديوي وَابنه
وَأَبيه وَالأَجناد وَالأَوطان
وَلأنتَ أَبلغ ناظم متفننٍ
شادَ المَباني مِن بَديع مَعاني
أَوَ ما دَروا أَن العَزيز أَمدّني
مِن فَيضه بِالفَضل وَالإِحسان
وَأَزال عَن فهمي غَياهبَ سقمه
بِضياء عقلٍ ما لَهُ مِن ثاني
فَأَتيت فيما صغته بفرائد
في نَظمِها تحكي عقود جمان
دامَت لَهُ العَلياء طوع يَمينه
ما غرّدت وَرقٌ عَلى الأَفنان
أَو ما تحلت في الوُجود بوصفه
كتبٌ عَلَيها بَهجةُ العرفان
شرح ومعاني كلمات قصيدة رشا بطرف ناعس وسنان
قصيدة رشا بطرف ناعس وسنان لـ صالح مجدي وعدد أبياتها اثنان و أربعون.
عن صالح مجدي
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية. وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ. وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط) ، و (ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب