رعى الله مغنى بالعذيب ومعهدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة رعى الله مغنى بالعذيب ومعهدا لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة رعى الله مغنى بالعذيب ومعهدا لـ إبراهيم اليازجي

رَعى اللَه مَغنىً بِالعَذيبِ وَمَعهَداً

غَنِمْنا بِهِ الأَوطار مَثنىً وَموحدا

مَراتعُ آرامٍ وَرَدنا بِها المُنى

عَلى حين لَم يَطرقْ لَنا الدَّهرُ مَورِدا

نُغازلُ مِن غُزلانِها كُل آنسٍ

وَنهصر مِن أَغصانِها كُلّ أَملَدَا

وَنَرشُفُ لِلأَفواهِ جاماً مُمسَّكاً

وَنَلثمُ لِلجاماتِ ثَغراً منضَّدا

أُويْقاتُ أَعطافِ الشَبيبةِ غَضةٌ

عَلى نَسَمات اللَّهوِ مالَت تَأَوّدا

وَقَد غَفَلَتْ عَنا الخطوبَ بِلَيلِها

وَقَدماً عَهِدنا حادثَ الدَّهرِ أَرودا

أَأَحبابنا هَل أَورق الرَّندُ بِعدَنا

وَهَل أَفرَشَتْكُم رَوضة البان مقعَدا

وَهَل مَرَّ لِلمُشتاقِ ذكرٌ بحيِّكُم

فَما زالَ ذكرُ الحَيِّ عِندي مردّدا

لِيهنئكمُ إِن طاعَكُم بَعدَنا الكَرى

فَمُذ بَينكُم لَم نوطئ الجَنبَ مَرقَدا

وَلا زارَنا الصَّبرُ الجَميلُ فَلَيتَكُم

أَمامَ النَّوى شاطرتمونا التَّجلُّدا

أَطَعتُ بِكم داعي التَّهتُّكِ ذاهِباً

بِنَفسي وَخالَفتُ العَذولَ المفنِّدا

وَإِنِّي لَأَهوى مِنكُم الظَّرفَ وَالوَفا

وَلَم أَهوَ أَعطافاً وَخَدّاً مورّدا

وَبي جيرةٌ ما بي مِنَ الوَجدِ عِندَهُم

وَإِن بتُّ أُحيي بِالسُّرى لَيلَ أَنقَدا

وَربعٌ هُوَ الدُّنيا لَديَّ وَقَلَّما

تَرى الشَّملَ في دُنياك إِلّا مبدَّدا

تقطَّعَ حَبلُ الوَصلِ مِنَّا وَمِنهُمُ

سِوى شَجنِ الذِّكرى أَقام وَأَقعَدا

وَما يُعدم الإِنسانُ في الأَرضِ صحبةً

وَلَكِنَّ بَعضَ الصَّحبِ أَدنى إِلى العِدَى

فَما أَكثرَ الأُلّافَ في كُلِ بَلدةٍ

وَأَكثَرُ قَول الزُورِ مِمَّن تَودَّدا

وَفي الحُبِّ ما قَد كانَ رائِده المُنى

فَما الحُبُّ إِلا ما أَتاكَ مُجَرّدا

وَفي النَّاسِ مَن تَدعو سَجاياهُ لِلهَوى

فَيَغدو عَلَيها كُلّ قَلبٍ مُقَيَّدا

تَبارَك مَن بَثَّ الشَمائلَ في الوَرى

فَمَيَّزَهُم بَعدَ التَّساوي وَأَفرَدا

وَخَصَّ بِأَسناها النَّسيبَ فَلَم يَزَلْ

إِذا ذكَرَتْ أَهلَ المَناقِبِ أَوحَدا

كَريم تَبَدَّى مِن كِرامِ مَناصِبٍ

لِذاكَ تَسمَّى بِالنَسيبِ فَما اِعتَدى

جَميلُ الثَّنا يَستَغرقُ المَدحَ وَصفهُ

كَما اِستَغرَقَ الأَلفاظَ أَحرفَ أَبجَدا

تَناولَ إِرثَ المَجدِ قَبلَ رَضاعِهِ

وَصاحب تُربِ المَجدِ طفلاً وَأَمرَدا

وَجَدَّ عَلى إِثر الَّذينَ تَقَّدموا

بِهمةِ طلاّعِ الثَّنيَّاتِ أَصيدا

فَداسَ طَريقَ المُكرَماتِ ممهَّداً

وَداسَ إِلى العَليا عِقاباً وَأَنجَدا

كَذَلِكَ مَن رامَ المَعالي فَإِنَّهُ

يَشقُّ إَلَيها في ذُرى الخَطْبِ مصعدا

أَحدُّ رِجالِ العِقد ذِهناً وَنَظرةً

وَأَصَدَقُهُم في الأَمرِ رَأَياً وَمَشهَدا

وَأَبعَدُهُم جَرياً إِلى كُلِ غايَةٍ

وَأَطوَلُهُم في كُلِّ مَكرُمةٍ يَدا

كَفاهُ سُيوفَ الهندِ في كُلِّ غَمرةٍ

لَهُ سَيفُ آراءٍ يَفلُّ المُهَنَّدا

وَهمةُ نَدبٍ خشَّنَ الدَّهرُ حَدَّها

وَقَد غادَرَتْ نابَ الحَوادثِ أَدرَدا

نَقِيُّ ثِيابِ العَرضِ طابَ ثَناؤُهُ

كَما طابَ أَخلاقاً وَنَفساً وَمحتِدا

رَصانة خُلقٍ كَالجِبالِ تَوَقَرَتْ

فَلو خالَطَتْ بَحراً لَما جاشَ مُزبِدا

وَعِفةُ نَفسٍ لَو ثَوتْ قَلبَ عاشقٍ

لَما باتَ مَجهوداً يُعاني التَّسَهُّدا

إِذا اِجتَمَعَتْ أَهلُ المَعاني فَإِنَّما

لَهُ الرُّتبةُ الأُولى لَدى كُلِّ مُنتَدى

فَلا بِدعَ إِن وافتْهُ مِن فَيضِ نَعمةٍ

أَقَرَّتْهُ في أَهلِ المَراتبِ سَيِّدا

حَباهُ بِها عَبدُ الحَميدِ تَفَضُّلاً

فَكانَ كَرَوضِ الحُزنِ باكَره النَّدى

حَياءً أَتاهُ ناطِقاً بِمَكانِهِ

فَلو كانَ مِمَّن يُنشدُ المَدحَ أَنشَدا

وَمثلُ نَسيبٍ أَهلُ كلِّ مَزِيَّةٍ

يَزيد بِها فَخَراً وَيَعتَزُّ سُؤدُدا

هُوَ العَلَمُ العالي بِلُبنانَ وَالَّذي

يُشار إِلَيهِ بِالبَنان إِذا بَدا

مِن الجُنبلاطيين مِن شُمِّ مَعشرٍ

بَنوا شرفاتِ المَجدِ بِالبَأسِ وَالنَّدى

لَهُم حَسَبُ المَجدِ القَديمِ وَفَوقَهُ

لَهُم حَسبٌ في كُلِّ يَومٍ تَجَدَّدا

فَما مِنهُمُ إِلّا أَغَرُّ مُسَوَّدٌ

أَتى وارِثاً مِنهُم أَغَرَّ مُسَوَّدا

دَعائمُ بَيتٍ شَيَّدَ العزُّ رُكنَهُ

فحَجَّتْهُ أَخيافُ المَطالبِ سُجَّدا

تَؤمِّمُه وَفدُ القَوافي قَوافِلاً

فَتَهدى لِمَغناهُ وَإِن كُنَّ شُرَّدا

وَدُونكَها مِن آلِ عيسى خَريدةً

تُطاوِلُ بِالابداعِ معجزَ أَحمَدا

لَقَد سفرت وَاللَيل أَرخى سدولَه

فَلَم تُبدِ إِلّاها الدُّجنَّةِ فَرقدا

إِذا اِنطَلَقَت لَم تَأو بَعد اِنطِلاقِها

جِداراً مَعلَّى أَو طِرافاً مُمَدَّدا

وَحَسبيَ مِنكَ الودَّ فَضلاً وَمَفخَراً

مَدى الدَّهرِ وَأَسلَمْ فَهْوَ أَكرَمَ مُجتدى

شرح ومعاني كلمات قصيدة رعى الله مغنى بالعذيب ومعهدا

قصيدة رعى الله مغنى بالعذيب ومعهدا لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي