رعى الله ما قد مر في المربع الرحب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رعى الله ما قد مر في المربع الرحب لـ عبد الرحمن العيدروس

اقتباس من قصيدة رعى الله ما قد مر في المربع الرحب لـ عبد الرحمن العيدروس

رَعى اللَهُ ما قَد مَرَّ في المَربَعِ الرَحبِ

مَعَ الفائِقِ الفَتّانِ مِن حُسنِهِ يَسبي

رَعى اللَهُ أَيّامَ الوِصالِ الَّتي مَضَت

فَلِلَهِ ما أَحلى الَّذي كانَ في الشَعبِ

وَقَد أَتحَفَ المُحبوبُ قَلبي بِريقِهِ ال

مُصَفّى الزُلالُ البارِدُ الرائِقُ العَذبِ

فَقَبِلتُ مِنهُ الثَغرَ ثُمَّ اِرتَشَفَت مِن

مَراشِفِهِ ما غيبَ الهَمُّ عَن لُبّي

وَكَم لَيلَةً دارَت كُؤوسُ مَدامَةٍ

وَقَد جَسَّتِ الأَوتارُ خودٌ مِنَ العُربِ

فَبِتنا بانِسَ في سُرورٍ وَراحَةٍ

وَهَشٍّ وَبَشٍّ في حِجابٍ عَنِ الكَربِ

سُكارى نُشاوي قَد سَكَنّا بِغُرفَةٍ

مُؤَسَّسَةِ البُنيانِ جادَ بِها رَبّي

يَمُرُّ بِها ريحُ الصِبا كُلَّ ساعَةٍ

لِأَنَّ فَناها قَد تَعالى عَلى كَثَبِ

وَمِن تَحتِها رَوضُ الرَياحينِ نابَت

يَمُدُّ عَنِ الأَنهارِ في غايَةِ الخَصبِ

وَقَد غَرَّدَت فَوقَ الغُصونِ حَمامَةً

فَغَنَّت بِشَعرٍ لَيسَ يوجَدُ في الكُتُبِ

وَقَد غابَتِ العُذّالُ عَن ذَلِكَ الحَمى

فَلَم تَخشَ مِن لَومٍ وَلَم تَخشَ مِن عَتبِ

فَلِلَهِ ما أَحلى الوِصالَ وَعَيشِهِ

وَما أَصعَبَ التَفريقَ عَن مَنِيَّةِ الصَبِّ

فَيا لَيتَ شِعري هَل يَعودُ الَّذي مَضى

مِنَ البَشَرِ وَالراحاتِ مَعَ ذَلِكَ الحُبِّ

وَنَرجِعُ في أَضعافِ أَضعافِ أُنسِنا

فَيا لَيتَ شِعري هَل لِذَلِكَ مِن أَوبِ

خَليلَيَّ سَيرُ أَبي إِلى حَيٍّ مَن لَهُ

مَقامُ عَلِيٍّ في فُؤادي وَفي قَلبي

خَليلَيَّ تَثَدّا العيسُ لا تَيأَسا مِن ال

وِصالِ فَمَحبوبي الجَميلُ وَبِالكَسبي

خَليلَيَّ سامَرتَ النُجومَ كَأَنَّني

أَبو مَعشَرَ ما زِلتُ مُرتَقِبُ الشُهبِ

خَليلَيَّ لِمَ لا تَبحيان مُحَرِّقاً

بِنارِ الأَسى أَن هَبَّ ريحُ الصِبا يَصبي

خَليلَيَّ لا عَتبَ عَلَيَّ لِأَنَّ مَن

تَمَكَّنَ فيهِ الحُبُّ يُعذَرُ في الحُبِّ

وَأَزكى صَلاةَ اللَهِ ثُمَّ سَلامُهُ

عَلى المُصطَفى المُختارِ أَفضَلَ مِن نَبي

مَعَ الآلِ وَالأَصحابِ ما قالَ شَيِّقٌ

رَعى اللَهُ ما قَد مَرَّ في المَربَعِ الرَحبِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة رعى الله ما قد مر في المربع الرحب

قصيدة رعى الله ما قد مر في المربع الرحب لـ عبد الرحمن العيدروس وعدد أبياتها واحد و عشرون.

عن عبد الرحمن العيدروس

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني. أديب، شاعر متصوف، فاضل، من اهل حضرموت. ولد بها في (تريم) وتوفي بمصر. له تصانيف كثيرة منها: (لطائف الجود في مسألة وحدة الوجود-خ) رسالة، و (تنميق الأسفار-ط) جمع فيه ما جرى له مع بعض الأدباء في أسفاره، و (تنميق السفر-ط) فيما جرى عليه وله بمصر و (ديوان ترويح البال وتهييج البلبال-ط) ، و (العرف العاطر في معرفة الخواطر) منظومة.[١]

تعريف عبد الرحمن العيدروس في ويكيبيديا

عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس (1135 - 1192 هـ) شيخ وشاعر متصوف من آل البيت النبوي من بلاد حضرموت باليمن. كان له صيت واسع ومكانة محترمة ولا ترد له شفاعة. رحل إلى كثير من الأقطار، إلى الهند والحجاز ومصر وفلسطين وسوريا وتركيا، واستقر بمصر بعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والدعوة والسياحة.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي